في المؤتمر الجهوي الثاني للنقابة الوطنية للتعليم (فدش) بجهة مراكش آسفي: تصفية كل الملفات العالقة هو السبيل الأمثل لنزع فتيل الاحتقان في القطاع

اختتمت النقابة الوطنية للتعليم (فدش) صبيحة الأحد 27 فبراير 2022 الشطر الأول من مؤتمرها الجهوي الثاني الذي احتضنته دار المدرس بمراكش تحت شعار « نضال جهوي مستمر دفاعا عن القضايا العادلة للشغيلة التعليمية». وعرف المؤتمر المصادقة على التقارير والأوراق التنظيمية، كما توج بانتخاب أعضاء المجلس الجهوي الذين يبلغ عددهم 54 عضوا ممثلين لمختلف الأقاليم بالجهة.
وتميزت أشغال الافتتاح التي جرت وقائعها مساء السبت 26 فبراير بالكلمة التي ألقاها الكاتب الجهوي سعيد العطشان مستحضرا المحطات النضالية المشرقة للنقابة الوطنية للتعليم العضو في الفيدرالية الديمقراطية للشغل من أجل الحقوق العادلة للشغيلة التعليمية وحاضرها المستمر في النضال من أجل نفس المبادئ التي تأسست عليها، وهي الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية، بأفق واعد مليء بالآمال والأفكار البناءة والمقترحات العملية من أجل فعل نقابي نبيل قادر على إعادة الوهج والتألق للمدرسة العمومية.
وفي نفس السياق قال سعيد العطشان» إن مرورنا قبل حوالي أسبوع بذكرى عزيزة ألا وهي ذكرى تأسيس النقابة الوطنية للتعليم، ذكرى الخروج من شرنقة البيروقراطية النقابية، يجعلنا نقف بعض اللحظات من أجل استحضار ما حققته منظمتنا النقابية المناضلة من إنجازات لفائدة الشغيلة التعليمية، وما حققته من تراكم نضالي، وما قدمته من اقتراحات للنهوض بالمنظومة التربوية والدفاع عن المدرسة العمومية، وأن نستحضر أيضا ذلك الكم الهائل من التضحيات الجسام لمناضلاتها ومناضليها في سبيل تحقيق هذه الإنجازات، ويكفي أن نستحضر عدد المطرودين وعدد المعتقلين وعدد المفقودين طيلة نصف قرن من النضال من أجل الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية ومن أجل الحقوق والعدالة…».
وأكد سعيد العطشان في كلمته أن المؤتمر الثاني يعد محطة لتقييم التجربة التنظيمية بنجاحاتها وإخفاقاتها، والبحث عن الحلول حتى تبقى النقابة ذاك البيت الكبير الحاضن لكل الباحثات والباحثين عن العمل النقابي النبيل الجاد والمسؤول، معتبرا أن المؤتمر يشكل أيضا محطة لتقييم ما تراكم من تجارب في التدبير الجهوي لقطاع التعليم بالجهة من أجل إبداء الملاحظات واقتراح الحلول، وتثمين المبادرات الجادة والمسؤولة.
وقال أيضا «إن حجم التحديات والمطالب المتراكمة على طاولة الحكومة، والحقوق المهدورة للشغيلة، وحجم التراجعات، واستهداف جيوب المغاربة من خلال الاقتطاعات المجحفة من أجور المضربات والمضربين بدون سند قانون، واستمرار الزيادات العشوائية والصاروخية في أسعار المواد الأساسية في غياب تام لأي تصور أو خطة من الحكومة لحماية المغاربة من استهدافها لجيوبهم أولا، وثانيا من جشع رأس المال. كل هذه التحديات تجعلنا أمام مسؤولية تاريخية لحشد الهمم والتعبئة من أجل مزيد من النضال ومزيد من الوحدة والصمود حتى نتمكن من استعادة المبادرة والعمل يدا بيد من أجل استرجاع الحقوق المهدورة للشغيلة التعليمية.»
