عاشت مدينة برشيد بعد زوال يوم الأحد 25 نونبر الماضي على إيقاع كلمات الزجل والأنغام الموسيقية، خلال الحفل الاختتامي للمهرجان الوطني الأول للزجل الساخر، الذي نظمته جمعية نادي الأضواء للثقافة والفن بدعم من مجلس جهة الدارالبيضاء سطات.
المهرجان الذي حمل في نسخته الأولى ، إسم المرحوم سعيد الصديقي»، اختار تكريم الزجال بوعزة الصنعاوي، طيلة الأيام الأربعة للمهرجان، وأثناء الحفل الختامي أيضا، بمنحه درعا وجائزة مالية.
ولتعزيز التكريم، أدلى الزجال احميدة البلبالي بكلمة في حق من نعته ذات يوم ب»شارلي شابلن» الكلمة، في إحدى كتاباته، و أبرز نقط التقاء المكرم بهذا السينمائي العالمي، ومن بين هاته النقط، أنهما الإثنان استطاعا أن يضحكا الطفل والشخص الراشد معا، وأن يعريا واقع المجتمع .وأضاف بلبالي بأن الصنعاوي انتقد المجتمع بشكل بسيط، لكن بنظرة فكرية عميقة للمجتمع ،واستدل على ذلك بمقاطع من نصوصه.
ولم يفت حميدة بلبالي أن يسطر،أثناء كلمته، على كون «الفعل الثقافي رافعة أساسية للتنمية» ، مهنئا «الجنود» الذين سهروا على تحقيق هذا الحلم، حلم الاحتفاء بالزجل الساخر»المهمش» كلون إبداعي، وسواء كان ذلك بجهة الدارالبيضاء سطات على العموم أو بمدينة برشيد «المهمشة» بشكل خاص، مضيفا «أن أغلب الحلم يكون على الهامش والأضواء هي التي تعطيه المكانة اللائقة به».
بوعزة الصنعاوي عبر عن فرحته خلال التكريم، وعن سروره بالاهتمام الذي عرفه هذا الميدان والمبدعون فيه، خلال هذا المهرجان الذي يحتفي بالكلمة الهادفة المغلفة في ثوب ساخر، وألقى بعضا من أشعاره الزجلية الساخرة.
صدحت قاعة المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية التي احتضنت اللقاء بأصوات العديد من الزجالين الساخرين الذين تعاقبوا على المنصة لإلقاء قصائدهم، من بينهم مولاي عبد العزيز الطاهري وسعيد بركة وعزيز الغالي وزهور زريق وغيرهم..
زريق التي تحدثت كذلك باسم الزجالين المشاركين في التظاهرة، أشادت خلال كلمتها بهذا المهرجان الذي استطاع أن يحقق ما عجزت عنه تظاهرات أخرى، إذ أنه بغض النظر عن كونه تميز في اختياره لهاته التيمة، وكان سباقا إليها، فهو أيضا أخضع المشاركين لنظام شبه عسكري من أجل حضور كل المواعيد المبرمجة، وفي وقتها المحدد، طيلة أيام المهرجان، مما مكنهم من التعرف على بعضهم البعض و الإنصات لأشعار بعضهم البعض ، دون أن يغفل العناية بهم .
هذا اللقاء كان فرصة لأن يجدد مجلس جهة الدارالبيضاء سطات، في شخص ممثله فؤاد القادري، تأكيد تعاقده مع الفنانين والمثقفين، من أجل تنمية جهة الدارالبيضاء سطات، وعبرالقادري عن دعم المجلس لأي نشاط يدخل ضمن هذا الإطار وأردف قائلا»قدركم أنتم هو العطاء والبذل والعمل وقدرنا هو الرعاية والدعم المادي والمعنوي».
الفن كانا حاضرا بهذا الحفل الختامي، من خلال أداء كل من الفنان الحاج يونس والفنانة عتيقة عمار و المطربة الطنجاوية الشابة سارة العسري ومن خلال تواجد فنانين كجمهور، رفقة وجوه أخرى رياضية وثقافية وسياسية حضرت لدعم المهرجان .
تجب الإشارة الى أن المنظمين راهنوا أثناء التنظيم على أن يكون المهرجان فرصة للتواصل بين مختلف الفاعلين في ميدان الزجل الساخر، الذي يلتقي مع العديد من الفنون الإبداعية الأخرى، كما أرادوه فرصة لتوثيق إبداعات هؤلاء الشعراء. وفي هذا الصدد فقد صرح الزجال نور الدين قبة والمكلف بالتوثيق في اللجنة التنظيمية للمهرجان بأنهم يعتزمون كمؤسسة منظمة ، توثيق كل أنشطة المهرجان من ندوات وغيرها وطبعها في كتيب سيتم نشره في الأيام المقبلة.