في الجلسة الافتتاحية للمنتدى الدولي الثالث للبرلمانيين الشباب الاشتراكيين والديمقراطيين .. الكاتب الأول إدريس لشكر: الجيل الجديد من البرلمانيين الشباب مطالب بحمل مشعل الحرية والكرامة والتضامن في عالم مضطرب

عبد الرحيم شهيد: الاشتراكية اليوم مطالبة بتعزيز التضامن العالمي ومواجهة التحديات الجيوسياسية والبيئية

يوسف إيذي: نحتاج إلى دبلوماسية حزبية تقدمية تعيد للاشتراكية مكانتها وتواجه التحديات العالمية بقيم إنسانية

الحسن لشكر: المنتدى الدولي للبرلمانيين الشباب دعوة لتوحيد الصوت التقدمي العالمي

أيوب الهاشمي: منتدى «مينا لاتينا» فعل سياسي لبناء تعاقد عالمي جديد وتحالفات جنوب-جنوب

انطلقت، صباح أمس الجمعة 2 ماي 2025 بمدينة مراكش، أشغال المنتدى الدولي للبرلمانيين الشباب الاشتراكيين والاشتراكيين الديمقراطيين، في نسخته الثالثة، حيث يجمع هذا الحدث الدولي عددا كبيرا من البرلمانيين الشباب من مختلف القارات، ويشكل منصة رفيعة لتعزيز التعاون بين الأجيال الصاعدة من الفاعلين السياسيين ذوي التوجه التقدمي، ومحطة استراتيجية للحوار السياسي الدولي بين البرلمانيين الشباب، وفرصة لتبادل التجارب وتطوير مقترحات عملية بشأن التحديات المشتركة، ويشكل مناسبة لتقوية العلاقات بين برلمانيي الجنوب، وتكريس قيم التضامن والتعاون بين الدول ذات المرجعية الاشتراكية والتقدمية.
وفي كلمة إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، شدد خلال ترأسه الجلسة الافتتاحية للمنتدى الدولي الثالث للبرلمانيين الشباب الاشتراكيين والديمقراطيين، المنعقد بمدينة مراكش، على ضرورة إعادة التفكير في النموذج العالمي الراهن، داعيا إلى «بناء نظام عالمي جديد، قائم على الحقيقة، والعدالة، والتضامن، وحقوق الإنسان»، ومؤكدا أن المنتدى يشكل مدرسة للنقاش الحر والمسؤول، ومنبرا لصياغة رؤى جديدة تنبع من واقعنا وتعانق طموحاتنا الجماعية، معتبرا أن الجيل الجديد من البرلمانيين الشباب مطالب بحمل مشعل الحرية والكرامة والتضامن في عالم مضطرب تهيمن عليه الأزمات المتشابكة.
وفي معرض حديثه عن السياق الدولي، عبر لشكر عن قلقه من حالة اللايقين التي تعيشها البشرية، وسط تصاعد الحروب والنزاعات والجرائم الجماعية، محذرا من التواطؤ الدولي مع قوى الدمار، قائلا: «تتعاظم الحروب المدمرة التي لا تخلّف فقط الدمار بل تصل أحيانا إلى حدود الإبادة الجماعية، وسط دعايات مغرضة وصمت مريب من صناع القرار الدوليين»، منبها إلى أن النموذج الديمقراطي نفسه بات عرضة للشك والتقويض، حيث أن «النموذج الديمقراطي المبني على دولة الحق والقانون، وعلى مبادئ الحرية والمساواة والتضامن، أصبح محط تشكيك خطير أمام صعود رؤى استبدادية تزداد جاذبيتها وسط أزمات الثقة واللايقين»، قبل أن يتوقف عند خطورة الأنظمة التكنولوجية الحديثة التي أصبحت، في رأيه، تهدد حرية الإنسان وتخلق وعيا مزيفا خارج إرادته، مما يتطلب إعادة تموقع القوى التقدمية لمواجهة هذا التحول.
ودعا القيادي الاتحادي إلى تجاوز الشعارات نحو الفعل الجماعي المنظم من أجل التغيير الحقيقي، من خلال بناء نموذج اقتصادي جديد وعادل يضع الإنسان والبيئة في صلب الاهتمام، معتبرا أن «العدالة المجالية، والعدالة بين الأجيال، وإعادة التوزيع، والعدالة الضريبية، وتنظيم الاحتكارات، وتعزيز السيادة الاقتصادية» يجب أن تكون محاور أي مشروع مستقبلي بديل، حيث طرح الحزب، في هذا السياق، أولويات واضحة تمثلت في الدعوة إلى عدالة بيئية شاملة من خلال ميثاق أخضر عالمي، والمساواة الشاملة عبر سياسات تدمج النساء والأقليات، وديمقراطية قوية تصون المؤسسات وتكافح التضليل الرقمي، وسلام إنساني دائم يرتكز على احترام سيادة الدول وعدالة انتقالية حقيقية.
كما لم يتردد لشكر في الإشارة إلى المظالم التاريخية التي تعرضت لها شعوب الجنوب، والتي لا تزال تتجدد عبر أشكال الهيمنة الجديدة، مؤكدا أن «الإصلاح الحقيقي لا يكمن فقط في إضافة مقاعد لدول الجنوب ضمن هيئات القرار، بل في الاعتراف بالمظالم التاريخية التي تعرضت لها هذه الدول نتيجة الاستعمار، واستغلال الموارد، والديون المجحفة، ونقل الصناعات الملوثة»، مشددا على أن «استعادة شعوب الجنوب لسيادتها الشاملة ثقافيا، وعلميا، واقتصاديا، وسياسيا هو الشرط الأساسي لبناء تعددية عالمية حقيقية وديمقراطية، تضمن التعاون لا الهيمنة، والكرامة لا الخضوع، والتنمية لا الاستغلال»، قبل أن يدين في هذا الصدد كافة الممارسات التي تسعى إلى فرض نماذج اقتصادية مدمرة أو احتكار المعرفة.
كما أكد المسؤول الحزبي أن الاتحاد الاشتراكي يظل وفيا لمبادئه الداعمة للقضية الفلسطينية، مشدداً على أن «الدفاع عن القضية الفلسطينية ليس خيارا سياسيا عابرا، بل هو التزام مبدئي نابع من إيماننا بعدالة الحقوق الإنسانية»، داعيا إلى وقف إطلاق النار الشامل وفتح المعابر لتأمين المساعدات، معتبرا أن «أي مقاربة حقيقية لإرساء السلام العادل والدائم تمر عبر إنهاء الاحتلال، ووقف سياسة الاستيطان، وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشرقية»، مبرزا أهمية مبدأ احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها، محذرا من محاولات تغذية النزعات الانفصالية وفرض وصايات جديدة على الدول الوطنية، ومؤكداً أن «وحدة التراب الوطني ركيزة مقدسة لا مجال للتفريط فيها».

