في اليوم الأول لوقف إطلاق النار في غزة: الإفراج عن ثلاث رهينات وتسعين معتقلا فلسطينيا

منظمة الصحة العالمية تؤكد أن إعادة بناء النظام الصحي في القطاع «ستكون مهمة معقدة وصعبة»
برنامج الأغذية العالمي يأمل توفير الطعام سريعا لمليون شخص

 

أفرجت إسرائيل عن 90 معتقلا فلسطينيا من سجونها ليلة الأحد الاثنين، بعد ساعات على إفراج حركة حماس عن ثلاث رهينات إسرائيليات كن محتجزات في قطاع غزة في اليوم الأول لبدء سريان وقف إطلاق النار بين الطرفين بعد أكثر من 15 شهرا من حرب مدمرة على قطاع غزة.
وأعلنت إسرائيل الإفراج عن 90 معتقلا فلسطينيا بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.وشوهدت حافلتان بزجاج قاتم تغادران سجن عوفر الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة بعيد الساعة الواحدة بالتوقيت المحلي.
وعشية دخول الرئيس الأميركي دونالد ترامب البيت الأبيض لولاية رئاسية جديدة، توقف إطلاق النار الساعة 9,15 بتوقيت غرينتش في قطاع غزة بعد حوالى ثلاث ساعات من الموعد المحدد بسبب تأخر حماس في تسليم قائمة بأسماء الرهينات الثلاث ورفض إسرائيل الالتزام بوقف النار قبل الحصول عليها.ولم يبلغ منذ ذلك الحين عن أي خرق.
وسلمت حركة حماس الرهينات الثلاث المحتجزات في قطاع غزة منذ يوم الهجوم، إلى الصليب الأحمر في ساحة السرايا في حي الرمال في مدينة غزة، وسط تجمهر حشد من السكان وعناصر كتائب عز الدين القسام بلباسهم العسكري وأسلحتهم.
وبدأ آلاف النازحين العودة إلى منازلهم حتى قبل بدء تطبيق وقف إطلاق النار. واكتظت الطرق في مدن القطاع المدمر بأعداد كبيرة من العائدين لا سيما في الشمال سيرا على الأقدام أو في عربات تجرها دواب، حاملين أمتعتهم وخيمهم، وفق ما أفاد مراسلون لفرانس برس. وكان بعضهم يرفع شارة النصر، بينما حمل آخرون العلم الفلسطيني.
وبين الموعد الأساسي لبدء تنفيذ الاتفاق الساعة الثامنة والنصف صباحا، وبدء العمل به، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي ضربات على شمال قطاع غزة أوقعت ثمانية قتلى، بحسب الدفاع المدني في غزة. وقالت حماس إن التأخير في تسليم القائمة بالرهينات الثلاث مرده ل”أسباب فنية ميدانية” واستمرار القصف.
وينص الاتفاق الذي تم بوساطة قطرية مصرية أميركية، على الإفراج في المرحلة الأولى منه الممتدة على ستة أسابيع، عن 33 رهينة محتجزين في قطاع غزة. وأعلنت السلطات الإسرائيلية أنها ستفرج عن قرابة 1900 فلسطيني في إطار المرحلة الأولى.
ويفترض أن تتيح المرحلة الثانية الإفراج عن بقية الرهائن، على ما أوضح الرئيس الأميركي جو بايدن لدى الإعلان عن الاتفاق. أما المرحلة الثالثة والأخيرة، فستكرس لإعادة بناء غزة وإعادة رفات الرهائن الذين قضوا خلال احتجازهم.
وبين الفلسطينيين ال1900 الذين ستفرج إسرائيل عنهم، أكثر من 230 سيتم إبعادهم عن الأراضي الفلسطينية، وفق ما ورد في اللائحة التي نشرتها إسرائيل الأحد، وهم يقضون في سجونها أحكاما بالسجن المؤبد.
وقال مصدران في حركة حماس شاركا في المفاوضات إن عدد الذين سيتم إبعادهم هو 236 سيبعدون إلى قطر أو تركيا حال الإفراج عنهم.
