في الموقع الرسمي لبطولة ألعاب البحر الأبيض المتوسط، المقررة منتصف سنة 2022 بمدينة وهران

 الجزائر تواصل عداءها للثوابت المغربية وترتمي في أحضان التطبيع

بتنشر خريطة إسرائيل بألوان علمها

 

في الوقت الذي يدعي النظام الجزائري الدفاع عن قيم العروبة والقومية العربية، واعتبار القضية الفلسطينية أولوية، منددا بالتطبيع، الذي يعتبره خيانة للأمة العربية، خرج الموقع الرسمي لبطولة ألعاب البحر الأبيض المتوسط، المقررة منتصف سنة 2022 بمدينة وهران (oran2022.dz)، في ورقة تقديمية حول هذه المسابقة المتوسطية وتاريخ نشأنها، وكذا تطورها، من خلال استعراض الدورات التي تلت أول نسخة احتضنها الإسكندرية المصرية عام 1951، بمبادرة من أستاذ العلوم السياسية المصري، محمد طاهر باشا، وقدم البلدان المتوسطية التي ستكون حاضرة في دورة وهران، وفي مقدمتها دولة إسرائيل، وتغييب كلي لدولة فلسطين، كما قدم خريطة المغرب دون صحرائه، مكرسا بذلك العداء الكبير الذي يكنه هذا البلد الجار- مع الأسف- لكل ما هو مغربي.
أليس عرض علم دولة إسرائيل بدل العلم الفلسطيني تطبيعا مع النظام الإسرائيلي، الذي أرغدت حكومة الجنرالات وأزبدت ضد زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي للمغرب بسببه؟ ألم تنوه هذه الحكومة برفض لاعب الجيدو الجزائري فتحي نورين مواجهة لاعب إسرائيلي بأولمبياد طوكيو، وتعتبره بطلا وطنيا؟
لقد تعمد الساهرون على هذه البطولة عرض خريطة المغرب مبتورة، متطاولين على الوحدة الترابية، في الوقت الذي ألغوا فيه فلسطين من الوجود، مكرسين عداء منقطع النظير لكل ما هو مغربي، ما يعكس عقدتهم الكبيرة اتجاه المغرب، ولعل أكبر دليل على ذلك هو تهليلهم بانتصار المنتخب الجزائري على المنتخب الوطني المحلي، يوم السبت، في ربع نهائي كأس العرب بالضربات الترجيحية، بعدما انتهى الوقتان الأصلي والإضافي بالتعادل (1 – 1) و (2 – 2)، وتقاطرت عليه رسائل التهنئة والإشادة من متخلف الأجهزة الجزائرية، وكانه توج بكأس العالم، وقبلها ارتفعت أصوات التهليل بفوز المنتخب الجزائري لكرة اليد على نظيره المغربي في كأس إفريقيا، ووجه له الرئيس الجزائري تهنئة خاصة.
والأكثر غرابة أن منتخب الجزائر لكرة اليد اعتذر قبل أيام معدودة عن المشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا لكرة اليد المقررة مطلع السنة المقبلة، لا لسبب سوى أن هذه التظاهرة ستجري بمدينتي كلميم والعيون.
إن هذه قمة التخبط والارتجال، ومحاولة بئيسة لتصريف مشاكل الشعب وهمومه وأحزانه بافتعال أزمات ومشاكل هامشية مع بلد جار، كان إلى عهد قريب سندا وعونا في كفاح الاستقلال.


الكاتب : إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 15/12/2021