الهجرة ليست أزمة بل انعكاس لاختلالات التنمية

وفي تناوله لملف الهجرة، عبر لشكر عن رفضه للمقاربات الأمنية الضيقة، معتبرا أن «الهجرة ظاهرة إنسانية تعكس اختلالا عميقا في التنمية الدولية»، داعيا إلى احترام حقوق المهاجرين ومكافحة شبكات الاتجار بالبشر، والعمل على معالجة الأسباب الجذرية للهجرة، حيث قال أن «الاتحاد الاشتراكي يدعو إلى التعاطي مع قضايا الهجرة عبر دعم حق الدول الأصلية في التنمية، واحترام الحقوق الإنسانية للمهاجرين».

العدالة المناخية والتزام تجاه الدول النامية

وأكد الكاتب الأول أن التغير المناخي أصبح التهديد الأكبر لاستمرار الحياة، خصوصا في بلدان الجنوب التي لم تساهم تاريخيا في التلوث الصناعي ولكنها تتحمل تبعاته، داعيا إلى «إعادة النظر في آليات التمويل الدولي، وتوفير الدعم للدول النامية لتعزيز قدراتها على التكيف والانتقال الطاقي العادل»، كما دعا إلى ربط العدالة المناخية بالعدالة الاقتصادية والاجتماعية، في إطار تعاقد عالمي جديد أكثر إنصافا.

الدبلوماسية البرلمانية لبنة للتعاون جنوب-جنوب..