من جهة أخرى، دخلت أولى شاحنات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بعد دقائق على بدء وقف إطلاق النار، على ما أعلن مسؤول في الأمم المتحدة مكلف الأراضي الفلسطينية عبر منصة إكس.
وأفادت السلطات المصرية أنه “تم الاتفاق على نفاذ 600 شاحنة يوميا” إلى داخل غزة، بموحب الاتفاق، بينها “50 شاحنة وقود”.
وقال كارل سكاو، نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، لوكالة فرانس برس، “نحاول الوصول إلى مليون شخص في أقرب وقت ممكن”، في حين بدأت شاحنات الوكالة ومقر ها في روما دخول القطاع.
وأفاد مسؤول مصري بدخول 260 شاحنة مساعدات و16 صهريج وقود إلى غزة من معبري كرم أبو سالم بين إسرائيل وغزة ونيتسانا الحدودي بين مصر وإسرائيل الأحد.
وحذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبرييسوس من أن إعادة بناء النظام الصحي في قطاع غزة ستكون “مهمة معقدة وصعبة (..) نظرا إلى حجم الدمار والتعقيدات التشغيلية والقيود الموجودة”.
وأضاف أن منظمة الصحة العالمية “تدعو جميع الأطراف إلى احترام التزامها التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار ومواصلة العمل من أجل تحقيق سلام دائم”.
وقدرت منظمة الصحة العالمية مؤخرا أن ثمة حاجة إلى أكثر من 10 مليارات دولار لإعادة بناء النظام الصحي في القطاع الفلسطيني الذي تعرض لقصف إسرائيلي لا هوادة فيه منذ 7 أكتوبر 2023.
وذكرت منظمة الصحة العالمية أن فقط نصف مستشفيات غزة البالغ عددها 36 مستشفى ما زال يعمل جزئيا، مضيفة أن 38 في المائة فقط من مراكز الرعاية الصحية الأولية تعمل.
وقالت المنظمة إن ها ستنفذ مع شركائها خطة مدتها 60 يوما تركز على علاج الصدمات والرعاية الطارئة والخدمات الصحية الأولية وصحة الأطفال والأمراض غير المعدية والصحة والحقوق الجنسية والإنجابية وإعادة التأهيل والصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي.
ومن المقرر أيضا إرسال مستشفيات ميدانية في الأسابيع المقبلة.
من جهته، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أنه يسعى لتوفير الغذاء لأكبر عدد ممكن من سكان قطاع غزة بعد إعادة فتح المعابر.
وقال كارل سكاو نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي لوكالة فرانس برس “نحاول الوصول إلى مليون شخص في أقرب وقت ممكن”، في حين بدأت شاحنات الوكالة ومقر ها في روما دخول القطاع.
وأضاف “نقدم الدقيق ووجبات جاهزة وسنعمل على كل الجبهات لإعادة تموين المخابز” وتوفير مكملات غذائية للأطفال الأكثر تضررا من سوء التغذية.
وأوضح سكاو أن “الاتفاق ينص على دخول 600 شاحنة يوميا، وأعتقد أن الجزء الأول من هذه المساعدات سيكون إنسانيا. كل المعابر ستكون مفتوحة”.
وأضاف سكاو “لقد خططنا لإرسال 150 شاحنة يوميا خلال 20 يوما على الأقل، ويمكننا أن نقدم المزيد”.
وقال إن “إحدى أولوياتنا الرئيسية” هي توفير الخبز “لعشرات آلاف الأشخاص يوميا”. وأضاف أن برنامج الأغذية العالمي يريد أيضا “إشراك القطاع الخاص في أقرب وقت ممكن”.
وأكد البرنامج أنه خزن قرب قطاع غزة ما يكفي من الغذاء لإطعام أكثر من مليون شخص لمدة ثلاثة أشهر.


بتاريخ : 21/01/2025