فوضى الباعة المتجولين أمام مسجد عمر بن الخطاب بالسالمية تستنفر السكان

عبر مجموعة من المواطنين والمواطنات القاطنين بالزنقة 31 بحي السالمية الثانية بالدار البيضاء، عن استيائهم الشديد من الفوضى والهرج المروري الذي يسببه الباعة المتجولون أمام مسجد عمر بن الخطاب.
ففي كل وقت صلاة، خاصة عند خروج المصلين والمصليات، تتحول المنطقة إلى ساحة تعج بالصياح والصراخ، وأحيانا بكلام ناب يخدش الحياء، في مشهد يسيء لحرمة المسجد ويعطل حركة السير بشكل تام. وما يزيد الطين بلة هو انتشار الدراجات النارية الثلاثية العجلات (طريبورتورات) التي تجعل المرور شبه مستحيل في هذه النقطة الحساسة، دون أي اعتبار لراحة السكان أو لخصوصية المكان.
ويطالب السكان ومرتادو المسجد مسؤولي الملحقة الإدارية لسيدي أحمد بلحسن التدخل العاجل لإعادة النظام إلى هذا الفضاء، وإيجاد حلول جذرية تمنع استغلال محيط المساجد كمواقع للبيع العشوائي، خصوصا أن الظاهرة لا تقتصر على هذا المسجد وحده، بل تشمل العديد من المساجد في مختلف مناطق المدينة.
ولا يقتصر الإزعاج على الصخب والفوضى، بل يمتد إلى مخلفات الباعة المتجولين الذين يتركون أكواما من النفايات، من بقايا الخضر والفواكه إلى فضلات الدواب التي تجر عرباتهم، مما يحوّل المكان إلى بؤرة تلوث تؤثر سلبا على السكان والمصلين.
إن هذه الفوضى التي تتكرر يوميا أمام المساجد، وخاصة أيام الجمعة، تستدعي تحركا حازما من الجهات المختصة لوضع حد لهذه التصرفات التي تعمق الفوضى وتسيء إلى جمالية ونظام الأحياء السكنية، فضلا عن انتهاكها لحرمة أماكن العبادة، كما أن هذه الفوضى تشكل انعكاسا لغياب التنظيم وضبط الفضاءات العامة، وهو أمر يزداد إلحاحا مع استعداد المغرب لاحتضان تظاهرات عالمية كبرى، أبرزها كأس العالم 2030. فالمدن المغربية، وخاصة الدار البيضاء، مطالبة بتحسين بنيتها التحتية وتعزيز جاذبيتها، لتكون في مستوى هذا الحدث الضخم، إلا أن استمرار مثل هذه المظاهر العشوائية يطرح تساؤلات حول قدرة بعض الأحياء على تقديم صورة حضارية للزوار والسياح، ذلك أن هذا الوضع لا يتضرر منه فقط السكان المجاورون للمساجد بل إنه يعكس صورة سلبية عن المدينة بأكملها، حيث يجد الزوار أنفسهم وسط أسواق غير منظمة تعيق التنقل وتؤثر على تجربة السياحة في الدار البيضاء، التي يُفترض أن تكون واجهة حضارية للمغرب، وهو ما يستدعي التفكير في حلول مستدامة توازن بين الحاجة إلى تنظيم المجال العام وضمان مصادر رزق الباعة المتجولين.
وفي انتظار أن يتحقق ذلك، يتطلع السكان، خصوصا القاطنين بالزنقة 31 بحي السالمية الثانية بالدار البيضاء، إلى أن تتحرك السلطات المعنية على وجه السرعة لتخليصهم من جحيم صراخ الباعة اليومي ومن إزعاج كلامهم البذيء. فهل سيكون هناك تحرك حاسم يعيد النظام إلى هذا الحي وغيره من الأحياء المتضررة، أم سيظل السكان رهائن الفوضى والعشوائية في محيطات المساجد ؟


الكاتب : خديجة مشتري

  

بتاريخ : 12/02/2025