وفي ختام كلمته، أبرز الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، أهمية الدبلوماسية البرلمانية كوسيلة لتعزيز التعاون بين دول الجنوب، وبناء تحالفات استراتيجية للدفاع عن قضايا السيادة الوطنية والحق في التنمية، موضحا أن «الدبلوماسية البرلمانية تمثل أداة حيوية للحوار بين الشمال والجنوب، خاصة بين الفاعلين السياسيين والبرلمانيين الشباب من العائلة التقدمية، في إطار من التعاون والاحترام المتبادل»، مشددا على ضرورة جعل صوت الجنوب مسموعا بوصفه شريكا لا تابعا، كما أكد على الدور المحوري الذي ينتظر البرلمانيين الشباب، قائلا: «إن أمامكم مسؤولية جسيمة في هذا الزمن المضطرب: أن تكونوا الجيل الجديد الذي يحمل مشعل الحرية والكرامة والتضامن، بعيدا عن الشعبوية، وبعيدا عن النزعات الانعزالية»، داعيا إياهم إلى التحلي بالوعي النقدي والمسؤولية الوطنية، وصياغة خطاب سياسي واقعي ومبدئي في آن واحد.
من جانبه شدد رئيس الفريق الاشتراكي بمجلس النواب، عبد الرحيم شهيد، خلال كلمة ألقاها بالمناسبة، على أن الاشتراكيين في مختلف أنحاء العالم مدعوون اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى تعزيز العمل المشترك لمواجهة التحديات الجيوسياسية والاقتصادية والبيئية، والتصدي للفوارق الدولية التي تمس مصالح الشعوب، داعيا إلى ترسيخ السلم والتضامن والعدالة الاجتماعية في العالم، مؤكدا أن هذا اللقاء فرصة لتوطيد العلاقات بين الاشتراكيين الشباب وتعزيز القيم الإنسانية الكونية العادلة والتضامنية.
وأوضح شهيد أن مدينة مراكش الحمراء، تشكل مهد الحضارة وأحد أعماق التاريخ المغربي العريق، تحتضن اليوم هذه الدورة لتجديد الأمل في عالم تسوده الحرية والمساواة وتكافؤ الفرص، وليؤكد الجميع أن المشروع الاشتراكي الديمقراطي هو الخيار الأنسب لمواجهة المعضلات الراهنة وتحسين ظروف عيش المواطنين.
كما شدد رئيس الفريق الاشتراكي المعارضة الاتحادية بمجلس النواب على أن العالم يمر بتحولات جيواستراتيجية متسارعة، كان لها أثر عميق على العلاقات الدولية، بدءا من جائحة كورونا التي دفعت الدول إلى مراجعة سياساتها العمومية وتعزيز سيادتها الاقتصادية، وصولا إلى تصاعد الحروب والنزاعات التي زادت من التوترات العالمية، وعلى رأسها الحرب في أوكرانيا، والحرب الهمجية التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني منذ أكتوبر 2023، والتي قال إنها “تسهم في زعزعة الوضع في الشرق الأوسط برمته”.
وأكد رئيس الفريق الاشتراكي أن هذه الأزمات تفرض على البرلمانيين والسياسيين الاشتراكيين رفع صوت السلام والتمسك بالحلول السياسية السلمية للنزاعات، والعمل من أجل نظام عالمي عادل ومنصف يعزز التعاون بين الدول والشعوب، ويدعم التنمية المشتركة التي تخدم الإنسانية، مضيفا أن من أولويات الاشتراكيين في الوقت الراهن، مواجهة الاستنزاف غير العادل للموارد الطبيعية، واعتماد سياسات عمومية إيكولوجية تحافظ على البيئة وتضمن الاستغلال المتوازن للثروات الطبيعية، ليضيف قائلا: “نجد أنفسنا مضطرين للعمل الجماعي من أجل ترسيخ السلم الاجتماعي وتقليص الفوارق والاختلالات، وتحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية، ومن هنا تأتي أهمية مواصلة لقاءاتنا كاشتراكيين، وفتح النقاش السياسي المستمر من أجل إيجاد حلول جماعية وابتكار تدابير لمعالجة الأوضاع المتأزمة”.
كما أعرب شهيد عن سعادته بنجاح انعقاد الدورة الثالثة للمنتدى، الذي انطلقت دورته الأولى بمراكش قبل ثلاث سنوات، ثم انتقل إلى بوغوتا بأمريكا اللاتينية، ليعود مجددا إلى إفريقيا، منوها بمجهودات منسق المنتدى الحسن لشكر، وكافة المشاركين، مؤكدا أن هذا الفضاء سيظل ملتقى دوليا للشباب البرلماني الاشتراكي للتفكير الجماعي وتبادل التجارب، وتعزيز السياسات ذات الأثر الاجتماعي والإدماج الفعلي لجميع مكونات المجتمعات.
بدوره أكد رئيس الفريق الاشتراكي المعارضة الاتحادية بمجلس المستشارين، يوسف إيذي، خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى، بحضور الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، ورؤساء برلمانات وشخصيات سياسية من مختلف أنحاء العالم، أن هذا اللقاء يمثل فرصة استراتيجية لتعزيز التضامن والتنسيق بين البرلمانيين التقدميين، في سياق عالمي يتسم بعدم اليقين، وتصاعد الشعبوية، وتفاقم الأزمات الدولية، مشددا على أهمية المنتدى كفضاء حيوي للحوار البناء، وتبادل التجارب، ووضع أطر عمل مشتركة لترسيخ الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة.
وأوضح إيذي أن هذا المنتدى يأتي في لحظة دقيقة تتطلب تفكيرا استراتيجيا مشتركا، خاصة مع تزايد الحروب والنزاعات، وتفاقم التغير المناخي، وارتفاع معدلات النزوح، مؤكدا أن التحرك المنسق للبرلمانات التقدمية أصبح ضرورة سواء على المستوى الوطني أو الدولي، كما أن هذا اللقاء يعد استمرارية لمسار التفكير والتنسيق البرلماني التقدمي، في وقت تتعمق فيه هشاشة النظام الدولي، وتتآكل الثقة في المؤسسات، وتتعاظم تحديات السيادة الوطنية أمام تغوّل الفاعلين غير الحكوميين والقوى الكبرى، مبرزا أن هذا السياق يفرض خلق ما وصفه بـ»الدبلوماسية الحزبية التقدمية الجماعية»، التي تعيد للاشتراكية وزنها وتأثيرها في السياسات الدولية.
