فن التبوريدة و الصناعة التقليدية يجمع حوله المهتمين بالتراث المغربي والشأن الفني والثقافي بالدارالبيضاء

 

بمناسبة افتتاح معرض: «التبوريدة فن وصناعة تقليدية»، المنظم من طرف طلبة أكاديمية الفنون التقليدية التابع لمؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدارالبيضاء، شهد فضاء العرض للمكتبة الوسائطية مسجد الحسن الثاني بالدارالبيضاء، مساء يوم السبت 14 ماي الماضي، توافد العديد من الحضور والفنانين والمهتمين بالشأن الفني والثقافي كما بالتراث المغربي، تم توثيقه بالصور والكاميرات، بحضور ثلة من الصحفيين والإعلاميين.
و في نفس الإطار ودائما بنفس المناسبة وتحت نفس الشعارعرفت المكتبة الوسائطية،أيضا، تنظيم ندوة بعنوان «التبوريدة والصناعات المرتبطة بها، وذلك يوم الأربعاء 18 ماي .
و قد خص عبد الرحيم قبلي،الاستاذ والمؤطر باكاديمية الفنون التقليدية والمشرف على الطلبة في إعداد المشاريع الثقافية،  بحديث للجريدة حول الموضوع ، إذ وضح بأن هاته التظاهرة تأتي «ضمن وحدة المشروع الثقافي بأكاديمية الفنون التقليدية، حيث يعمل طلبة السنة الثانية على إنجاز مشروع ثقافي وفق برنامج عمل منظم من قبل إدارة الأكاديمية.
واستردف قبلي قائلا: «من بين المشاريع الثقافية المبرمجة هذه السنة، أنجز أول مشروع ثقافي بعنوان «التبوريدة فن و صناعة تقليدية» بفضاء المكتبة الوسائطية التابعة لمؤسسة مسجد الحسن الثاني، وشمل المشروع معرضا فنيا يضم أكثر من سبعين لوحة تحتفي بفن التبوريدة و بالفرس و الفارس و ما يرتبط بهم من عدة وعتاد ،إلى جانب أعمال فنية لتماثيل نحاسية تجسد هذا الفن التراثي الأصيل».
واسترسل المؤطر: « اشتغالنا على تيمة التبوريدة لم يكن ردة فعل للاعتراف الدولي بهذا الفن الذي أعلنته اليونيسكو، ذلك أن العمل بدأ قبله بشهر ونصف، بمبادرة طلابية اقترحت هذا الموضوع، و تمت مناقشته و إعادة صياغته و تطويره بعد عرضه على مؤطريْ هذه الوحدة، هكذا جاء التقسيم ثلاثيا، حيث تم الإعداد للمعرض المنجز ، الإعداد لندوة أنجزت بعنوان التبوريدة و الصناعات المرتبطة بها، كما تم إنجاز شريط وثائقي خاص عن التبوريدة و ما يرتبط بها من صناعات، و خلصنا إلى عراقة هذا الفن الجامع لتجليات الثقافة المغربية الأصلية في أبعادها الروحية و الجمالية و الحضارية»
نفس الشيء أكدته أميمة قطني،الطالبة في معهد الفنون التقليدية التابعة لمسجد الحسن الثاني و أحد الطلبة المنظمين للتظاهرة، وأضافت بأنهم فرقة متكونة من 6 أشخاص، كل واحد تكلف بمهمة معينة في هذه التظاهرة وكان لها شخصيا دور التواصل مع الفنانين ودعوتهم.
وقد التقت الجريدة بمجموعة من المهتمين بالشأن الثقافي والفني والفنانين غير العارضين كما الفنانين العارضين و من بينهم: يوسف فنينو ووالده عبد الله فنينو و مصطفى غماني إضافة إلى كل من أسماء ضيف و مندار مصطفى.
