فنانات من المهجر مغربيات يطبعن المشهد الفني بالخارج

 

عدد كبير من المغربيات المبدعات يطبعن المشهد الفني بالخارج يوما بعد يوم وحجم أثارهن يتسع باستمرار، فنانات عشن بجميع أقطاب العالم إما اختياريا أو لأنهن ازددن هناك، لكن بقيت أواصر ارتباطهن ببلدهن الأم قوية. فنانات جعلن المغرب يفتخر بهن ويعتبرهن قدوة للمغاربة. هنا لمحة عن بعضهن
صوفيا مغربية فرنسية، ممثلة ومخرجة ذات الثلاثة والثلاثين ربيعا، وتعكس صورة المرأة الفنانة الملتزمة والمسؤولة، بدأت بتعلم الرقص والعزف على البيانو، قبل أن يأخذها شغفها بالسينما إلى مواقع التصوير. حيث مكنها تقمصها اللافت لدور «كبرى» من حصد ترشيح مستحق لمسابقة جوائز «سيزار» التي تمنحها أكاديمية الفنون وتقنيات السينما الفرنسية في فئة الممثلات الواعدات، ترشيح لجائزة «لوميير» عن نفس الفئة، بالإضافة إلى نيلها جائزة أحسن دور نسائي في المهرجان الدولي للسينما والهجرة في أكادير، لتتجه بعدها نحو المسرح. كما أن هاته الفنانة الموهوبة، صورت مع المخرج طلال السلهامي فيلم «عاشوراء»، وهو أول فيلم خيالي مع مؤثرات خاصة في العالم العربي وإفريقيا.
صوفيا تعتبر ناشطة تعمل بشكل دائم ومستمر من أجل حقوق المرأة، وحقوق الحيوانات، والحفاظ على الكوكب، وتؤمن بأن رفاه الإنسان وسعادته ينبعان من الداخل. فضلا عن ذلك فهي ممثلة تحافظ على البيئة، وتؤثر بشكل إيجابي من خلال موقعها «mybeautyfuelfood» (طعامي الجميل)، حيث تنشر الوعي حول تأثير الطعام على الجمال والصحة ونمط الحياة وطريقة التفكير كما أن لديها مسؤولية فيما يتعلق بالرسائل التي تنقلها إلى الناس من خلال أعمالها الفنية.

حياة السعيدي فنانة تشكيلية تعيش في إيطاليا، شغفت بالصباغة منذ طفولتها وحاولت من خلالها التعبير عن المجتمع بشكل عام ووضع نساء بلدها بشكل خاص، وكان أول معرض تساهم فيه الفنانة المزدادة بفاس، معرض جماعي أقيم بجامعة ابن زهر بأكادير بعنوان «نساءتشكيل وكتابات»، وذلك في بداية تسعينيات القرن الماضي، إذ كان اهتمامها منصبا أكثر على قضايا النساء، فجعلت من فنها ألية لعكس رؤيتها الخاصة عن هذه القضايا. انطلاقتها الأولى في عالم العالمية بدأت من إيطاليا،التي استقبلتها وفتحت لها أبواب سوق الفن.
راكمت حياة السعيدي تجربة ضخمة مع الفن التشكيلي امتدت لأكثر من 25 سنة، شاركت خلالها في عدد هام من المعارض الفنية داخل وخارج الوطن، وهي إسهامات منحتها تقديرا مستحقا، توج بحصولها على عدة جوائز عالمية مميزة بعد عدة سنوات من الحياة والإبداع في ميلانو، لأنها عرفت كيف تثري رسوماتها، وتصقل موهبتها من خلال الدراسة. كل هذا أكسبها تقديرًا من العديد من مجلات الفن والثقافة العالمية الشهيرة. و رفعها إلى فئة الرسامين الدوليين.
من جهة أخرى فالسعيدي تساهم بحيوية في الترويج للفنون التشكيلية في المغرب، من خلال «عالم الفن النسائي»، وهو مؤسسة تجمع نساء يشتغلن في مجالات مختلفة حول قيم واحدة مثل الانفتاح والكرم والصداقة والسلم العالمي.
مهرجان السينما العربية «أفلام الجنوب» يعد موعدا سنويا، وهو يعرف انتشارا شاسعا سنة بعد سنة واسمه مرتبط بمدينة بروكسيل ببلجيكا وكذا برشيدة شباني، مؤسسته ومديرته الفنية منذ انطلاقته الأولى بحوالي ثماني سنوات.وهذا المهرجان، بفضل رشيدة الشباني، بدأت تتسع رقعة نجاحه ويعرف مشاركة أفلام دولية وفنانين شهيرين، ويسعى إلى تشجيع الحوار الثقافي والدفاع عن مبدأ التعايش وبرنامجه يساند السينما الجريئة، ويعد بإلقاء الضوء على مواهب واعدة لمخرجين شباب. فضلا عن هذا فهي فنانة متنوعة وممثلة مغربية مقيمة بالخارج، حصلت على البكالوريا سنة 1981 بالدارالبيضاء قبل أن تسافر إلى بروكسيل سنة 1982 حيث تابعت دراساتها وحصلت على شهادات في مجالات مختلفة من بينها المحاسبة وتقنيات التواصل وغيرها.وبالإضافة إلى كونها فنانة، فرشيدة شباني التي تتقن كلا من اللغة الهولندية والفرنسية والإنجليزية والعربية، تعمل في موقع على الشبكة العنكبوتية، يعنى بخلق محتوى لتلقين الدروس في تقنيات التواصل المهني، كطرق الاستماع وتقديم الشخص لنفسه وإجراء اللقاءات المهنية وتقنيات الارتجال وتدبير القلق إلى غير ذلك.
في رصيد رشيدة الشباني المهني، أيضا، عدة أدوار سينمائية ومسرحية داخل المغرب وخارجه، كما أخرجت عدة أفلام سينمائية قصيرة ببلجيكا من بينها : «من حائط لآخر» سنة 2017 ومدته 15 دقيقة،»بلال» إنجاز سنة 2013 ومدته 8 دقائق..إلخ، كما أدت أدوارا سينمائية عديدة. أما بالمسرح فقد ساهمت شباني في كل من مسرحية «البنات» سنة 2005 و»ريشار الثالث» سنة 2002 و»التنين» سنة 2003، كما شاركت في العديد من المهرجانات بصفتها عضوا في لجنة تحكيمها.

