فوز «آيكان» بنوبل للسلام «اشارة جيدة» لإبرام معاهدة حظر الاسلحة النووية

أعلنت الامم المتحدة الجمعة ان منح جائزة نوبل للسلام للعام 2017 الى منظمة «الحملة الدولية للقضاء على الاسلحة النووية» هو «اشارة جيدة» من اجل إبرام معاهدة حظر الاسلحة النووية.
وصرحت المتحدثة باسم الامم المتحدة في جنيف اليساندرا فيلوتشي «اعتقد انها اشارة جيدة (…) لتوقيع المعاهدة وابرامها».

وقد أعلنت لجنة نوبل للسلام، اليوم الجمعة بأوسلو، عن منح جائزة نوبل للسلام لسنة 2017 للحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية.
وذكرت لجنة نوبل للسلام، في حيثيات قرارها، أن الحملة قامت بعمل كبير من أجل التنبيه إلى التأثيرات الإنسانية الكارثية لأي استخدام للأسلحة النووية.
وأبرزت اللجنة أن الحملة قامت بمجهودات هائلة بغية تحقيق حظر لاستعمال الأسلحة النووية يستند على مقتضيات معاهدة الحظر الدولية.
وعبرت اللجنة عن الأسف لكون بعض الدول تقوم بتحديث ترساناتها النووية، مشيرة إلى أن هناك خطرا حقيقيا يتمثل في أن دولا أخرى تحاول الحصول عليها.
وشددت على أن «الأسلحة النووية تمثل تهديدا مستمرا للإنسانية ولجميع أشكال الحياة على الأرض».
وتم الإعلان عن فوز الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية، من قبل لجنة جائزة نوبل للسلام التي تتشكل من خمسة أعضاء يختارهم البرلمان النرويجي بناء على وصية من ألفريد نوبل مؤسس الجائزة.
واختيرت الحملة الدولية بعد عدة مداولات للجنة الجائزة التي وضعت ضمن أجندتها دراسة عدة ترشيحات وصلت إلى 318 ترشيحا، حيث يعد هذا الرقم الثاني بعد الذي سجل خلال سنة 2016 بنحو 376 ترشيحا.
أعلنت لجنة نوبل الجمعة أن على القوى النووية بدء «مفاوضات جدية» لنزع السلاح النووي في العالم، لدى إعلانها منح جائزة السلام للعام 2017 إلى منظمة «الحملة الدولية للقضاء على الاسلحة النووية».
وقالت اللجنة «إن جائزة السلام هذا العام هي أيضا نداء إلى تلك الدول للشروع في مفاوضات جدية بهدف إزالة الاسلحة النووية البالغ عددها حوالى 15 ألف قطعة في العالم بصورة تدريجية ومتوازنة وتحت مراقبة دقيقة».
وقد منحت جائزة سنة 2016 للرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس، تكريما لجهوده في إنهاء أكثر من 50 سنة من الحرب الأهلية في بلاده.
وكانت جائزة نوبل لسنة 2015 قد عادت لرباعي الحوار التونسي، الذي يشمل كلا من الاتحاد التونسي للشغل، والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، والهيئة الوطنية للمحامين.
ومن المنتظر أن يتم تقديم شهادة الجائزة في 10 دجنبر المقبل بالعاصمة النرويجية أوسلو، باعتباره التاريخ الذي يوافق ذكرى وفاة السويدي ألفريد نوبل.
ومن جهتها ، رحبت ألمانيا اليوم الجمعة بقرار لجنة جائزة نوبل منح الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية جائزة نوبل للسلام.
وقالت متحدثة باسم الحكومة في مؤتمر صحفي اعتيادي في برلين «تدعم الحكومة هدف إخلاء العالم من الأسلحة النووية وتهنئ لجنة جائزة نوبل على هذا القرار».
نوبل للسلام..

بالإعلان اليوم الجمعة بأوسلو، عن منح جائزة نوبل للسلام لسنة 2017 للحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية، يصل عدد الفائزين بهذه الفئة من جائزة نوبل إلى 131، وذلك منذ انطلاقها سنة 1901، وفقا لوصية ألفريد نوبل.
