الأشياخ : كانوا يمثلون عمدة القائد في ادارة القبيلة ، وكان اختيارهم من بين أعيان الأفخاد ، واليهم توكل مهمة مراقبة أحوال القبيلة ، وترصد كل المعلومات حول أفرادها ، وعادة ما كان يقدم الشيخ عتذ تولية الشياخة هدية للقائد عربونا على المحبة والطاعة . ومن بين شيوخ القائد عيسى بن عمر المعروفين من خلال المراسلات المخزنية نذكر منهم : أحمد بن مسعود البحثري الزبيري — وحميدة بن الجيلالي الزروالي — والهاشمي — وسعيد بن عدي السوسي — وابراهيم بن علي العطاوي — والحطوشي النبكي .وكل هذه الأشياخ كانوا يمارسون سلطة داخل الأفخاد ، وكان القائد يعتمدهم لأنهم أدرى بشعاب أفخادهم وبطونهم.
الأعوان والمسخرون : اتخدهم القائد من أقربائه وكان يستعملهم في المهام التي تحتاج الى الثقة كنقل أوامره الى الأشياخ والمقدمين ، أو تسخيرهم في المأموريات الصعبة كاعتقال أو مصادرة …الخ ، وهم عادة مرتبطون بالقائد ، ويعيشون من عطاءاته فهو مصدر عيشهم .
وكان من بينهم أبناء عمه القائد أحمد بن عيسى فقد انتدب بعضهم ، كمحمد بن أحمد ، والطاهر بن أحمد للقيام بمجموعة من المهام ، نذكر من بينها ، تكليفهما بمهمة القبض على القائد أبيه سهيم السوسي ، القاطن بالعدير بالوليدية وذلك بعد أن صدر الأمر السلطاني للقائد بذلك ، فأنجزها وفق أوامر القائد ، وقبضوا على القئد أبيه ، وأحضروا متاعه بمحضر العدول .
2 — )شطط القائد وتعسفه وموقف المخزن المركزي منهما:
تعسفات القائد عيسى بن عمر العبدي .
كانت القصبة مقرا رسميا لممارسة السلطة القيادية ، وبقاعة المحكمة كان القائد يعقد جلساته بمحضر الفقهاء والعدول للنظر في القضايا المعروضة عليه . فعلى باب المحكمة ، كان يقف مخزنيان من خدام القائد ، مهمتهما ادخال المتقاضين بالتتابع لقاعة الجلسات ، فيقوم القائد باستفسارهما عن طبيعة الدعوى ، ويستجوبهما لمعرفة كل عناصر القضية ثم يستعين بأ راء الفقهاء والعدول ، ومن خلالها كان يستقي حكمه ،وقبل اصداره كان يرددها دائما :اللهم اجعل التقليد على من قال لي ،لذلك فان القائد في أعين المتقاضين لم يكن مستبدا ولا جائرا ، لانه لم يكن يصدر الأحكام بمفرده .بل العدلان يمكنانبما تنص به الشريعة
بل العدلان اللذان يمكنان بما تنص به الشريعة و بما يلائم الأعراف ، وبهذه الطريقة كانت أحياتا تبرأ ساحة القائد ، لكن الصورة التي بقيت ملتصقة بالذاكرة الشعبية ،كانت تنعث القائد دائما بالتعسف والظلم ، ولعل هذه الصورة ترتبط أساسا بموقفه بانتفاضة أولاد زيد ، وما نتج عنها من تنكيل بكل أفراد القبيلة . بالاضافة الى أن أفراد فخدته من الثمرة ، كانوا يمارسون تعسفا ضد باقي أفراد القبيلة ، ويجدون حماية من القائد ، فكان القول الشعبي يردد : (مائة جمرة وجمرة ولا حر الثمرة). ولعل في ذلك ما يصور السلطة التعسفية للقائد ازاء ايالته ، واذا كانت هذه الصورة ما تزال مرتبطة بالعنف ، فانها مع ذلك لا يمكن فصلها عن باقي الممارسات التي كانت تزاول من طرف باقي أفراد المخزن خصوصا منهم القواد ، اذ عنوان قوة القائد هو مدى بطشه وقهره لكل أفراد ايالته ، مقابل أن ينعم بالاستقرار والأمن ، وأن ينصاع محكوموه للأوامر ، ويقدمون واجباتهم بانتظام للمخزن ، وهذا ما جعل منطقة عبدة من بين الجهات الأكثر هدوءا في المغرب وقائدها عيسى بن عمر كان يحكمها بحزم ونفود قوي جدا لدرجة لا يمكن احتمال أي تمرد ضده .
لقد كان العنف من صلب ممارسة السلطة القيادية ، والاختلاف كان فقط حول درجة استعماله أو المغالاة في توظيفه ، أما ما يسمى أحيانا بالشطط فهل أفرط عيسى بن عمر في ممارسة العنف والبطش والجور ؟.
يشير المختار السوسي على لسان ادريس ولد منو في حديثه عن القائد عيسى بن عمر ، فيقول : (ولا عيب فيه الا كثرة الفتك بأهل قبيلته . فما أسهل ازهاق الروح عنذه .) . كما يشير الكانوني بدوره الى طغيان القائد فيقول 🙁 سياسة القائد عيسى بن عمر على قبائل جوار أسفي القضاء على رجال بيوتات المجد والفضل .ولعل هذه الاشارات تدفع بنا الى التساؤل عن خلفيات سياسة العنف ، خصوصا ضد أعيان القبيلة ، فبالاضافة الى أنها تدخل في صلب ممارسة القيادة ، فانها كذلك كانت وسيلة اعتمدها القائد لهدف أخر. ألا يمكن أن تكون احدى الوسائل التي اعتمدها القائد لمصادرة أملاكهم .؟. وهل كانت تنحصر هذه الممارسات التعسفية في شخص القائد فقط أم انها كانت تمارس من طرف أعوانه كذلك .؟.
عيسى بن عمر العبدي.. قائد عبدة 33 .. تعسفات القائد عيسى بن عمر العبدي
الكاتب : إعداد : محمد تامر
بتاريخ : 11/05/2023