نوفل البعمري: الدور الترافعي للإعلام يلعب دورا دبلوماسيا ينضاف للأدوار الدبلوماسية الأخرى الداعمة للرؤية المغربية
اعتبر عبد الكبير اخشيشن رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية،» أن التوثيق المتعلق بقضية الصحراء المغربية و الذي يشمل الحقائق التاريخية و القانونية التي تدعم موقف المغرب هو الكنز الذي يجب إعادة طرحه من جديد و بمعالجة تكون أكثر تأثيرا و فعالية ،مع تسويق المنجزات المحققة في هذا المجال بطرق أخرى «.
و أشار اخشيشن الذي كان يتحدث في الملتقى الأول حول الإعلام ودوره في الترافع عن القضايا الوطنية الذي احتضنته قاعة الندوات بالمركب محمد السادس للثقافة و الفنون بشفشاون .»أن الإعلام أحد الأدوات الفعالة لإبراز هاته المنجزات المغربية حول القضية الوطنية.و تأطير الرأي العام و نشر الوعي لهاته القضية مع التصدي للأطروحات المغلوطة التي تحاول المساس بوحدة المغرب .لأن دور الصحفي يضيف اخشيشن.» هو مؤازرة القضايا العادلة،و التصدي للشائعات التي تحاول المساس بمغربية الصحراء ،حيث لا يمكن للصحفي أن يظل محايدا ،سيما و أنه لا يوجد ما يسمح لنا بالتشكيك،و أن هناك شبه إجماع حول قضية الوحدة الترابية ،و بالتالي فعلاقة هذه القضية بالصحفي هو ما يحس به الجمهور و الشعب» .
و أوضح رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية «أن الخطاب الإعلامي عرف تطورا كبيرا مع ظهور الصحافة الإلكترونية وبروز مواقع التواصل الإجتماعي كمنصات مؤثرة لنقل الخبر و المعلومة .حيث تحولت هاته الوسائط إلى فضاءات جديدة للدفاع عن القضية الوطنية و التعريف بقوة المقترح المغربي و مصداقيته ،و بالتالي تفرض ضرورة إيجاد طريقة واضحة للتعامل مع وسائل الإعلام و المراكز المتعددة في ما يخص الوحدة الترابية ،مع توحيد ما وصفه» بالسردية» و العمل على تقويتها بما يخدم القضية الوطنية» .
و تساءل المتحدث ذاته في هذا السياق «ما هي أوليات اليوم للإعلام في ما يتعلق القضية الوطنية؟مسجلا أن الوضع يتسم بكثير من المكاسب و المنجزات و على رأسها اعتراف دول كبيرة بالاتحاد الأوربي بالمقترح المغربي ناهيك عن مناصرة و دعم أمريكي لهذا الطرح ،بالإضافة إلى العديد من الدول الإفريقية التي سارت على نفس النهج و هي الآن على خطوة قريبة على طرد هذا الكيان الوهمي من الاتحاد الإفريقي .كل هاته المعطيات تبرز أن هناك العديد من التطورات السياسية و الدبلوماسية المرتبطة بقضية الصحراء المغربية . تتطلب إنتاج خطاب إعلامي متناسق لتقوية الجبهة الداخلية و القادر على مواجهة و إقناع الأخر» .
و أشاد اخشيشن بالمحور الذي اختارته الجهة المنظمة للقاء و قال في هذا الصدد «الجبال( في إشارة لمدينة شفساون ) تعانق الصحراء و تؤكد هذا التلاحم الداخلي بين أفراد الشعب المغربي و ترفع من مستوى الخطاب و تقويته لتسويقه على مستوى الخارج «.
الأستاذ الباحث في ملف الصحراء نوفل البعمري أشار في مداخلته على هامش افتتاح الملتقى الأول حول الإعلام و القضايا الوطنية « إلى التحولات التي شهدها ملف الصحراء بدءا من تزايد حجم الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء و الدعم الدولي لمبادرة الحكم الذاتي ، و افتتاح القنصليات بالأقاليم الجنوبية و الإعلان من طرف المغرب عن مشاريع اقتصادية كبرى في المنظمة منها المبادرة الأطلسية التي انضمت اليها مؤخرًا موريتانيا…و غيرها من التحولات التي جعلت المغرب يعتبر الملف انتقل من وضع التدبير إلى التغيير، هذه التحولات يقابلها كذلك تحول في الإعلام من خلال تزايد حجم الطلب على الإعلام الإلكتروني، و الرقمي و وتعدد وسائل النشر و التواصل التي أصبحت تقوم بدور إعلامي في نشر المعلومة…
كل هذه التحولات تفرض على الإعلام أن يُطور من أسلوبه و طريقة تعاطيه مع التطورات التي تشهدها القضية الوطنية، خاصة على مستوى الدور الترافعي الذي أصبح الإعلام في مقدمته و ضرورة أساسية في المهام الترافعية التي يمكن القيام بها».
و عن مهمة الترافع الإعلامية تفرض مواجهة بعض التحديات، أشار الأستاذ نوفل إلى أن هاته التحديات تتلخص في تحدي التمكن من اللغة المرتبطة بملف الصحراء سواء القانونية أو السياسية حتى يتم تناول الموضوع بلغة تساهم في القيام بالدور الترافعي…و كذا تحدي التخصص المرتبط بتطورات الملف .
و للقيام بمهمة الترافع الفعال يجب ان يكون لنا صحفيون و صحافة متخصصة في القضايا الوطنية، مما يفرض على المقاولات الصحفية و الإعلامية و النقابة الوطنية للصحافة القيام بمهمة التكوين…بالإضافة إلى تحدي المواكبة حيث اعتبر المتحدث نفسه أن ملف الصحراء على عكس الماضي الذي كان يشهد تغيرات مرتبطة بأجندات محددة، اليوم نشهد تطورات متسارعة و مستجدات سريعة تقريبا بشكل دوري و أسبوعي يكون هناك حدث مرتبط بالقضية الوطنية يفرض على الإعلام أن يكون مواكبا لها للمساهمة في الترافع …
و أوضح نوفل البعمري».أن الإعلام الجهوي أصبح له دوره و قد برز في مختلف الأحداث الأخيرة منها ما حدث في الفنيدق و التي اثارت قضايا كان يتم استغلالها لمهاجمة المغرب، و لكون المنطقة حدودية و قربها من أوروبا و إسبانيا و باستحضار الأزمات السابقة حيث كانت المنطقة يُسلط عليها الضوء و أُثيرت ملفات استعملت ضد المغرب سابقا…هذا يفرض على الإعلام الجهوي أن يكون في قلب الدور الترافعي نظرا لطبيعة المنطقة و للقضايا التي تُثار و يكون بها تأثير على القضايا و الملفات الوطنية».
و أكد الأستاذ البعمري في ختام عرضه على الدور الترافعي للإعلام و الذي يلعب دورا دبلوماسيا ينضاف للأدوار الدبلوماسية الأخرى الداعمة للرؤية المغربية».