وأشار رئيس الفريق الاشتراكي بمجلس المستشارين إلى أن الاكتفاء بالدبلوماسية الرسمية لم يعد كافيا، داعيا إلى تفعيل الدبلوماسية الموازية كرافعة للدفاع عن القضايا الوطنية، ولإيصال صوت الشعوب، وتعزيز التحالفات العابرة للحدود، وتفعيل أدوات الضغط السياسي الناعم، حيث عبر في هذا السياق، عن التزام حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالحضور الفاعل في مختلف المحافل الدولية، والدفع نحو تحويل المنتدى إلى بنية مؤسساتية دائمة، تصدر مذكرات مشتركة وتنسق المواقف وتبني لوبيات برلمانية داعمة.
وأكد يوسف إيذي أن الاتحاد الاشتراكي منفتح تماماً على كل المبادرات التي تعزز التنسيق بين الأحزاب التقدمية، مشددا على أهمية توسيع هذه الدينامية لتشمل مناطق تعاني من الاستبداد أو التدخلات الأجنبية، لتمكينها من الدعم السياسي والإسناد البرلماني عبر القنوات الأممية.
ولم يغفل المتحدث البعد الإنساني، حيث دعا إلى جعله في صلب كل تحرك تقدمي، منتقداً الطريقة التي تدار بها الأزمات الإنسانية بمنطق المصالح والإحصاءات، مذكرا بالمآسي التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وأوضاع اللاجئين، والكوارث المناخية التي تصيب الدول النامية أكثر من غيرها، مطالبا بجعل العدالة الاجتماعية والمناخية محور كل تدخل سياسي تقدمي.
وفي ما يخص التحولات الجيوسياسية، شدد يوسف إيذي على ضرورة تأثير الأحزاب الاشتراكية والديمقراطية الاجتماعية في هذه التحولات من موقع القيم والمبادئ، لا الحسابات الآنية، مؤكدا أن الخيارات الاستراتيجية لا ينبغي أن تُبنى فقط على التوازنات الظرفية، بل على ما يخدم مصالح الأجيال القادمة، حيث خص إيذي الشباب بجزء مهم من كلمته، داعيا إلى فتح المجال أمامهم داخل المؤسسات، ومنحهم أدوارا قيادية في رسم السياسات واتخاذ القرار، ليضيف قائلا: «لقد آن الأوان لأن نفسح المجال أمام جيل جديد من المناضلين والمناضلات، وأن نعيد الاعتبار للعمل الحزبي كمجال للتحول ومحرك للثابت».
ووجه نداء صادقا إلى الشباب للانخراط في العمل السياسي من موقع التأثير، مؤكدا أن المشروع الاشتراكي لا يمكن أن يتحقق دونهم، فهم من يحمل مشعل النضال من أجل الحرية والكرامة والمساواة، ويملكون الوعي الرقمي والتصورات الجديدة للعالم.
وختم رئيس الفريق الاشتراكي كلمته بالتأكيد أن المنتدى ينطلق بإرادة متجددة وثقة أكبر في أن وحدة وتضامن القوى التقدمية يمكن أن تحدث فرقًا حقيقيا، مشددا على أن «التقدم لا يأتي صدفة، بل هو ثمرة عمل دؤوب، واستثمار في الإنسان، وتشبث بالقيم، وإرادة لا تنكسر
«.من جانبه ألقى الحسن لشكر، المنسق الدولي لشبكة “مينا-لاتينا”، كلمة مؤثرة خلال افتتاح الدورة الثالثة للمنتدى حيث عبر عن فخره بانعقاد المنتدى مجددا في مدينة مراكش التي شهدت انطلاقة هذه المبادرة الشبابية الطموحة قبل عامين، بفضل الدعم السياسي والاستراتيجي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، معتبرا أن المنتدى ليس مجرد لقاء عابر، بل تجسيدا لرهان عالمي مشترك على قوة الشباب التقدمي في صياغة بدائل سياسية عادلة وإنسانية.
وأكد لشكر أن شبكة «مينا-لاتينا» تحولت من فكرة صغيرة إلى فضاء عالمي يضم عشرات البرلمانيين والقيادات الشبابية من عدة قارات، موحّدة بقيم الديمقراطية، العدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية، مشيرا إلى أبرز المبادئ التي تلتف حولها الشبكة، ومنها الدفاع عن وحدة الشعوب، وتعزيز التعاون جنوب-جنوب، والتضامن مع القضية الفلسطينية، والتصدي للتهديدات الموجهة للديمقراطية، خاصة خطاب الكراهية والجريمة المنظمة، واختتم كلمته بدعوة البرلمانيين الشباب إلى مواصلة الالتزام من داخل مؤسساتهم، وتحويل مخرجات المنتدى إلى خطوات ملموسة تؤطر عملا برلمانيا تقدميا، قادرا على خلق التغيير، وتحقيق العدالة والسلام وحقوق الإنسان عبر العالم.
أما أيوب الهاشمي، المنسق التنفيذي لشبكة «مينا لاتينا»، فقد أكد على أن المنتدى ليس مناسبة رمزية، بل فعل سياسي جماعي يهدف إلى بناء تعاقد عالمي جديد قائم على العدالة والإنصاف والسيادة الوطنية، وأن التحولات العالمية تفرض تجاوز النموذج النيوليبرالي، داعيا إلى إعادة الاعتبار للدولة الاجتماعية، وتعزيز السيادة الاقتصادية، وتكثيف التحالفات التقدمية جنوب-جنوب، مشيرا إلى أن شبكة «مينا لاتينا» تمثل اليوم أكبر فضاء برلماني شبابي موازي في العالم، كما وجه المتحدث شكره للكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي إدريس لشكر، والمنسقة العامة هند مغيث، وعدد من القيادات السياسية والبرلمانية التي دعمت مسار الشبكة منذ تأسيسها.

