يقوم معظم المستثمرين العقاريين بإقامة حدائق مختلفة من حيث المساحة والمحتويات، ضمن مشروع الإقامات السكنية، والتي غالبا ما يقصدها الأطفال الصغار بمعية أسرهم، وذلك للتمتع والاستمتاع ببعض اللحظات الترفيهية المنسجمة مع أعمارهم المتميزة بكثرة الحركة والمرح الطفولي تحت مراقبة ذويهم، وغالبا ما تتضمن تلك الحدائق كراسي تسمح لهم بالجلوس وتتبع لعب أطفالهم،غير أن إحدى هاته الفضاءات التي تتواجد بتجزئة ابن الهيثم بعين عتيق تعرضت لاجتثاث بعض محتوياتها واقتلاعها من جذورها وخاصة منها الكراسي المخصصة للجلوس، وبعض اللعب التي تتواجد بها، مما أدى إلى حرمان أطفال الإقامات من الاستمتاع بلحظات اللعب وما يرافقها من حركات وسرعة في اكتساب بعض المهارات الخاصة بعالم الطفولة.
إن هذا الاعتداء وهذا الاجتثاث والاقتلاع لتلك التجهيزات يتطلب من الجهات المختصة القيام بالمتعين ليس بإرجاع الحالة على ما كانت عليه بل بالمزيد من الاهتمام والعناية بكل ما هو خاص بالطفولة وعالمها من حيث الجودة في التجهيزات وتحصينها بل تطويرها، من خلال توسيع مجالها وفضائها حتى ينال كل طفل حقه الطبيعي في اللعب، لأن كل اهتمام بطفل اليوم إنما هو تأهيل لشاب ورجل الغد.
الساكنة المتضررة من هذا الاعتداء تتمنى أن تجد هذه الصرخة آذانا صاغية لحماية الممتلكات العامة من منتزهات وحدائق وكافة الفضاءات الترفيهية العمومية منها والخاصة، باحترامها وتقديرها كملك عمومي يجب أن يلقى الرعاية والارتقاء بجودة محتوياته، لأن في ذلك حفظا لحقوق الطفل في اللعب وتنمية مهاراته الحركية والجسدية والنفسية.