في البيان الختامي للمؤتمر الإقليمي السادس بمكناس : تحميل المسؤولية للنخب التي سيرت شؤون المدينة منذ التقسيم الإداري المشؤوم لسنة 1992

استنكار تدني الخدمات والفوضى والعشوائية التي عاشتها وما زالت تعيشها جماعة مكناس

التعبير عن القلق من تعثر المشروع الملكي الخاص بتأهيل المدينة العتيقة

 

تحت شعار « نضال مستمر والتزام متجدد لمحاربة الفساد ورد الاعتبار للعمل السياسي بمكناس»، عقد الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بمكناس مؤتمره السادس في جو من الجدية والمسؤولية والحماس والثقة نحو المستقبل في ظل التحولات التي يشهدها الإقليم سياسيا اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، وكذا الأعطاب والاختلالات التي تعرفها عاصمة المولى إسماعيل ومجمل الجماعات الترابية التابعة لعمالة مكناس؛ وهي الأعطاب التي تعرقل تنميتها والنهوض بها.
وبعد العرض السياسي الشامل الذي قدمه الكاتب الأول للحزب الذي تناول فيه راهنية الساحة السياسية والقضايا الوطنية والإقليمية والدولية ومواقف الحزب منها؛ توقف كثيرا وبشكل مستفيض، عند ما تعيشه مكناس من أوضاع مزرية بالرغم من توفرها على كل المؤهلات التي تجعلها في مصاف المدن الكبرى، ملخصا ذلك في كون المرء ليحس بالغبن و»الحكرة» وهو يدخل عاصمة المولى إسماعيل، مدينة الحضارة والتاريخ العريق والموروث الثقافي والمعماري الغني، مدينة الملحون، مدينة تتوفر على كل المؤهلات الطبيعية والسياحية والصناعة التقليدية وغنى موروثها المادي واللامادي، إلا أن وضعها المتردي والمقلق يسائلنا ويسائل النخب السياسية وبالدرجة الأولى المواطنين الذين يختارون من يدبر شؤونهم .
وبعد أن تكللت أشغال المؤتمر بالنجاح سواء بالحضور الكثيف والنوعي لضيوف الحزب من هيئات سياسية ومدنية ونقابية وحقوقية وإعلامية، والمساهمة الميدانية الفعالة للمناضلات والمناضلين في الجلسة الافتتاحية برئاسة إدريس لشكر الكاتب الأول، والكاتبة الوطنية لمنظمة النساء الاتحاديات، والكاتب الجهوي للحزب وأعضاء المكتب السياسي المكلفين بالجهة؛ أو خلال اليوم الثاني الذي تمت فيه المصادقة على التقريرين الأدبي والمالي ومناقشة مشاريع الأوراق التي أعدتها اللجنة التحضيرية والمصادقة عليها، ثم التداول في مجمل القضايا المطروحة سياسيا وتنظيميا، وانتخاب الكاتب الإقليمي بالإجماع ثم انتخاب باقي أعضاء الكتابة الإقليمية بالاقتراع السري في جو من الحماس ، والالتزام والمسؤولية ملقنين بذلك درسا بليغا في الديمقراطية الداخلية لكل المشككين والمتربصين بالحزب، وللذين يدورون في فلكهم؛ بعد ذلك أصدر المؤتمر الإقليمي السادس البيان الختامي التالي:
إن المؤتمر الإقليمي السادس بمكناس :
يثمن عاليا العرض السياسي الذي قدمه الكاتب الأول للحزب الأستاذ إدريس لشكر، ويعتبره خارطة طريق لإعادة وهج الحزب بعمالة مكناس، وذلك بتقوية الذات التنظيمية للعودة إلى المجتمع واستعادة المبادرة؛
يشيد المؤتمر بالعمل الجبار الذي قاده الأخ محمد إنفي، عضو المكتب السياسي والكاتب الإقليمي السابق للحفاظ على استمرارية الحزب، رغم كل الإكراهات المادية و التنظيمية، ويشكره على تمكنه بحنكته وصبره بالوصول به إلى محطة المؤتمر السادس؛
يعبر عن قلقه الكبير لما آلت إليه أوضاع المدينة ويحمل المسؤولية لنخبها الذين تسلطوا على تسيير شؤونها منذ التقسيم الإداري المشؤوم لسنة 1992.
