في أول جلسة لاجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية بالجزائر : الوفد المغربي يحتج على نشر قناة جزائرية خريطة للمغرب بدون صحرائه

الجامعة العربية ترفض التطاول على خريطتها المعتمدة، اعتذار رئاسة الجلسة، والقناة تعتذر وتزعم أنه «خطأ تقني» : مصادر دبلوماسية تؤكد أن المغرب لا ينسحب من الاجتماعات ولكنه يدافع من داخلها عن حقوقه المشروعة ومصالحه الحيوية

 

أكد مصدر دبلوماسي مغربي رفيع أنه عكس ادعاءات بعض المواقع ووسائل الإعلام الجزائرية، بأن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، قد غادر مكان اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية بالجزائر إثر خلاف مع وزير الشؤون الخارجية الجزائري، فإن هذا الخبر لا أساس له من الصحة.
ونقلت وكالة المغرب العربي للأنباء عن ذات المصدر، تأكيده أن الوفد المغربي بقي داخل القاعة واحتج على عدم احترام خريطة المغرب، كما هو متعارف عليها، من قبل قناة جزائرية مما اضطر الجامعة العربية إلى إصدار بيان توضيحي ورئاسة الجلسة إلى تقديم اعتذار.
وشدد ذات المصدر على أنه ليس من قواعد وأعراف العمل الدبلوماسي المغربي، وفق التعليمات السامية لجلالة الملك محمد السادس، أن يغادر قاعة الاجتماعات بل أن يدافع من داخل أروقة الاجتماعات عن حقوق المغرب المشروعة ومصالحه الحيوية.
وخلص المصدر إلى أن كل الأخبار الرائجة عن مغادرة الوفد المغربي لقاعة الاجتماعات لا أساس لها من الصحة.
وكانت قناة الجزائر الدولية AL24 News، التي ادعت كذبا أنها شريك إعلامي للقمة العربية، قد نشرت خريطة للعالم العربي على موقعها الإلكتروني، تظهر المغرب مبتورا من صحرائه، وهو ما يخالف الخريطة التي درجت جامعة الدول العربية على اعتمادها، مما أثار تحفظ الوفد المغربي، حيث تدخل وزير الخارجية ناصر بوريطة، خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب، محتجا على هذا التعامل الذي يخرق مبادئ الجامعة العربية.
وعلى إثر ذلك، نفت الجامعة العربية في بيان رسمي، أن يكون لها أي «شركاء إعلاميين» في تغطية أعمال القمة العربية الحادية والثلاثين التي تعقد بالجزائر، وأكدت عدم وجود صلة لها بأية مؤسسة إعلامية تدعي هذه الصفة.
وأكدت الأمانة العامة أن الجامعة العربية لا تعتمد خريطة رسمية مبين عليها الحدود السياسية للدول العربية بما فيها المملكة المغربية، وأنها تتبنى خريطة للوطن العربي بدون إظهار للحدود بين الدول تعزيزا لمفهوم الوحدة العربية.
كما أهابت الأمانة العامة بجميع وسائل الإعلام توخي الحرص الشديد في نسبة المعلومات المنشورة على مواقعها للجامعة العربية، أو مؤسساتها.
وعلى إثر هذا الموقف الحازم للوفد المغربي، قامت القناة المذكورة بسحب هذه الخريطة، وقدمت اعتذارا على ما قامت به، مرجعة ذلك إلى «خطأ في الجرافيزم» وهو عذر واه، ولا يصدقه عاقل، لأن ما نشرته وتبرأت منه لاحقا، يكشف عن الوجه الحقيقي للسياسة الجزائرية، التي يدعي حكامها نيتهم عقد قمة عربية لـ»لم الشمل»، في حين كل تصرفاتها ومواقفها تمثل إمعانا في التفرقة.
وقد تجلى ذلك، في الخروقات البروتوكولية، التي ذكرتها بعض المصادر المطلعة، والتي استهدفت الوفد المغربي، ووفود بعض الدول العربية، والتعليمات التي أعطيت لوسائل الإعلام الجزائرية، بتجنب نقل صور أو فيديوهات للحظة وصول الوفد المغربي إلى الجزائر، ثم إلى قاعة الاجتماعات، وحتى ما نقل من تقارير خلال الاجتماع يوم السبت، غير أن العديد من المواقع ووسائل التواصل الاجتماعي، أظهرت كيف خلق وصول ناصر بوريطة الحدث، وجعل مختلف المراسلين الصحافيين، وعلى رأسهم الجزائريين، يندفعون لمحاولة توثيق اللحظة، والاستقبال الحار الذي حظي به من طرف العديد من وزراء خارجية الدول العربية، وهو ما لم يحظ به وزير الخارجية الجزائري.
أول أمس السبت، شهد إذن الجلسة الأولى لاجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة المقرر انعقاده يوم الثلاثاء المقبل.
ويضم الوفد المغربي في الاجتماع، الذي يرأسه ناصر بوريطة، سفير المغرب في مصر ومندوبه الدائم لدى جامعة الدول العربية أحمد التازي، ومدير المشرق والخليج والمنظمات العربية والإسلامية بالوزارة فؤاد أخريف، ورئيس قسم المنظمات العربية والإسلامية عبد العالي الجاحظ.
وبحث الاجتماع استكمال مناقشة مشروع جدول أعمال القمة، وصياغة مشروع الإعلان الذي سيتوج أعمالها وكذلك استكمال المواضيع المرفوعة من قبل المندوبين الدائمين وكبار المسؤولين التي عقدت على مدى اليومين الماضيين.
ويتضمن مشروع جدول أعمال المجلس الوزاري العربي 19 بندا في مقدمتها التقارير المرفوعة إلى القمة العربية، والقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي ومستجداته ، والتضامن مع لبنان ودعمه، وتطورات الأزمة السورية، وتطورات الوضع في ليبيا.
ويبحث وزراء الخارجية العرب أيضا الوضع في اليمن ودعم السلام والتنمية في السودان، ودعم جمهوريتي الصومال وجزر القمر المتحدة، وملف احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث، والتدخلات الإيرانية فى الشؤون الداخلية للدول العربية، واتخاذ موقف عربي موحد إزاء انتهاك القوات التركية للسيادة العراقية، وصيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب وتطوير المنظومة العربية لمكافحة الإرهاب.
كما يتضمن جدول أعمال الاجتماع بنودا تهم العمل العربي المشترك، وتعديل مواد من النظام الأساسي للبرلمان العربي، بالإضافة إلى مشاريع القرارات المرفوعة من المجلس الاقتصادي والاجتماعي وكذا مقترح لإصلاح وتطوير جامعة الدول العربية.


الكاتب : الاتحاد الاشتراكي وكالات

  

بتاريخ : 31/10/2022