غياب مغربي عن «بستان الشرق»

تعرض شاشة العربي خلال الشهر الفضيل هذه السنة، سيت كوم تحت عنوان «بستان الشرق»، وهو عمل من تأليف السيناريست السوري ممدوح حمادة، وإنتاج شركة ميتافورا، يتناول أحداثا راهنة من العالم العربي، في قالب كوميدي، ويتميز بمعالجته للوقائع مباشرة، بحيث أن أحداث اليوم تعرض في حلقة الغد، بالتالي فكل حلقة ستعد على مرحلتين، إحداهما مؤلفة و الأخرى تواكب الحدث، ويشارك في هذا العمل مجموعة من الفنانين العرب، من سوريا ومصر ولبنان والسودان وفلسطين والأردن وتونس.. ، وهو حضور متنوع يوازيه غياب فناني بعض الدول وعلى رأسها المغرب، علما أن رمزية العنوان تقتضي مشاركة جميع الأقطار، لأن الفكرة لا ترتبط بمجال معين بقدر ما تحمل هموم كل العالم العربي، ف»بستان الشرق» هو اسم فندق شيدته أسرة عصرم اللبنانية ببيروت خلال الأربعينيات، كمبنى أرستقراطي تضاهي جماليته المباني الأوروبية، ليتهاوى وتضيع قيمته المعنوية بعد انجلاء الإستعمار، وتزحف حوله العشوائيات بعد الإستقلال، بعد أن كان من ضمن المشاريع الوطنية الأولى.
إن هذا العمل ليس بالعمل التاريخي بقدر ما هو كوميدي اجتماعي، على الرغم من أن اختيار عنوانه لم يأت بشكل اعتباطي كما صرح القيمون على إنجازه، فيجب أن نطرح السؤال التالي: لماذا تم تغييب الفنانين المغاربة؟ في حين يروج له على أنه عمل تجتمع فيه هموم الأقطار العربية من خلال فنانيها؟ أم أن المشارقة ونحن بالقرن الواحد والعشرين، لازالوا يعانون من عقدة الهامش والمركز؟
(*) صحافية متدربة


الكاتب : سلوى جطاري (*)

  

بتاريخ : 13/04/2022