وتنص وصية ألفريد نوبل (1833-1896) على أن تمنح جائزة نوبل للسلام، التي تنفرد النرويج كل سنة بالإعلان عن الفائز بها، «للشخص أو المجتمع الذي يقوم بأكبر خدمة للسلام الدولي، وفي التقارب بين الشعوب كالحد من الجيوش».
ويتم الإعلان عن الفائز بجائزة السلام في العاصمة النرويجية أوسلو، بناء على نتائج مداولات لجنة تتكون من خمسة أشخاص يعينهم برلمان البلاد.
ورفض الفيتنامي لي دوك تو جائزة نوبل للسلام برسم سنة 1973، حيث منحت له مناصفة مع وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر، بسبب الحرب والأوضاع في بلاده آنذاك.
كما فاز اثنان فقط بأكثر من جائزة، حيث فازت اللجنة الدولية للصليب الأحمر لثلاث مرات بالجائزة (1917، 1944 و1963)، وحصلت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على هذه الجائزة المرموقة مرتين (1954 و1981).
وقد منحت الجائزة مرتين إلى ثلاثة فائزين، وهم ياسر عرفات وشيمون بيريز واسحق رابين (سنة 1994)، ولإلين جونسون سيرليف وليما جبوي وتوكل كرمان (سنة 2011).
ولم تمنح الجائزة 19 مرة، من ضمنها سنوات 1914، 1916، 1918، 1923، 1924، 1928، 1932، 1939، 1943، 1948، 1955، 1956، 1966، 1967 و1972.
وينص النظام الأساسي لمؤسسة نوبل على أنه «إذا تبين أن الأعمال المأخوذة بالحسبان، لا تنطوي على الأهمية المشار إليها في الوصية، يتم التحفظ على القيمة المالية للجائزة إلى غاية السنة المقبلة، وحتى ذلك الحين، لا يمكن أن تمنح الجائزة لأي شخص، والمبلغ المرصود للجائزة يتم التحفظ عليه كأموال مقيدة».
وكانت فترة الحربين العالميتين هي التي تم فيها منح أقل عدد من الجوائز.
وقد تم تقديم ما مجموعه 66 جائزة للسلام لفائز واحد، و29 جائزة لاثنين من الفائزين.
وحصل على هذا الصنف من جائزة نوبل، منذ سنة 1901، 130 فائزا، من بينهم 104 من الأفراد و26 منظمة.
ويبلغ متوسط عمر جميع الفائزين بالجائزة 61 عاما، إذ تعتبر الباكستانية ملالا يوسفزاي، البالغة من العمر 17 عاما، أصغر حائزة على جائزة نوبل للسلام، حيث منحت لها سنة 2014 لنضالها ضد قمع الأطفال والمراهقين ومن أجل حق الأطفال في التعلم.
كما يعد الفيزيائي البولوني جوزيف روتبلات، أكبر فائز بالجائزة، حيث كان يبلغ من العمر 87 عاما حينما حصل عليها سنة 1995.
ويوجد من بين الفائزين بالجائزة (104 فائز) 16 امرأة أولاهن داعية السلام النمساوية برتا فون سوتنر (سنة 1905).
ومنحت الجائزة لثلاثة أشخاص في وقت كانوا فيه رهن الاعتقال، وهم الصحفي وداعية السلام الألماني كارل فون أوسيتزكي (1935)، والناشطة البورمية أونغ سان سو كيي (1991)، التي تشغل حاليا منصب رئيسة ميانمار، والناشط في مجال حقوق الإنسان الصيني ليو شياو بو مان (2010)، والذي توفي في يوليوز الماضي، بعد وقت قصير من إطلاق سراحه لأسباب صحية.
يذكر أنه تم منح جائزة سنة 2016 للرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس، تكريما لجهوده في إنهاء أكثر من 50 سنة من الحرب الأهلية في بلاده.
وقد أكدت لجنة نوبل للسلام أنها توصلت برسم سنة 2017 بنحو 318 ترشيحا لنيل جائزة تبلغ قيمتها نحو 1.1 مليون دولار.
