في المؤتمر الإقليمي للفيدرالية الديمقراطية للشغل بفاس .. يوسف إيذي: نطالب بقانون للنقابات لتخليق المشهد النقابي ودمقرطته

جواد شفيق: التفاوض هو الطريق الوحيد لحل القضية الفلسطينية

العربي طهار: لوبي الفساد النقابي بالمدينة أدى إلى إفلاس العديد من المعامل

 

موقف الاتحاد الاشتراكي من القضية الفلسطينية هو موقف مبدئي، لكن البعض يحاول تشويه الحزب وقيادته. وكفيدرالية، كيف يصدق العقل أن قيادة الاتحاد الاشتراكي لها موقف سلبي من هذه القضية؟ هذا ما يسمى بالسباحة في الماء العكر. نحن قدمنا الدماء، فقد حمل قادة الاتحاد الاشتراكي السلاح إلى جانب الفلسطينيين

انعقد، صباح أول أمس الأحد بمدينة فاس، المؤتمر الإقليمي للفيدرالية الديمقراطية للشغل، تحت شعار: «تنظيم متجدد ونضال مستمر خدمة لقضايا الشغيلة»، بحضور العديد من القطاعات المنضوية تحت لواء الفيدرالية من قطاعيين عام وخاص، وقد ترأسه حميدة النحاس إلى جانب مكتب الاتحاد المحلي، وجواد شفيق، عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي، ويوسف إيذي، الكاتب العام للفيدرالية الديمقراطية للشغل، وعرف حضورا كبيرا امتلأت به قاعة الندوات بمقر جماعة فاس.
في تدخله قال يوسف إيذي، الكاتب العام للفيدرالية الديمقراطية للشغل إن «علاقة الفيدرالية الديمقراطية للشغل بحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية هي علاقة تحالف استراتيجي مبني على أسس موضوعية، ولسنا الوحيدين في العالم، لقد حضرت مؤتمرا نقابيا بإسبانيا اعتبر خلاله بيدرو سانشير بوصفه رئيس الحكومة وقائد الحزب الاشتراكي الاسباني أن لا مجال لأوروبا للتصدي للمد اليميني إلا من خلال تحالف الأحزاب الاشتراكية مع الحركة النقابية الأصيلة».
وأضاف أن «المد اليميني المتطرف ممتد اليوم من تل أبيب إلى أمريكا، إنه حراك عالمي، ولن يقف هذا الزحف إلا بتحالف القوى الحقيقية للمجتمع من خلال الأحزاب التقدمية ذات التوجه الاشتراكي الديمقراطي ومن خلال نقابات مسؤولة قوية وفاعلة في الميدان».
مردفا أنه لقطع التغول ببلادنا، لابد للطبقة الوسطى من المشاركة في العملية السياسية، لأن الغالبية العظمى لا تشارك في الانتخابات ولا تصوت». وسجل على أننا نترك الباب مفتوحا «للفراقشية» و «البزناسة» يبيعون ويشترون في صناديق الانتخابات، لأنهم لا يستطيعون شراء ضمائر الطبقة الوسطى، التي يجب أن نحفزها على المشاركة السياسية.
وقال يوسف إيذي: «في الوقت الحالي هناك إفساد للمشهد النقابي، لكن الفيدرالية الديمقراطية للشغل لديها قطاعات قوية تتطلب منا مجهودا من أجل تحصينها، وهدفنا من هذه المؤتمرات هو تجديد الدماء والوقوف لمساءلة ذواتنا، مؤتمراتنا هي محطات ولحظات للتجديد والتشبيب وإنصاف الطاقات المظلومة، إذ لا يمكن أن نستمر بنفس العقليات».
وأضاف المتحدث قائلا إنه دائما ما يواجه بسؤال: «هل سنفوز بالتمثيلية؟ وأعتبر ذلك نوعا من الإحباط، وأجيب من سألني أننا سنفوز بالتمثيلية، وستعم روح النضال والتضامن المستمر والفعل الحقيقي والميداني والجدي والمسؤول بيننا كقطاعات، ونستطيع كلحمة قوية أن نبني شبكة من العلاقات التي ستساعدنا غدا، ببناء علاقة سلسة وناجعة».
