صدر مع مطلع شتنبر الحالي 2020م عمل روائي هو الأول للكاتب والصَّحفي محمد بوهلال، هو باكورة أعمال قيدوم الصحفيين المغاربة بفاس والكاتب الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية بها، وعضو اللجنة الجهوية للمجلس الوطني لحقوق الإنسان.
الكتاب-الرواية سيرة ذاتية للمؤلف يختزل فيها الكثير من المسافات التي تطول حينا وتقصر في أخرى، في سياق أزمنة وأمكنة كثيرة ومتنوعة على شكل مرايا مقعّـرة أو عاكسة، تختزل الكثير من الحالات الإنسانية المنفلتة من عقالها، جمع فيها المؤلف بين:الطيش والاتزان، الكره والحب، الجنس، الصحافة والعمل النقابي والسياسي.
في هذا العمل، سنعيش مع الكاتب محمد بوهلال عدة حَـيَوَات في حياة واحدة، تجربة غنية طبعت مسار الشاب “عزيز” الذي اختاره الكاتب أن يكون ساردا ومسرودا له، سيرة ذاتية يمكن للمتلقي أو القارئ أن ينتقل فيها من الخاص إلى العام، وأن يوظف المشترك مع الكاتب متى شاء له ذلك.
في مقدمة الرواية نجد تقديما للناقد إدريس الواغيش، يقول فيها:” بصم المؤلف في الرواية على طابعه الخاص في الكتابة، لأنه متمرس عليها منذ سنوات سواء بصفته مراسلا لجريدة الاتحاد الاشتراكي”الوطنية أومديرا لجريدة “صدى فاس” الجهوية، أبان فيها عن أسلوبه السهل المُمتنع وغير المُتعالي، النصّي الصّريح، أسلوب في متناول جميع القراء على اختلاف مستوياتهم، لأنه لا يحمِّله فلسفة يريد من خلالها إرباك القارئ، مُتميّز من حيث كونه يحمل صورًا مُدهشة ورائعة ووقائع أخرى تناقضها تماما، لكن من دون مُخاتلة، يرويها لنا عن طريق سارده عزيز، بصفته شخصية وساردا في الوقت نفسه، كتبها المؤلف بكل صدق وشفافية ودون تزييف ولامغالاة في الحكي، لم يرُم مطلقا إلى المناورة وخداع المتلقي. تضطلع شخصية عزيز في هذا الرواية بوظيفتين رئيستين، تسيران في خطين متوازيين: وظيفة الكتابة ووظيفة السرد”.
عن الرواية يقول الناقد محمد السعيدي: “البنية الفنية لرواية “في الضفة الأخرى” تنحو منحى كرونولوجيا تصاعديا، وظف خلاله الكاتب تقنيات سردية توظيفا جماليا غاية في الدقة والإبداع، ذلك أن آلية من آلياتflash-back الاسترجاع الفني توحي باستمالة الحكي استمالة زمانية مكانية”.
نص تنتظم عبره حركات أفعال الشخصيات زمانيا ومكانيا في صراع يتمثل غاية التمثل بين الطبقتين الوسطى والبورجوازية، وبين الأوفياء للقيم والمتخاذلين وبين المتنكرين للأواصر العائلية والمتمسكين بفضائلها . إنها الأحداث عبر الضفة الأخرى ، تترى الواحدة بعد الأخرى متسارعة متنامية ، متسلسلة… يولد الصراع داخليا على عتبة الحبكة بين عزيز والمدير المرتشي ويتعقد في الدار البيضاء بين والدته والمدير العام للجمارك ، وصولا إلى ذروة الأزمة عبر موقف والدة حبيبته الذي ساهم في تعجيل معالم الانفراج الفكري لعزيز المعتمل عمق قناعته الأيديولوجية ، ليختار التموقع في الضفة الأخرى تموقعا لا رجعة فيه .
الرواية السيرة الذاتية”في الضفة الأخرى” صدرت عن مطبعة وراقة بلال بفاس، يقع العمل الروائي في 190 صفحة من الحجم المتوسط، زيّن لوحة غلافها الفنان التشكيلي المغربي حسن جميل، ويضم فهرسها حوالي ثلاثين عنوانا فرعيا.
«في الضّفة الأخرَى» لمحمد بوهلال قيدوم الصحفيين بفاس يُصدر باكورَة أعماله الأدبية
الكاتب : إدريس الواغيش
بتاريخ : 15/09/2020