المطرب الذي أبدع أغنية أماه وعشقها عشقا استولى على وجدانه وإحساسه
في الذكرى 16 لرحيل الفنان أحمد الغرباوي.الذي أبدع أغنية أماه وعشقها عشقا استولى على وجدانه وإحساسه.
من بين المواضيع التي تناولتها الأغنية المغربية إبان زمنها الجميل والريادي ،الموضوع المتعلق بالأم، هذا الكائن البشري الذي ارتبط بالحنان والدفء الأسري ورعاية الأبناء واحتضانهم وتربيتهم وإعداد الناشئة وتوجيهها قصد بلوغ أهداف سامية من أجل الرقي بالمجتمع على كافة المستويات .
وللأم في ذلك فضل كبير ،تحملت من أجله المعاناة والمحن وقد قيل.الأم مدرسة إذا أعددتها أعدتت شعبا طيب الأعراق ،وهي بذلك أحق بالإكرام ولها الشكر على مدى الأيام.
الفنان والمطرب أحمد الغرباوي الذي تحل يوم الجمعة 10 يناير 2025 الذكرى 16 لرحيله، بعد أن أغنى خزانة الأغنية المغربية بالعديد من الروائع الغنائية ،من بينها تلك التي تغنى من خلالها بالأم ،وهو الذي عانى من اليتم في سن مبكرة ليحتضنه جده من أمه ،حيث حمل اسمه .
هو نجل عبدالسلام المكناسي الذي توفي بدوره، ليظل تحت كفالة جده.
وعن قصة رائعته أماه .أتذكر أنه حين استضافني رحمه الله ببيته بالرباط يوم الجمعة10مارس 2006 بعد أن أبلغته في اتصال سابق به أني باحث في مجال الأغنية المغربية في فترة ريادتها، حدثني عن مساره الفني وعن» أماه» .
قال ذات يوم ،التقيت صدفة مع سيدة مسنة، قبلتني وقالت لي سبحان الله إنك تشبه والدتك كثيرا .قلت لها إن والدتي توفيت وأنا صغير السن، ولا أتدكر صورتها وملامحها ،ودعت لي دعاء صالحا،وبعد مرور أسبوع، وعندما كنت متوجها إلى دار الإذاعة ،التقيت صدفة بالشاعر طموح الحوزي الذي لم تكن لي معرفة به من قبل. سألته عن هويته ،وكان رده أنا طموح الحوزي أعمل أستاذا، وأضاف لقد وضعت بعض القطع لدى لجنة الكلمات بالإذاعة،قلت له، هل لديك كلام عن الأم ،وحكيت له مادار بيني وبين السيدة السالف ذكرها. فكان رده إنها توجد لدى اللجنة.
سرد علي مقدمتها.
« أقوى من الحب ما بي…أماه يازهرة دربي يامعبدي»….قلت له كفى ياسلام وعبرت عن إعجابي بها .اطلعت عليها وبقيت عندي سنة كاملة ،ألحنها لأسجلها بعد ذلك .
أدائي لها أذهل صاحبها، وقال لي بالحرف ،لا أحد يستطيع أن يعطي للقطعة مثل هذا اللحن ،انتهى كلامه.
قطعة ارتبط بهاالغرباوي وجدانيا وعاطفيا وعشقا وتعد توأم روحه ،وكان يرددها دوما عندما يكون في وحدته ،يستحضر عبرها الأم وحنانها ويلمس حرمانه من هذا الحنان.
خلال الأداء، كان الغرباوي يرفع صوته عاليا كلما ردد أماه .ومقدمة الأغنية كان يعود إليها كلما انتهى من مقطع من مقاطع الأغنية. كلماتها ولحنها صادقان ومتفاعلان وكانت في قمة الرقي.
وإذا كان قد اشتهر بقطعة ملهمتي التي ذاع صيتها ،فإن أماه لا تقل أهمية عنها ،وهناك من يصنفهما في نفس الرتبة.
وتبقى أغنية أماه ذات خصوصية ومكانة خاصة في نفس الغرباوي تبادل معها العشق والمحبة.
تقول القطعة.
أقوى من الحب مابي.
أماه يازهرة دربي
يامعبدي يا رجائي
أرعاك ما بين جنبي.
دنياك لا زيف فيها
والروح بصفو سترك
آنستيني عبرعمري ألهمتني
طهر قلبي
أقوى من الحب مابي ..أماه..يازهرة دربي يا معبدي
يارجائي أرعاك ما بين جنبي.
من لي إذا الشوك أدمى
خطوي سواك وربي.
أقوى من الحب……»
هذه القطعة أداها سنة1965.
كان لي آخر لقاء به يوم 30 شتنبر 2008 عندما زرته بالمستشفى بالرباط.
رحل إلى دار الخلود يوم السبت 10يناير 2009 .ليوارى جثمانه الثرى بمقبرة الشهداء في اليوم الموالي..وكنت حاضرا إلى جانب حضور مكثف من العائلة والأصدقاء والفنانين من بينهم صديق دربه المطرب عبدالواحد التطواني، فتح الله المغاري، العربي الكوكبي، بنعمر الزياني ….رحم الله السي أحمد.