يطالب الدولة بإعطاء المدينة حقها من الاستثمارات العمومية والمشاريع الكبرى على غرار باقي المدن الكبيرة ؛
يستنكر تدني الخدمات والفوضى والعشوائية التي عاشتها وما زالت تعيشها جماعة مكناس في تدبير مرافقها بسبب غياب أي تصور تنموي للمدينة؛
يستنكر ما تشهده الجماعة من إهدار للمال العام سنة بعد أخرى، بسبب الإفراط في الانفاق غير المنتج، وعدم البحث صيغ تمكن الجماعة من استخلاص واجباتها، والبحث عن موارد إضافية لتعزيز ميزانيتها؛
يستهجن الدور السلبي لسلطات عمالة مكناس تجاه ما تعيشه جماعة مكناس من بلوكاج حقيقي، والاختلالات التي تعرفها باقي الجماعات الترابية التابعة للنفوذ الترابي للعمالة في ضرب صارخ لمقتضيات القانون التنظيمي المتعلق بالجماعات الترابية الذي يعطي الحق للسلطة في مراقبة وتتبع وتصحيح الإعوجاج وما أكثره؛
يطالب السلطات الإدارية والقضائية بفتح تحقيق في ملف الاتهامات المتبادلة بالرشوة في رخص التعمير المتداولة خلال أشغال دورات المجلس الجماعي لمكناس نصرة لمفهوم دولة الحق والقانون، وربط المسؤولية بالمحاسبة؛
يدعو إلى جعل تصميم التهيئة بالجماعات الترابية ويسلان وتولال وأيت ولال و بوفكران ومجاط مراعيا للخصوصيات الإيكولوجية التي تزخر بها هذه المناطق، وكذا الاهتمام بإنجاز برامج محاربة الهشاشة والفوارق المجالية بهذه الجماعات؛
يدعو إلى الإسراع بتنفيذ مشاريع التزود بالماء الصالح للشرب بحمراوة، المغاصيين وباقي الجماعات في قطب مولاي إدريس زرهون؛
يعبر عن قلقه من تعثر المشروع الملكي الخاص بتأهيل المدينة العتيقة، ويدعو كافة المتدخلين إلى الالتزام بإنجاز أشطره طبقا لما جاء في دفتر التحملات؛
يدعو إلى الانتباه إلى ما يعيشه القطاع السياحي من إكراهات تؤثر سلبا على مختلف الفاعلين في هذا القطاع نتيجة بطء تنفيذ برنامج تأهيل المدينة العتيقة لجعل مدينة مكناس ومدارها السياحي قطبا جادبا لا مدارا للعبور؛
يناشد المسؤولين ببناء معرض قار يستوعب الملتقى الدولي للفلاحة وباقي التظاهرات والمهرجانات الوطنية والقارية والدولية للحد من إهدار المال العام في بناءات مؤقتة؛
يدعو الحكومة إلى الإنصات لهموم وقضايا العالم القروي بعمالة مكناس، وتمكينهم، على غرار بعض القطاعات، من الدعم الموجه مساهمة في الحد من آثار الجفاف ومحاربة الهجرة القروية؛
يجدد تضامنه اللا مشروط مع عاملات شركة « سيكوميك « ويطالب المسؤولين بتنفيذ محاضر الجلسات التي وقعت عليها كل الأطراف لحل المشكل الاجتماعي الخطير في ظل التبجح بمأسسة الحوار الاجتماعي من لدن الحكومة؛
يهنئ جميع مكونات النادي المكناسي لكرة القدم من مكتب مسير وأطر تقنية ولاعبين ومنخرطين وجماهيره العريضة بعودته إلى القسم الوطني الثاني من البطولة الاحترافية، ويدعو كافة الفعاليات الاقتصادية والمؤسساتية إلى دعم جميع الأندية الرياضية بعمالة مكناس باعتبار الرياضة واجهة من واجهات التسويق الترابي للمدينة ورافعة للتنمية؛
يدعو المؤتمر كافة الفرقاء والهيئات السياسية بالارتقاء بالعمل السياسي خدمة للقضايا الحقيقية بعمالة مكناس بغية النهوض بها على كافة المستويات؛
يدعو كافة الاتحاديات والاتحاديين إلى رص الصفوف، والالتفاف حول حزبهم مساهمة منهم، في جعل محطة المؤتمر وما بعدها؛ انطلاقة جديدة لاستعادة وهج الحزب.


بتاريخ : 19/05/2023