حلّت عمالة مقاطعات الحي المحمدي عين السبع في المركز السادس ضمن قائمة عمالات المقاطعات التابعة لمدينة الدارالبيضاء الأكثر احتضانا للسكان. موقع تؤكده الأرقام وكذا المؤشرات الميدانية التي يمكن لأي كان ملاحظتها على أرض الواقع، والتي تبين على أنه بالموازاة مع التمدد السكاني والعمراني فإن الكثير من الخصاص لا تزال تعيش على إيقاعه العديد من الأحياء، خاصة تلك المنتمية إلى منطقة عين السبع، التي يرى الكثير من ساكنتها بأنها تعاني على أكثر من مستوى.
معاناة، يشدد عدد من القاطنين بالمنطقة على أنها تتعدد أوجهها، في ظل تقصير ترابي كبير يرخي بتبعاته على حياتهم اليومية، بالرغم من الورش الكبير الذي يتم إنجازه على مستوى «الكورنيش». وأكد عدد من المواطنين في تصريحاتهم لـ «الاتحاد الاشتراكي» على أن تغيرا كبيرا يطرأ على تراب عين السبع، يتمثل في إزالة الفيلات التي كانت علامة مميزة لهذه المنطقة التي ظلت لسنوات تعيش الهدوء، وتعويضها بعمارات من طوابق عديدة، استقطبت ولا تزال ساكنة جديدة من تراب عمالات أخرى ومدن مجاورة.
هذا التغير العمراني، يوضح عدد ممن استقت الجريدة آراءهم لم تواكبه أشغال على مستوى البنيات التحتية والطرقية، فالمنطقة، وباستثناء ما يمكن وصفه بعين السبع «العليا»، هي التي تستفيد من خط الترامواي، فإن باقي الأحياء الأخرى، يجد قاطنوها معاناة كبرى بحثا عن وسيلة نقل عمومية، التي تتمثل في الحافلات بخطوطها المحدودة، أو في سيارات الأجرة من الصنفين، التي تخترق مسارات تظل «ضيقة» لم تعرف أي تغيير، إما عبر شارع الشفشاوني أو طريق الوحدة أو شارع ميموزا أو الطريق الساحلية، هاته الأخيرة التي يعتبر اجتيازها صوب وسط المدينة، أو نحو نقاط جغرافية أخرى بمثابة امتحان يومي عسير تتخلّله العديد من الصعوبات؟
ونبّه عدد من قاطني عين السبع إلى المعاناة اليومية التي يجدها السكان على مستوى حي كاستور نموذجا وباقي الأحياء المجاورة، الذين يضطرون لاجتياز شارع الشفشاوني، هم ومعم كل القادمين من الحي الصناعي، إن هم أرادوا التوجه صوب مواقع مختلفة، سواء في اتجاه كلية عين السبع أو المدرسة الوطنية للتجارة والتدبير أو نحو الطريق السريع أو محاور طرقية أخرى مختلفة، لأن هذا المقطع يعتبر المسلك الوحيد المتواجد في غياب بدائل أخرى، الأمر الذي يجعل المدارة عند تقاطعها مع شارع ميموزا وشارع المحطة وشارع أحمد مكوار تشهد اختناقا يوميا، يزيد من حجم ضغطه شاحنات الوزن الثقيل، مما يتسبب في حوادث سير متعددة يوميا!
وزيادة على هذا الاختناق المروري تُطرح كذلك أسئلة لها علاقة بوضعية البنية الطرقية المهترئة التي أضحت عليها الشوارع والأزقة، التي تنتشر فيها الحفر بسبب أوراش البناء المنتشرة بشكل كبير في المنطقة، ومختلف الأشغال التي يتم القيام بها والتي تظل «مفتوحة» دون إكمالها، الأمر الذي يتسبب في أضرار ميكانيكية ومادية على مستوى مركبات المواطنين الذين يستعملون هذه المسالك المرورية بشكل يومي.
ويرى الكثير من المواطنين بأن الإشكال الأكبر الذي تعيشه المنطقة يكمن في غياب منافذ ومسالك وعدم تحرك الجهات المختصة من سلطات محلية ومنتخبة لإيجاد حلول تمكّن من التقليص من هذا الضغط المروري اليومي بتبعاته المختلفة، وذلك بفتح طرقات جديدة ما بين الأحياء المذكورة صوب البرنوصي ونحو المحكمة وباقي المرافق الإدارية الأخرى وغيرها من الاتجاهات. وإلى جانب ذلك يدعو المتضررون إلى خلق متنفسات بيئية وثقافية ورياضية وبناء مساجد في الأحياء الجديدة التي لا تتوفر فيها، واستحضار أن عين السبع التي كانت تنتمي إلى زمن مضى ليست هي نفسها التي توجد اليوم، وبالتالي يجب أخذ كل المتغيرات بعين الاعتبار والتعامل معها وفقا لمنظور يساهم في تبسيط العيش على المواطنين لا التسبب لهم في مشاكل لا تنتهي تبعاتها؟