وأوضح العطشان أن النقابة الوطنية للتعليم العضو في الفيدرالية الديمقراطية للشغل واعية تمام الوعي بحجم الإكراهات التي خلفتها الجائحة على الاقتصاد الوطني، لكنها مقتنعة بحجم التضحيات التي قدمتها الشغيلة من أجل الحفاظ على الاستمرارية البيداغوجية من أجل حماية أبناء الوطن، ومنحهم حقهم في التعليم، مثلما هي مقتنعة بما قدمته الشغيلة من أجل ذلك من تضحيات مادية وصحية واجتماعية، مشددا على أن نساء ورجال التعليم يستحقون التكريم والتنويه، بمنحهم حقوقهم كاملة غير منقوصة وإعادة الاعتبار لهم، وحمايتهم والرفع من شأنهم.
وأشار إلى أن تصفية كل الملفات العالقة الموضوعة على طاولة وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، وتنفيذ ما تم الاتفاق بشأنه، وإدماج الأساتذة المفروض عليهم التعاقد في أسلاك الوظيفة العمومية، وإخراج نظام أساسي عادل موحد ومحفز يضمن لكافة نساء ورجال التعليم حقوقهم كاملة غير منقوصة بدون قيد أو شرط، هو السبيل الأمثل لنزع فتيل الاحتقان في القطاع والعمل يدا بيد من أجل استعادة المبادرة، وحماية المدرسة العمومية والرقي بنظام التعليم والسير قدما نحو إنجاح النموذج التنموي الجديد.
وفي كلمة مقتضبة باسم المكتب الوطني للنقابة الوطنية للتعليم (فدش) عبر حسن حمدان عن دعم القيادة النقابية للمؤتمر الجهوي الثاني مؤكدا أنه سيكون مجسدا للشعار الذي رفعه، معتبرا أن هذه المحطة تشكل استمرارا للمشعل النضالي الذي حملته المنظمة النقابية طيلة 56 سنة منذ تأسيسها بنفس نضالي متواصل، وهي استمرارية بنتها أجيال متعاقبة من المناضلين بمختلف الجهات والأقاليم.
وأثنى حسن حمدان، عضو المكتب الوطني للنقابة، على مستوى النقاش في هذه الاستحقاق التنظيمي مؤكدا أنه غني ومعمِق للرؤى ومفعل لمزيد من العطاء في أفق المستقبل دفاعا عن الحقوق العادلة للشغيلة التعليمية.
وعرفت الجلسة الافتتاحية التي سيرها بأناقة سفيان المديلي، إلقاء كلمات باسم الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مراكش آسفي وكذا باسم المنظمات النقابية الصديقة الحاضرة في الافتتاح.
ومن أهم اللحظات المؤثرة في حفل الافتتاح تكريم المناضل النقابي محمد آيت واكروش الذي تحمل عدة مسؤوليات في النقابة الوطنية للتعليم (فدش) منها عضو بالمكتب الوطني وكاتب جهوي بجهة مراكش آسفي وعضو المجلس الوطني للفيدرالية الديمقراطية للشغل. وفي كلمة مؤثرة استحضر المكرم المناضلات والمناضلين الذين تقاسم معهم درب النضال لعقود من الزمن، مؤكدا أنه سيمضي كما اعتاد في حياته نحو أفق مشترك وأهداف مشتركة من أجل المساهمة في بناء وطن ينعم فيه الجميع بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.
وأكد آيت واكروش أن درب النضال الذي جمعه بشريفات وشرفاء نساء ورجال التعليم هو أكبر وشاح للفخر والاعتزاز سيظل موضوعا فوق صدره طوال حياته.
وقرر المؤتمر عقد المجلس الجهوي في غضون أسبوعين لانتخاب الكاتب الجهوي والمكتب الجهوي.
يذكر أن الجلسة الافتتاحية للمؤتمر عرفت حضور وفود لهيئات سياسية ونقابية وحقوقية يتقدمها وفد عن الكتابة الإقليمية لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بمراكش.


الكاتب : مكتب مراكش: عبد الصمد الكباص

  

بتاريخ : 01/03/2022