وعبر الفنان التشكيلي مصطفى غماني الفاسي الأصل والمقيم بمدينة الرباط، المعروف على الصعيد المحلي والخارجي، عن فرحته بالمشاركة في هذا المعرض بثلاث لوحات، تشتغل على تيمة الفرس و الفونتازيا أو «التبوريدة»، التي هي جزء من التراث المغربي . واعتبر أن حفل الافتتاح في المستوى و يظهر جليا أن كل فنان وضع لمسته وكل واحد منهم عبر على الفرس بطريقته ، كما أكد أن التبوريدة تبقى خاصة بالمغرب وطابعه ويتم توارثها عبر الأجيال، وهم بدورهم كفنانين يحاولون أن يبتكرون ويبدعون في التعبير عن هذا التراث وفنية وجمالية راكب الخيل أوالمقدم وفن التبوريدة التي لم تصبح معروفة محليا فقط بل دوليا وبالتالي من الواجب الإفتخار بها.
و قال الفنان التشكيلي الشاب يوسف فنينو «اليوم نقوم بعرض لوحاتنا رفقة طلبة الفنون التقليدية الذين تطرقوا لموضوع «التبوريدة» و تمت دعوة فنانين من مختلف المدن المغربية . وهناك بالمعرض عدة لوحات تتطرق لفن «الفونتازيا» ، و أيضا لوحات ولمسات مختلفة لمصطفى غماني وعبد الله فنينو وأيضا للراحل خلافة البدوي وهو نوع من التذكير به وتكريما له».
من جهته، قدم الفنان التشكيلي عبد الله فنينو نفسه و حدثنا عن مشاركته قائلا: « فنان مغربي من موايد 1957 وأشارك في المعرض كضيف شرفي وهذا يسعدني كون الطلبة قاموا بتنظيم معرض حول تراث أصيل و بدعوتنا للمساهمة فيه. وكل قام بالتعبير عن فرحته من خلال لوحاته وبصمته في اللوحة، ولا يجب أن ننسى بهاته المناسبة أن نذكر بكون الكثير من الفنانين الذين سبقونا قدموا لوحات كثيرة حول هذا الفن وهذه التيمة، مثل حسن الكلاوي وخلافة البدوي..و رجوعا للفن التشكيلي بصفة عامة، فلكل فنان بصمته ولمسته ، إلا أنه في كل مرة يجب أن يكون اجتهاد في اللوحة والفنان عليه أن يبدع لوحة «لا تكرر»،  حتى لا يشعر المتلقي بالملل، وهاته للإشارة نصيحة أقدمها للفنانين من الجيل الجديد. ثم أضاف فنينو إجابة على سؤالنا حول تصنيف لوحاته المعروضة موضحا:  «لا يمكنني أن أصنف لوحاتي ولكن المهم هو أن يكون شيء جديد في اللمسة في الريشة وغيرها من التقنيات ..، فهناك طرق تقنية لدمج الألوان وغير ذلك مع تقدم الخبرة يعرفها الفنان ويمارسها. واختتم تصريحه بالقول «أشكر الإلتفاتة التي يلتفتها جلالة الملك محمد السادس، تجاه الفنانين والتي هي امتداد لما قام به الراحل الحسن الثاني»
من جهتهما عبر الفنانان التشكيليان المغربيان العارضان هما الأخران للوحاتهما في معرض: «التبوريدة فن وصناعة تقليدية»، بالمكتبة التابعة لمؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدارالبيضاء.، عن سعادتهما بالدعوة التي وجهت لهما، وشكر مندار مصطفى الذي شارك بلوحتين ضمن التيمة التي تم تقديمها، المنظمين. واعتبرت أسماء ضريف التي ساهمت بلوحتين، التظاهرة ممتعة إذ تم فيها اللقاء مع الفنانين القدامى والجدد وأيضا الطلبة، وكان لقاء تواصليا خاصة بعد فترة الحجر، و أضافت أن التراث المغربي هو شيء جميل جدا ومتنوع ، يمكن الفنان من التعبير عن حبه له.


الكاتب : سهام القرشاوي

  

بتاريخ : 03/06/2022