أصوات دولية من المنتدى تشيد بالمغرب

كما شهد المنتدى الدولي للبرلمانيين الشباب الاشتراكيين والاشتراكيين الديمقراطيين بمراكش مداخلات وازنة من ممثلي برلمانات أمريكا اللاتينية وآسيا، حيث عبر غوستافو أدولفو باتشيكو فيار، رئيس برلمان الأندين، عن امتنانه لتواجده في المغرب، موجها تحية خاصة لجلالة الملك محمد السادس على قيادته الرشيدة، معتبرا أن المغرب أصبح «عاصمة عالمية للدبلوماسية البرلمانية»، مشددا على أن الشباب ليسوا فقط مستقبل السياسة بل حاضرها، داعيا إلى مواجهة تحديات الذكاء الاصطناعي بـ»ذكاء طبيعي»، وإلى نشر ثقافة التفاهم لمواجهة قضايا الهجرة والانقسام.
ومن جانبه، دعا ديمار سيررون روجاس، نائب رئيس برلمان البيرو، إلى استحضار القضايا العالمية في المنتدى والعمل بتنسيق من أجل رسم طريق مشترك نحو العدالة والخير، مثمنا دور الاتحاد الاشتراكي معبرا عن تقديره لجلالة الملك على قيادته الرشيدة.
أما البرلمانية التركية سوريا أوناش ديريتشي، فركزت على التحديات التي تواجه الديمقراطية في بلدها، مشيرة إلى التضييق على الحريات واعتقال صحفيين ومعارضين، مؤكدة أن التضامن والعمل المشترك من أجل الديمقراطية والحرية يجب أن يكون أولوية في هذه المرحلة الحرجة.
ومن المنتظر أن يشهد المنتدى الدولي للبرلمانيين الشباب الاشتراكيين والاشتراكيين الديمقراطيين، يومه السبت جلسة خاصة بحضور فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، حيث سيقدم مداخلة تتمحور حول تنظيم كأس العالم 2030، باعتباره فرصة لتعزيز العدالة الكروية بين الشعوب، وترسيخ قيم الإنصاف والتضامن من خلال الرياضة، إضافة إلى الترويج لهذه التظاهرة العالمية التي يحتضنها المغرب إلى جانب إسبانيا والبرتغال.

 


الكاتب : مراكش : يسرا سراج الدين

  

بتاريخ : 03/05/2025