فاطمة حال لطالما اعتبرت من النساء اللواتي لا يتعبن، مثال المرأة الكاملة الثقة بنفسها والقادرة على النجاح في ميادين لم ينتظر من النساء النجاح فيها إذ فجرت كل الكليشيهات.امرأة مكافحة وملتزمة ومعروفة في جميع أنحاء العالم بسبب دفاعها عن فن الطبخ المغربي باعتباره جزء من التراث الثقافي والتاريخي، وتقول في هذا الإطار، «في الهجرة، آخر ما نحتفظ به»هو اللغة … اللغة التي تتحدث واللغة التي تتذوق»
بدأ مسار فاطمة حال المزدادة بمدينة وجدة، منذ أن غادرت بلدها المغرب للإستقرار بفرنسا نهاية الستينات من القرن الماضي، لتكوين أسرتها.لكن زواجها وإنجابها لثلاثة أطفال لم يمنعها من إطفاء عطشها المعرفي حيث في عام 1975، قررت استئناف دراستها الجامعية في باريس. سنة 1979 نظمت فاطمة حال أول مهرجان للسينما العربية مع دار بلدية غراس.واستمرت رحلتها الأكاديمية، إذ تم قبولها لإعداد الدكتوراه في المدرسة العليا للدراسات العليا وبدأت تلقي محاضرات حول تسيير الأعمال النسوي، لكن سنة 1984،هي التي خاضت أثناءها النضال في فن الطبخ فقد حز في نفسها أن يقدم الطبخ المغربي ضمن (المطبخ الشرقي)، فأنشأت مطعمها المنصورية،وكتبت أول كتاب لها حول هذا الفن في عام 1996 تلته كتب أخرى عديدة. عملها أسفرعن تتويجات حيث نالت سنة 2001 وسام الشرف، كما أن الصحافة الفرنسية والدولية اعترفت بإنجازاتها، وحصلت على وسام فخري من قبل جلالة الملك محمد السادس في بلدة السعيدية مسقط رأسها.
صوفيا السعيدي مغنية وكاتبة أغاني مغربية فرنسية، وأيضًا راقصة، وتلعب البيانو والجيتارة، وقد لدت في الدارالبيضاء يوم 6 غشت 1984، من أب مغربي وأم فرنسية. وقد شاركت في الإصدار الثالث من برنامج ستارأكاديمي الذي كان يبث على قناة «ت ف 1» الفرنسية، حيث تميزت إلى أن وصلت إلى مرحلة النصف نهائية. وبالرغم من عدم حصولها على اللقب استطاعت أن تثير الأنظار عليها.
سجلت ألبوما لها الأول مباشرة بعد البرنامج، لكن لم يسطع بريقها إلا بعد أن انضمت إلى فريق مصمم الرقصات الشهير كمال الوالي. فراكمت عدة أعمال، إذ حصلت في عام 2007 على الدور الرئيسي في العرض الموسيقي»كليوباترا»، كما مثلت في عدة أعمال فرنسية سواء على الشاشة الكبرى أو التلفزيون مثل «إيزنوكود» و»عائشة» الذي أخرجته يامينة بنكيكي، وتقمصت شخصية كوكب الشرق أم كلثوم في فيلم سينمائي كبير بعنوان «صوت» الذي أخرجته الفرنسية غيلا براودي، وأيضا في مسلسلات عرفت نسبة متابعة ضخمة في فرنسا.وعادت صوفيا إلى التليفزيون الواقع بمشاركتها في برنامج «الرقص مع النجوم». علاوة عن ذلك برصيدها عدة ألبومات من بينها ألوم «كباري» سنة 2005 وساهمت في ألبوم مشترك سنة 2013 الذي أعيد فيه غناء أشهر الأغاني الفرنسية والأمريكية، وأخر سنة 2017 بعنوان «مديترانيان» وهو ألبوم مشترك أعاد غناء 16 أغنية شهيرة أدته رفقة الفنانين «شيمين بادي» إنريكو ماسياس، سليمان سميرة براهميا وغيرهم.
تعد المغربية مروى لود ذات الواحد وعشرون ربيعا من مغنيات البوب المؤهلات للوقوف على مسرح «أولمبيا»، مزدادة في ستراسبورغ، شرق فرنسا، حيث ولدت سنة 1996 من أسرة مهاجرة من المغرب واسمها الأصلي مروى أوتامغارت. وهي حلقة جديدة في سلسلة الفنانين العرب الذين حققوا نجاحاً على المسارح الفرنسية ثم العالمية، إذ وقفت مروى على أول مسرح حقيقي في محافظة «غارد» لتقدم استعراضاً كاملاً لقي إقبالا من فئات شبابية متنوعة الأصول والثقافات، الأمر الذي شجعها على إطلاق قناة لها عبر «يوتيوب» والتي سجلت نسبة مشاهدة جد مرتفعة.و قد أصدرت مروى أسطوانتها الأولى بعنوان «لود»، الاسم الذي عرفت به وصار مدعاة لتفاؤلها. متابرتها جعلتها تتوج بعدة جوائز حيث نالت الأسطوانة البلاتينية وبات برنامجها الفني مزدحماً بالسهرات التي تتنقل فيها من حفل إلى آخر. لكنها مع هذه النجاحات فهي تستعد لمواجهة أكبر امتحان لها امتحان حقيقي يتجلى في موعد حفلها المقرر في صالة «أولمبيا» الشهيرة.