تحدي الاستحقاق والاختيار

في الوقت الذي يتم فيه إعلان قرارات منح جوائز نوبل لمختلف الأصناف في جو من الارتياح، لا تزال جائزة نوبل للسلام تسيل الكثير من المداد بعد أن أثير اسم الحائزة عليها سنة 1991 واتهامها بالتغاضي عن مأساة أقلية الروهنغا في ميانمار.
ويسلط موسم 2017 لجوائز نوبل الضوء على رئيسة الحكومة ومستشارة الدولة في ميانمار، أونغ سان سوتشي، خاصة مع دعوة عدة منظمات إلى سحب الجائزة منها لتحميلها مسؤولية عدم وضع حد للأحداث الجارية في بلادها ضد أقلية الروهنغا المسلمة.
وفي تطور لقضيتها أعلنت بريطانيا عن تجريدها من وسام «حرية أكسفورد» الذي منحتها إياه سابقا، وهو لقب يمنح للأشخاص المتميزين الذين عملوا على تقديم خدمات بارزة للمدينة.
وأعرب بوب برايس، رئيس مجلس بلدية أكسفورد البريطانية عن دعمه لخطوة تجريد سوتشي من الوسام، مؤكدا أن الناس «يشعرون بالجزع الشديد» بسبب الوضع في ميانمار.
كما تحل دورة 2017 وسط تطورات بين الصين والنرويج، التي تستضيف لجنة نوبل للسلام، بعدما حملت اللجنة، خلال يوليوز الماضي، بكين المسؤولية الكبرى عن الوفاة المبكرة للمعارض ليو شياوبو، الذي فاز بجائزة نوبل للسلام برسم سنة 2010.
وقد توفي المعارض الصيني ليو شياوبو في 13 يوليوز الماضي عن عمر يناهز 61 عاما في المستشفى حيث شددت عليه الحراسة.
ويعتبر ليو أول حائز على جائزة نوبل للسلام يتوفى معتقلا منذ وفاة داعية السلام الألماني كارل فون أوسيتسكي في سنة 1938 في المستشفى بعد أن اعتقلته السلطات النازية.
وكانت العلاقات بين النرويج والصين قد جمدت بسبب منح ليو شياوبو هذه الجائزة المرموقة، إلا أنها عادت لطبيعتها بإعلان البلدين في بلاغ مشترك توصلهما من خلال مناقشات دقيقة وعديدة، على مدى الأعوام الماضية، إلى مستوى من الثقة يسمح باستئناف العلاقات بينهما.
كما تعرف هذه الدورة غياب رئيسة لجنة نوبل للسلام، كاسي كولمان فايف التي توفيت في فبراير الماضي عن عمر يناهز 65 عاما، بعد معاناة، منذ سنة 2014، من سرطان في الثدي.
وقال حال المرض دون حضور الراحلة حفل تسليم جائزة نوبل للسلام خلال السنة الماضية والتي عادت للرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس.
وكانت كولمان فايف (ازدادت سنة 1951 بأوسلو) عضوا في مجلس النواب من 1981 إلى 1997، وترأست حزب المحافظين بين 1989 و1990، وترأست منذ مارس 2015 لجنة نوبل للسلام خلفا لثوربيورن ياغلاند الذي أقيل من منصبه.
وتجد اللجنة عادة صعوبة في تحديد من تؤول إليه أهم جائزة في العالم، رغم أنه يمكن أن تحجب إذا لم يتم اختيار أي شخص أو هيئة لنيلها، وهو أمر تم في دورات ماضية خاصة في سنوات الحربين العالميتين.
وتتكون لجنة نوبل للسلام من خمسة أعضاء يختارهم البرلمان النرويجي بناء على وصية من ألفريد نوبل مؤسس الجائزة.
ورغم أن العديد من الأسماء يتم تداولها بقوة لنيل الجائزة ومنها مجموعة «الخوذ البيضاء» التي تعمل في مجال التطوع بسوريا، إلا أن نتائج اللجنة تبقى سرية في انتظار الإعلان الرسمي عن الفائز أو الفائزين باعتبار أنه يمكن أن تمنح لعدة شخصيات، أو لمنظمة معينة.
كما أنه من ضمن الأسماء المتداولة لنيل الجائزة العميل السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكي إدوارد سنودن، والرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين.