واعتبر المتحدث أن دور مكتب الاتحاد المحلي الإقليمي ليس القطاع العمومي، بل دوره الأساسي هو القطاع الخاص ومرافقة العمال ومواجهة هجرة رؤوس الأموال والمشاريع من مدينة فاس نحو اتجاهات أخرى، لأن ذلك كان في مرحلة من المراحل من معضلات فساد القيادات النقابية وبيع مصلحة العمال البسطاء مما أدى إلى إغلاق العديد من المعامل وتسريح العمال، وقطاع النسيج بفاس أكبر مثال.
وسجل يوسف إيذي أن الفيدرالية الديمقراطية للشغل تطالب دائما بقانون النقابات، لتخليق المشهد النقابي ودمقرطته، مبرزا أن هناك من اغتنى بالعمل النقابي.
ولم يغفل يوسف إيذي الحديث عن تعاظم دعم الحكم الذاتي الموسع في الأقاليم الجنوبية وإقرار مجموعة من الدول لمغربية الصحراء والحسم النهائي لهذا الملف بفضل الرؤية الملكية والإجماع الوطني لمكونات الأمة والشعب المغربي.
وفي الأخير ختم يوسف إيذي، بالتنديد بما يتعرض له الشعب الفلسطيني من مجازر، وتأكيد الفيدرالية الديمقراطية للشغل على أن ما يجري في فلسطين هو جريمة متكاملة الأركان.
من جهته قال جواد شفيق، عضو المكتب السياسي، « نحن في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية نعتبر أن الفيدرالية الديمقراطية للشغل حليف ووليد موضوعي وليس قسريا، بالعمل والجد الذي يوازي بين حجمه وقدراته على الفعل، والذي يمد يديه لكل الحلفاء المحتملين من أجل خدمة الطبقة العاملة دون تخندق أو ابتزاز أو ضغط أو تلاعبات سياسوية لدعم هذا الطرف أو ذاك. الفيدرالية الديمقراطية للشغل هي نموذج يحتذى به في العمل النقابي الجاد والمسؤول.» وعن الديمقراطية التي شهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية، قال المتحدث إنه كان لا بد لنجاح الانتقال الديمقراطي مطلبين أساسيين، حركة اشتراكية ديمقراطية على المستوى السياسي وقوى اجتماعية مناضلة ديمقراطية في الميدان، وهذا ما نجده في حليفنا حزب القوات الشعبية داخل الفيدرالية الديمقراطية للشغل، مضيفا أنه « عندما نطرح التحالف ودعم الفيدرالية، لا يتعلق الأمر بالمطالب الخبزية المتعلقة بقضايا الحريات والأسعار والأجور، بل إننا نطالب بالديمقراطية، لأنه لا يمكن لهذه الأخيرة أن تتحقق في بعدها الاجتماعي إلا إذا مارسها كل المغاربة. قطعنا في المغرب أشواطا كثيرة في المجال السياسي والدستوري والمؤسساتي، لكن في المجال الاجتماعي والاقتصادي لابد من الديمقراطية، يجب إنتاج الثروة وإعادة توزيعها، هناك هوة فادحة بين الأجور، فالوضع الاجتماعي للمغاربة يظهر أن فئة كبيرة تعيش على عتبة الفقر، وهذا ما لا نرضاه لنا كمغاربة ولوطننا».
مردفا أن «موقف الاتحاد الاشتراكي من القضية الفلسطينية هو موقف مبدئي، لكن البعض يحاول تشويه الحزب وقيادته. وكفيدرالية، كيف يصدق العقل أن قيادة الاتحاد الاشتراكي لها موقف سلبي من هذه القضية؟ هذا ما يسمى بالسباحة في الماء العكر. نحن قدمنا الدماء، فقد حمل قادة الاتحاد الاشتراكي السلاح إلى جانب الفلسطينيين في سنوات 1967 و1973. التفاوض هو الطريق لحل القضية الفلسطينية، أما لغة السلاح، فنحن أضعف من أن نواجه القوى العظمى. الحرب هي امتداد للسياسة، وعندما تقف السياسة تبدأ الحرب. وإن كنا مع المقاومة ومع الشعب الفلسطيني في دفاعه عن أرضه وحقوقه، فإننا بشجاعة وعقلانية نقول للمنتظم الدولي: كفى من الكيل