غلاة الدين يشحذون سيوفهم ضد من يعارض توجهاتهم الإرهابية 

التكفير والترهيب يمتد إلى الزميلة إيمان ويهدد سلامتها بسبب رأي في  موضوع مجتمعي

 

 

تتعرض الزميلة إيمان الرازي لكل أنواع التشهير والسب والقذف والتحريض على القتل والكراهية  من طرف أشخاص  ينصبون  أنفسهم  حماة  الدين  الإسلامي الحنيف، الذي  هو براء منهم .
الهجمة الشرسة التي  تتعرض لها عضو المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية وعضو المجلس الوطني للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية  تعدت كل الحدود، حيث انخرط  فيها  العديد  من مريدي الشيوخ التكفيريين، مباشرة  بعد  أن تولى  أحد الأشخاص  عبر حساب رسمي  في الفيسبوك  يحمل  اسم «مول الفوقية شخصيا «  الذي وضع صورة الزميلة  إيمان الرازي، مصحوبة بتدوينة كانت  قد  نشرتها  بحسابها  الرسمي على موقع الفيسبوك، تثير  فيها  موضوعا  مرتبطا  بمنظومة  تعليمية  موازية تتعارض مع ماهو  رسمي، وتساءلت ككل المدونين والمؤثرين الذين تداولوا صورة لنتيجة طفلة تبلغ من العمر أربع سنوات تدرس بروض غير نظامي، ينهل من ثقافة التحريض والتكفير وشحن الأطفال بشحنات تكفيرية وقتالية، مثيرة هذه القضية  القديمة الجديدة، وما إن كان هذا الأمر سيفرخ  جيلا غير سوي، جيلا  من الإرهابيين المستقبليين، كما تؤكد  ذلك  التجارب، التي ذهب ضحيتها العديد من الأبرياء، والأحداث الإرهابية التي عانت منها بلادنا خير دليل على ذلك    .
«مول الفوقية شخصيا «كما يعرف نفسه هذا «الشخص، الذي يبدو من خلال قاموسه المستعمل أنه متشبع  بـ»فتاوى» أبو النعيم، الذي  كفر   العديد من السياسيين  والمثقفين وغيرهم من خلال الفيديوهات التي كان ينشرها عبر صفحته الرسمية في الفيسبوك، يقول بالحرف موجها خطابه للزميلة إيمان الرازي  «:الإنسانة علمانية تابعة لحزب الوردة … العلماني إلى شاف شي حد يزني مع أمه كايقول ليك حرية شخصية … شي عريانة فالشارع تقول ليها اتق الله لبسي حوايجك يقول ليك حرية شخصية … ذكر فوق ذكر أن أنثى فوق انثى يقول ليك حرية شخصية … واحد اليهودي يقري ولدو التوراة والعهد القديم والتدريب على السلاح حرية شخصية … مسلم يقري وليداتو في مدارس الكفار اللادينية أو مدارس البعثات التي تحارب الهوية والثقافة والدين ديالنا حرية شخصية».
بل تابع اتهاماته بكون من يدافع عن مبادئ  وروح الدين الإسلامي السمح، هو من أذناب الاستعمار، يقول هذا الشخص بالحرف:» فاش كاتربي ولادك على القرآن كاتشكل عندهم مناعة تجاه الأفكار الهدامة التي يروج لها الدخلاء أذناب الاحتلال … وبهذا أنت تؤخر برامجهم … داكشي علاش كايحاربوا المسجد والكتاب والتعليم العتيق وكايحاولوا يقصيوهم ويجعلوهم على هامش الحياة … لكن هيهات الحمد لله درسنا القرآن ونساهم اليوم في بناء أمتنا ووطننا ولا عزاء لأبناء الملاح» .      الزميلة إيمان الرازي رصدت ردود فعل تكفيرية ضدها من طرف غلاة الدين ومن ينصبون أنفسهم حراس الدين والمعابد، الذين سمحوا لأنفسهم بسبها وسب والدتها وحزبها وإقحام الأقليات الدينية، بل وتوظيف مؤسسة إمارة المؤمنين كما جاء في تدوينة لها، وتتابع  الرازي قائلة:»
لا أخفيكم سرا أنني تألمت جراء حملة بشعة ممنهجة بآلاف التعاليق والرسائل الجارحة والمقيتة، لا لشيء إلا لأنني تساءلت ككل المدونين والمؤثرين حول هذا الموضوع».
وتتابع قائلة:»تدوينة تلميذ السلفية التلفية المتهالكة اعتمد فيها سبي والتشهير بي حيث وصفني بالعلمانية، أنا العلمانية نعم، التي تؤمن بالاختلاف والنقاش، حرض ضدي الآلاف مستعملا معطياتي الشخصية من اسمي وصورتي وحزبي الذي قدم عبر التاريخ العديد من الشهداء، وناضل ضد التكفير واعتمد التنوير والتحرير بدل التقتيل والتجهيل،
على النيابة العامة أن تتحرك وعلى وزارة التربية والتعليم أن تراقب ما يدرس في الكتاتيب، وعلى وزارة الأوقاف أن تحسم مع هؤلاء المتغلغلين داخل المجتمع المغربي، الذين يشكلون خطرا حقيقيا عليه، تلقيت وابلا من السب والشتم وقذف المحصنات كما يسمونه، إلا أن هذا الهجوم لن يزيدني إلا نضالا واستماتة في شق طريق التحرير والمضي قدما نحو تحقيق السلم والأمن والديموقراطية» مطالبة يوضع حد لتمادي هؤلاء ، وعلى الدولة المغربية أن تتحمل مسؤوليتها كاملة أمام هذا المد التكفيري الذي مس الزميلة إيمان الرازي من خلال هذه التدوينة ومس كل مؤمن بقيم الحداثة، فهذا الذي اعتمد صورتي، تقول، واسمي، «أحمله كل المسؤولية إذا ما تعرضت لأي خطر يهدد سلامتي الشخصية خاصة بعد كل ما تلقيته من تهديد ووعيد».
وفي تصريح لجريدة الاتحاد الاشتراكي، أدانت الزميلة إيمان الرازي  هذه الحملـة التكفيرية ضدها من طرف أحد تلامذة «أبو النعيم «، إذ اعتبرت أن ما تعرضت له هو امتداد  للثقافة التكفيرية التي طالت النساء الاتحاديات بسبب آرائهن ومواقفهن المعبر عنها  في المؤتمرات.
وكشفت إيمان الرازي، عضو هيئة تحرير جريدة الاتحاد الاشتراكي، أن  هذا الشخص استهدف حياتها الشخصية، ووصفها بأبشع النعوت، معبرة عن رفضها وإدانتها لهذا السب والشتم والتحريض ضد سلامتها الشخصية والنفسية، مؤكدة أنها ستلجأ إلى القضاء .
وعبرت المناضلة والقيادية الاتحادية أنها متشبثة بالنضال طريقا  ومسلكا، ولن تزعزع هذه الحملات التكفيرية قناعتها وإيمانها بحقوق الناس في الاختلاف، داعية الدولة والمجتمع وقواه الحية إلى محاربة  الفكر الظلامي، فمن غير ذلك تقول، لن نتقدم مهما كانت التضحيات .


الكاتب : جلال كندالي 

  

بتاريخ : 02/07/2022