وهناك توقعات بأن تمنح جائزة سنة 2017 لأطراف جهود منع انتشار الأسلحة النووية والتي مكنت من التوصل إلى الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة.
وتبقى مسألة الاختيار دوما صعبة، خاصة أن عدد طلبات الترشيح التي توصلت بها اللجنة بلغ 318 ترشيحا، حيث يعد هذا الرقم الثاني بعد الذي سجل خلال سنة 2016 بنحو 376 ترشيحا.
وتشمل ترشيحات السنة الجارية 215 شخصا و103 منظمة مدنية.
وتبلغ قيمة الجائزة نحو 1.1 مليون دولار، وتقدم للفائز في 10 دجنبر المقبل بالعاصمة النرويجية أوسلو.
وكانت قد منحت الجائزة لأول مرة في سنة 1901، ويتم الإعلان عن الفائز في شهر أكتوبر.
يذكر أن الأكاديمية السويدية للعلوم تمنح جوائز نوبل الأخرى الخاصة بالآداب والكيمياء والفيزياء والطب والاقتصاد.
ما قبل جائزة نوبل السلام

في ظل الأزمة مع كوريا الشمالية التي تذكر بأجواء الحرب الباردة، توقعت ترجيحات ان تكافئ جائزة نوبل للسلام لهذا العام الجهود لمنع انتشار الاسلحة النووية.
لكنه مجال صعب، فلا يعرف عن المرشحين البالغ عددهم 318 هذه السنة، سوى عددهم، فيما تبقى هوياتهم سرية طيلة 50 عاما.
واتفق المعلقون على ان منح جائزة نوبل للسلام لجهود مكافحة السلاح النووي سيشكل امتدادا منطقيا لجائزة العام الماضي التي كافأت الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس على جهوده لاعادة السلام الى بلاده.
وقال اسلي سفين مؤرخ جوائز نوبل ان «لجنة نوبل ستحقق ضربة قوية اذا منحت الجائزة للاتفاق النووي الايراني»، معربا عن تأييده منحها لوزير الخارجية الاميركي السابق جون كيري ونظيريه الايراني محمد جواد ظريف والاوروبية فيدريكا موغيريني.
يفرض الاتفاق الموقع في العام 2015 بين ايران والدول الست الكبرى وهي الولايات المتحدة وبريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والمانيا، رقابة صارمة على كل المنشآت النووية الايرانية لضمان الطابع السلمي لبرنامجها لقاء رفع تدريجي للعقوبات الدولية المفروضة عليها.
لكن الرئيس الاميركي دونالد ترامب يهدد بالانسحاب منه، ما يثير توترا متزايدا.
يقول هنريك اوردال مدير مركز الابحاث من اجل السلام في اوسلو (بريو) انه ومع الازمة الكورية الشمالية «من المهم جدا دعم المبادرات ضد تطوير وانتشار الاسلحة النووية».
فالاسابيع الماضية، شهدت تصعيدا في تبادل الاتهامات والتهديدات بين ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون بعد تجربة نووية سادسة أجرتها بيونغ يانغ واطلاقها عددا من الصواريخ.
ويقترح المجلس النروجي للسلام كبديل محتمل للجائزة «الحملة الدولية للقضاء على الاسلحة النووية».
وعمل المجلس الذي يضم تحالفا دوليا من المنظمات غير الحكومية من اجل تبني معاهدة تاريخية لحظر السلاح النووي وقعتها 122 دولة في يوليو الماضي لكنها تبقى رمزية الى حد كبير نظرا لغياب القوى النووية الكبرى التسع عنها.
وكان من بين المرشحين الاخرين الذين يتمتعون بحظوظ جيدة مفوضية الامم المتحدة للاجئين بالاشتراك ربما مع مديرها الايطالي فيليبو غراندي، في وقت بلغ عدد اللاجئين والنازحين جراء الحروب واعمال العنف والاضطهاد رقما قياسيا جديدا قدره 65,6 ملايين شخص في العالم العام الماضي.
وسبق ان نالت المفوضية العليا للاجئين جائزة نوبل للسلام مرتين في 1954 و1981.