تمثِّل المغنية المغربية زهرة هندي الوجه الجديد لجيل شاب ولمؤلفات أغانٍ عالميات في شمال أفريقيا. وقد ​ولدت هذه الفنانة الأمازيغية في مدينة خريبكة، ثم انتقلت في سن مبكرة إلى باريس. تصف نفسها بأنَّها بدوية أصيلة ارتشفت من معين الموسيقى المغربية المختلفة منذ نعومة أظافرها وذلك عند سفرها مع والديها عبر ربوع البلاد. كانت زهرة عند انتقالها لفرنسا، وهي بعد مراهقة، تعي بأنها تريد الانسلاخ عن الوطن من أجل التعرّف على ثقافات أخرى.، غير أنَّ ذلك لم يكن بالشيء الهين بالنسبة لها لأنها كانت في مقتبل عمرها، لكنها بالرغم من ذلك استطاعت أن تفرض نفسها وأحست بأن جذورها منحتها قدرًا كبيرًا من الثقة بنفسها، هذه الثقة النسوية والداخلية والقوية ، ويعكس شخصيتها تلك، كون جميع الأشخاص الذين ينالون إعجابها هم من النساء، مثل إيلا فيتزجيرالد، والمطربة المصرية الكبيرة أمّ كلثوم ..

زينة أو «كزينة»، هي ابنة البطل الأوليمبى المغربى سعيد عويطة مزدادة ومستقرة فى أمريكا، و قد اشتهرت هى وأخواتها ووالدتها بالموضة والسوشيال ميديا، كما عرفت في المغرب بلقب «الابنة المدللة لعائلة كارداشيان المغربية، بشكل مشابه لتيمة حياة أسرة كيم كارداشيان الأمريكية، التى خطفت الأجواء العالمية بـ»لايف ستايل» مميز الذي يجمع بين الجمال والأزياء وبرامج الواقع والموديلينج، وشغلت بال رواد منصات العالم الافتراضى بكل صورة وخطوة يقدمن عليها. واشتهرت زينة فى أمريكا بحصولها على لقب ملكة جمال ولاية هيوستن، إلا أنها منذ أكثر من ثلاث سنوات، لم تكتف زينة بهذه الصورة فقد خاضت عالم الغناء و أصبحت مطربة. ومن أشهر أغانيها «Issues» و»Tomorrow»، وأغنية مصورة تحت عنوان «Still Young» فضلا عن أغنية «Stuck»..


الكاتب : سهام القرشاوي

  

بتاريخ : 10/03/2020