يعيش ممارسو غسل السيارات والزرابي أوضاعا مأساوية بسبب ما يعيشونه دون غيرهم، من استثناء، بينما غيرهم ممن يقدمون نفس الخدمة يشتغلون بحرية وطيلة أيام الأسبوع، ونفس الأمر بالنسبة لأصحاب الحمامات وكذا أصحاب الإقامات السكنية، والذين يبذرون الماء من أجل سقي بضعة أمتار مربعة من العشب الأخضر وبعض الأغراس، ولذلك تم وضع صنابير أرضية من الماء الصالح للشرب للسقي وللنظافة في أدرج ومحيط بعض الإقامات الحديثة وشوارعها.
إن ممارسي خدمات تنظيف الزرابي وغسل السيارات، حسب تصريح(ج.م)، يعيشون اليوم مآسي بسبب القرار الذين يرون فيه إجحافا، وما ترتب عنه من انعكاسات على كافة المستويات من قبل المشغلين الذين يرفضون الاشتغال خلال تلك المدة التي فرضت عليهم (ثلاثة أيام في الأسبوع )، مما دفع بالعديد منهم إلى مغادرة عمله والبحث عن آخر في بعض الشوارع، من خلال اللجوء إلى اقتناء سطل وقطعة ثوب ومنظف، إلى أن تحولت بعض الشوارع في عين عتيق، أسوة بما هو موجود بأحد الأحياء بالعاصمة الإدارية، إلى قبلة لتنظيف السيارات والحافلات، ومع ما يترتب عن ذلك من أضرار بالبيئة من أوساخ ونفايات ومياه ملوثة تجري نحو مستقر لها وتعانق في طريقها عجلات المركبات والأحذية وغيرها. فكثير من شوارعنا تحولت إلى فضاءات لنشر أوساخنا بدل العناية والنظافة والاحترام وفق آداب الطريق، وما يشكله ذلك من ضرر على ثقافتنا المتعلقة بإماطة الأذى، بدل تحويل طرقنا إلى مطرح للنفايات السائلة وما بها من أوساخ وأتربة، وكيف تم غض الطرف عن تلك الممارسات من طرف الجهات المختصة، عوض الاقتصار على أصحاب المحلات التي تقوم بعملها في احترام تام للمحيط، وفق الشروط المنصوص عليها والقوانين الجاري بها العمل، خاصة وأن منهم اليوم من دخل مرحلة الإفلاس بسبب ما تراكم عليه من ديون، كما أن منهم من باع العديد من الآليات والوسائل المستعملة في التنظيف، وهم اليوم يطالبون بتخفيف أو رفع الحيف والظلم الذي طالهم بسبب قرار السلطات الذي تم توقيفه في بعض الجهات بينما لا يزال ممارسو هذه الخدمة بعين عتيق ينتظرون إنقاذ ما يمكن إنقاذه، رأفة بأوضاعهم الاجتماعية المزرية، وكثير ممن التقتهم الجريدة عبروا عما يعانونه من حيف بسبب القرار الذي نزل عليهم وأعادهم إلى حالة الجائحة (كوفيد19)، وهم اليوم ينتظرون من المسؤولين، محليا وإقليميا، النظر في أوضاعهم المعيشية التي تزداد سوءا سنة بعد سنة وشهرا بعد آخر .