بمكيالين، والمفاوضات من أجل حق الشعب الفلسطيني ببناء دولته المستقلة هي من قضايانا المبدئية، وسنظل مع الشعب الفلسطيني، ونعبر عن المواقف المعبر عنها مؤخرا في ما يتعلق بوحدتنا الترابية، وفي هذا الصدد نحيي أصدقاءنا الإسبان، والفرنسيين والألمان، كما نحيي الموقف المعبر عنه أخيرا من طرف وزارة الخارجية الأمريكية، والذي يؤكد، مرة أخرى، أن لا حل لقضية الصحراء المغربية إلا تحت السيادة المغربية في إطار الحكم الذاتي».
وأضاف المتحدث في ذات التدخل أن «المؤتمر الإقليمي ينعقد على أبواب فاتح ماي، اليوم العالمي للطبقة العاملة، ونقول عيد بأي حال عدت يا عيد؟ للأسف الشديد فاتح ماي لهذه السنة لن يكون فيه أي جديد، غلاء الأسعار وغلاء المعيشة، استمرار التغول، استمرار بعض الإصلاحات التي يطلق عليها إصلاحات وهي في الحقيقة الأمر تخريبات للوضع الاجتماعي: قانون الإضراب، قانون التقاعد، حوار قطاعي متوقف، هذه القضايا كلها، تؤكد شيئا مركزيا واحدا هو أن الحكومة التي نحن بصددها اليوم ، تسيء وأساءت وحرفت لمفهوم ترفعه وهو الدولة الاجتماعية، ولكن هي في حقيقة الأمر ذاهبة بنا إلى الليبرالية، ولهذا ندعو جميع الطبقة العاملة من موظفين ومأجورين ومستخدمين وشباب ونساء ومتقاعدين إلى أن نتوحد، لأن استمرار التغول في الاستحقاقات المقبلة يعني استمرار استهداف الطبقة العاملة المغربية».
واسترسل جواد شفيق، عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، قائلا: «حلفاؤكم في الحزب متيقنون من أن الفيدرالية الديمقراطية للشغل ستنجح في عرسها ويومها النضالي..سعيد جدا بأن أكلف من طرف الأستاذ إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد لاشتراكي للقوات الشعبية، وقيادة الحزب لأخذ الكلمة لبسط بعض الآراء التي نود مشاركتها معكم، وأن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية كحركة اشتراكية ديمقراطية كان دائما وسيظل حليفا داعما مساندا مدافعا عن الطبقة العاملة المغربية في كل قضاياها وفي كل إشكالاتها وفي كل ما تنتظره وما قامت به من معارك عبر التاريخ. لا حاجة أن نجدد التأكيد أن يوسف إيذي، الكاتب العام للفيدرالية الديمقراطية للشغل، هو مناضل تربى بمدينة فاس، فنعم الرجل هو، ونعم المسؤول، وما يجب أن نفتخر به هو أن هذه الثمرة من الشبيبة والقطاع الطلابي والاتحاد الاشتراكي، وبما راكمه من تجربة ومن التزام، يقود المركزية النقابية كأصغر قائد نقابي في المغرب ويتحمل مسؤولية رئيس الفريق داخل مجلس المستشارين ككفاءة وباقتدار، وهذه من الأشياء التي تحفز الأجيال الشابة وتدفعهم إلى الإيمان أن نضالهم لن يذهب سدى للوصول إلى أعلى مستوى في المسؤولية سواء الحزبية أو النقابية أو المؤسساتية .
ويجب على الشباب والأجيال الجديدة التي تشتغل في العمل النقابي والسياسي أن تؤمن أن الشرعية تكتسب بالعمل والتضحية.
وفي كلمة العربي طهار، باسم الاتحاد المحلي للفيدرالية الديمقراطية بفاس، أكد أن المدينة تم هجرها من طرف المستثمرين إلى مدن أخرى وأصبحت أحلام الشباب تتآكل فيها بين أزمة خانقة وركود اقتصادي وانعدام فرص الشغل، بتحالف لوبي الفساد النقابي على إفلاس العديد من المعامل .


الكاتب : فاس: مصطفى الإدريسي

  

بتاريخ : 15/04/2025