من جهته، يميل بيتر فالنستين البروفسور في جامعة ابسالا في السويد لتأييد الطبيب الكونغولي دنيس موكويجي المعروف بـ»الرجل الذي يشفي النساء»، نظرا للعناية التي يقدمها للنساء ضحايا الاعتداءات الجنسية.
اذا كانت لائحة المرشحين غير معروفة، فان الجهات التي قدمت مرشحيها يمكنها ان تكشف اسماءهم.
ويعتقد أن «الخوذ البيض» السوريين والبابا فرنسيس بين المرشحين.
ومن الاسماء الاخرى المحتملة الرابطة الأميركية للحريات المدنية والمدون السعودي المسجون رائف بدوي واصوات معارضة من روسيا (الصحافية سفيتلانا غانوتشكينا وصحيفة نوفايا غازيتا) ومن تركيا (صحيفة جمهورييت ومديرها السابق المقيم في المنفى جان دوندار).
في العام المنصرم، شهدت اسرة نوبل وفاة رئيستها كاسي كولمان فايف من سرطان الثدي في فبراير والمنشق الصيني ليو تشياوبو الذي توفي في يوليو بعد اسابيع على اطلاق سراحه بشروط لكن دون ان يتمكن من التوجه الى السويد لنيل جائزة نوبل للسلام التي منحت له في العام 2010.
كما تعرضت ايضا لخيبة امل كبيرة تمثلت في الزعيمة البورمية اونغ سان سو تشي الحائزة نوبل للسلام في العام 1991 والتي وجهت إليها انتقادات شديدة لعدم تحركها ازاء اعمال العنف التي تتعرض لها اقلية الروهينغا المسلمة في هذا البلد.
نجوم غاب بريقها

يزخر تاريخ جائزة نوبل للسلام منذ بدء منحها قبل أكثر من قرن بالتقلبات ما بين الأمل والخيبة، إذ أثار بعض الحائزين بهذه الجائزة قدرا هائلا من التطلعات قبل أن يخيبها أداؤهم لاحقا، على غرار أونغ سان سو تشي.
نادرة كانت جوائز نوبل للسلام التي حصلت على الإجماع، بل غالبا ما يستقبل الإعلان عن اسم الفائز بها في شهر تشرين الأول/أكتوبر من كل سنة بموجة من الاحتجاجات المتفاوتة النبرة، وصولا إلى سجالات محتدمة.
وكانت أونغ سان سو تشي من تلك الجوائز النادرة التي قدمت بالإجماع.
فازت بجائزة نوبل عام 1991 لمقاومتها السلطة العسكرية في بورما باسم التمسك بالديموقراطية، ولطالما اعتبرت «سيدة رانغون» الهزيلة التي قضت سنوات طويلة في الإقامة الجبرية في مصاف الأولياء. لكن حين أصبحت حاكمة بورما الفعلية، باتت تتعرض لانتقادات شديدة تأخذ عليها تقاعسها في معالجة مسالة أقلية الروهينغا المسلمة التي تتعرض لـ»تطهير إتني» برأي العديد من قادة العالم.
وقال سكرتير لجنة نوبل سابقا بين 1990 و2014 غير لوندشتاد لوكالة فرانس برس «لقد خاب املي، كانت أونغ سان سو تشي مرشحة واسعة الشعبية وجديرة بالجائزة، تحلت بالبطولة في الظروف التي عاشتها، لكنه لا يسعني الموافقة على سلوكها تجاه الروهينغا».
وطرحت عريضة على الإنترنت حصلت على حوالى 430 ألف توقيع للمطالبة بسحب الجائزة منها، وقد انتقدها علنا عدد من أبرز الحائزين بالجائزة بينهم الدالاي لاما وديزموند توتو ومالالا.
وكتب مؤرخ جائزة نوبل أسلي سفين «إنه أمر مؤثر، من غير المعهود أن يصل الأمر بشخص إلى مثل هذا الوضع بعدما كافح لوقت طويل من أجل الديموقراطية وحظي بشعبية كبيرة».
قد لا يكون الأمر معهودا، لكن له سوابق. كانت سو تشي الأكثر تألقا بين نجوم نوبل تلك، غير أن نجوما أخرى أيضا فقدت بريقها مع الوقت.
وذكر سفين الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما على أنه «المثل الأقرب» إلى سو تشي.
فاختياره عام 2009 بعد تسعة أشهر فقط على دخوله البيت الأبيض، استقبل بالطبع بذهول كبير، لكنه كان لا يزال في أوج شعبيته.
وبعد ثماني سنوات، لا تزال أصوات كثيرة ترتفع ولا سيما على شبكات التواصل الاجتماعي للمطالبة بسحب الجائزة منه.
يقول لوندشتاد معلقا اليوم على ذلك الخيار «كان من المستحيل لأي كان أن يرقى إلى مستوى التطلعات. كانت غير واقعية على الإطلاق» مضيفا «لا أعتقد أن اللجنة كانت تتوقع أن يحدث اوباما ثورة تامة في السياسة الدولية، ليس المطلوب تغيير كل شيء، بل القيام بخطوات في الاتجاه الصحيح».
واتهم فائزين آخرين بارتكاب أخطاء فادحة.
ومنهم الزعيم التاريخي لنقابة «تضامن» ليش فاليسا الحائز جائزة نوبل للسلام 1983، والذي ترد باستمرار مزاعم تفيد بأنه تعامل مع أجهزة التجسس الشيوعية. وقد رفض هذه الاتهامات مهددا عام 2009 بمغادرة بولندا وإعادة الجوائز التي فاز بها.
ومن قبله بزمن طويل، انتقد داعية السلام الإيطالي إرنستو مونيتا لدعمه دخول بلاده الحرب ضد الامبراطورية العثمانية عام 1911، بعد أربع سنوات على تلقيه جائزة نوبل.
وذكر المؤرخ إيفار ليبيك في كتاب «مئة سنة من أجل السلام» بأن النمساوية بيرتا فون سوتنر التي كانت صديقة حميمة لألفريد نوبل وهي التي دفعته إلى الاهتمام بقضية السلام في العالم، وقد فازت بالجائزة في 1905، «اقترحت أن تسحب من مونيتا جائزة نوبل للسلام وألقابه في غمرة الحركة المطالبة بالسلام».
مرتين في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وصل التوتر بشأن جائزة نوبل إلى مستوى دفع بعض أعضاء اللجنة الخمسة إلى تقديم استقالتهم.
واحدة من هاتين الحالتين كانت عام 1994 احتجاجا على اختيار ياسر عرفات مع شيمون بيريز واسحق رابين بعد عام على توقيع اتفاقات أوسلو. والثانية كانت في 1973 حين منحت الجائزة للأميركي هنري كيسينجر والسياسي والمحارب الفيتنامي لو دوك تو لتوصلهما إلى هدنة لم تدم طويلا في الحرب في هذا البلد.
وفي كل مرة كان الجدل يتفاقم ويطول.
في 2009، قال العضو السابق في لجنة نوبل بيرغي فوري عن بيريز «حصل على نوبل، لكنه حط من قيمتها. لا يهم إن أعادها أو لم يفعل، لا بد أنه يحرق أصابعه كلما يلمسها».
وجاء رد الفعل هذا بعد قيام رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق الذي أصبح في تلك الأثناء رئيسا، بالدفاع عن غارة إسرائيلية على مدرسة في غزة أوقعت أربعين قتيلا على الأقل.
وفي حين رفض لو دو تو منذ البداية الجائزة، عدل كيسينجر عن الذهاب إلى أوسلو لتلقيها خشية أن يقابل هناك بتظاهرات حاشدة. حتى أنه اقترح عام 1975 إعادتها.
غير أن اللجنة رفضت، التزاما منها بقوانين معهد نوبل التي لا تنص على مثل هذه الحالة.
وقال لوندشتاد بهذا الصدد «لا أحد من الفائزين بجائزة نوبل كامل، لا شك أن العديدين منهم يشعرون بمسؤولية اكبر تحتم عليهم أن يكونوا نموذجيين، لكن بعد منح الجائزة، لا يعود بوسع اللجنة في مطلق الأحوال القيام بأي شيء».
جوائز نوبل في أرقام

ما هو عدد الاشخاص الذين نالوا جائزة نوبل؟ من هو الاكبر سنا بينهم؟ وما هي قيمة الجائزة المالية؟ في ما يلي بعض الاجابات على هذه الاسئلة حول الجائزة المرموقة التي أنشئت بموجب وصية المخترع السويدي ألفريد نوبل في العام 1901.
– 5 جوائز أنشأها نوبل في وصيته هي الطب والكيمياء والفيزياء والادب والسلام. واقام البنك المركزي السويدي في العام 1968 جائزة سادسة للعلوم الاقتصادية «تكريما لذكرى ألفريد نوبل».
– 9 ملايين كورونة سويدية (نحو 940 الف يورو) هي قيمة كل من الجوائز الخمس للعام 2017. غالبا ما يكون الكتاب من بينهم من يفوزون منفردين على غرار ما حصل 105 مرات.
– منحت جائزة نوبل 579 مرة الى 911 شخصا ومنظمة بين 1901 و2016 ثلثهم ولدوا في الولايات المتحدة. يفوق عدد الفائزين من السويد (29) والنروج (12) والدنمارك (11) معا مجموع عدد نظرائهم من اليابان (24) والصين (11) والهند (7).
– ستة اشخاص رفضوا تسلم الجائزة لكن لا بد من الإشارة إلى ان الفرنسي جان بول سارتر (الأدب، 1964)
والفيتنامي لو دوك ثو (سلام، 1973) اللذين رفضاها طوعا بينما ارغم الأربعة الآخرون على ذلك ابان النازية والنظام السوفياتي.
– 49 مرة لم تمنح فيها جوائز وخصوصا جائزة السلام التي حجبت 19 مرة كان آخرها في العام 1972.
– 50 عاما ظلت فيها أسماء المرشحين سرية.
– 17 عاما، سن الفائزة الاصغر سنا وكانت الباكستانية ملالا يوسفزاي (سلام، 2014) اما الاكبر سنا فكان الاميركي ليونيد هورويتز (اقتصاد، 2007) عن 90 عاما.
– 67 عاما هو متوسط أعمار الفائزين بنوبل الاقتصاد وهم عادة الأكبر سنا، بينما الأصغر هم الفائزون بنوبل الفيزياء ومتوسط أعمارهم 55 عاما.
– 28 فائزا ناطقين باللغة الانكليزية عن الاداب يليهم الفرنسية (14) ثم الالمانية (13) والاسبانية (11).
– 48 امراة حازت نوبل من بينهن ماري كوري مرتين (الفيزياء 1903 والكيمياء 1911) بينما فازت امراة واحدة بنوبل الاقتصاد في 2009 واثنتان عن الفيزياء.
– 318 ترشيحا لنوبل السلام عن العام 2017 (357 في العام 2016). وحاز هذه الجائزة 104 اشخاص منذ انشائها يضاف اليهم 26 مجموعة او منظمة مثل الرباعي الراعي للحوار في تونس (2015).
– 21 عاما هي الفترة التي اضطرت الزعيمة البورمية اونغ سان سو تشي ان تنتظرها قبل ان يسمح لها بالقدوم الى اوسلو لتسلم جائزتها للسلام التي حازتها في 1991. الالماني كارل فون اوسييتزكي (1935) توفي في العام 1938 دون ان يتمكن من مغادرة بلده والمنشق الصيني لو تشياوبو (2010) توفي هذا العام.
– 1350 مدعوا تقريبا الى المأدبة التي تقام على شرف الفائزين في 10
ديسمبر المصادف ذكرى وفاة نوبل في ستوكهولم. وظلت قائمة الطعام مطبوعة باللغة الفرنسية دون سواها حتى العام 2004.
– ما لا يقل عن 500 متر من قماش الكتان يغطي 60 طاولة يعنى بها 260 نادلا وتصف عليها 7 الاف قطعة من الخزف و5400 كوب وعشرة الاف من أدوات المائدة الفضية.
– 4,2 مليارات كورونة هي قيمة الأصول المجمدة لدى مؤسسة نوبل في نهاية 2016، بينها 50% سندات.


بتاريخ : 09/10/2017