اليملاحي : ضرورة خلق لجنة تعنى بجمع أرشيف الشبيبة الاتحادية والنضال الطلابي داخل الجامعة
الكنفاوي : أهمية الانفتاح على الطلبة والشباب من أجل تعزيز صفوف منظمة الشبيبة الاتحادية
الرمضاني : عمل القطاع الطلابي الاتحادي يجب أن يكون مؤطرا بالمنطق الحداثي ورفض كل صور العنف وأشكاله
نظم القطاع الطلابي الاتحادي بموقع القنيطرة، تحت إشراف المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية، وتنزيلا لمخرجات وتوصيات الملتقى الوطني الرابع للقطاع الطلابي المنعقد بالحوزية أيام 7\8\9\10،يوما دراسيا تحت عنوان: « التنظيم الطلابي الاتحادي وآفاق الاشتغال من داخل الجامعة». وفي كلمةالافتتاح للمكتب الوطني للشبيبة الاتحادية ، التي ألقتها سميحة لعصب أكدت فيها على أن القطاع الطلابي الاتحادي عازم على الترافع الفعلي على مطلب تعميم المنحة على كل الطلبة المغاربة من خلال إطلاق حملة توقيع عريضة ورفعها للمؤسسات المعنية بالأمر..من جهتها عبرت الكتابة الجهوية عن مساندتها التامة والدائمة لكل مبادرات الشبيبة الاتحادية والقطاع الطلابي بجهة الرباط سلا القنيطرة.
وفي هذا الصدد قال جمالالصباني : « إن حزب العدالة والتنمية الذي قاد الحكومة لولايتين يتحمل مسؤولية تدهور وضعية التعليم العالي في المغرب خلال السنوات الأخيرة، حيث تم تراجع في الجامعة المغربية بسبب تقليص عدد المناصب المالية المخصصة لأساتذة التعليم العالي إلى النصف «.
وأضاف الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم العالي،خلال يوم دراسي نظمه القطاع الطلابي الاتحادي حول «التنظيم الطلابي الاتحادي وآفاق الاشتغال من داخل الجامعة «، صباح أول أمس الأحدبالقنيطرةأن» الحكومة التي جاءت بعد دستور 2011 عمدت إلى تقليص عدد المناصب المالية المخصصة لأساتذة التعليم العالي إلى النصف، والحصيلة المحققة خلال الولايتين الحكوميتين لحزب العدالة والتنمية في قطاع التعليم العالي وصفت بالسنوات العشر العجاف، في حين كان هناك توازن بين تطور عدد الطلبة وتطور عدد الأساتذة منذ حكومة عبد الله إبراهيم إلى غاية سنة 2010».
وسجل جمال الصباني، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والمنسق الوطني لقطاع التعليم العالي الاتحادي، بأن فشل منظومة التعليم العالي في المغرب راجع إلى التخلي عن السياسة الواعدة التي تبنتها حكومة عبد الله إبراهيم، وتعويضها بسياسات يحكمها الهاجس الأمني تارة، والهاجس المالي تارة أخرى لمدة أربعة عقود، ما أدى إلى الاعتراف بفشل المنظومة والدعوة إلى إصلاحها.
كما ربط كذلك بفشل منظومة التعليم العالي في المغرب بـاتباع النظام التعليمي نفسه المعتمد في فرنسا، الذي انطلق بإغلاق الجامعات لمدة قرن، من 1798 إلى 1896، من أجل تحييد سيطرة الكنيسة عليها، وتعويضها بمؤسسات تقنية صرفة لتخريج الأطباء والمهندسين وغيرهم من المتخصصين.
وأضاف المتحدث ذاته أن ألمانيا، على عكس فرنسا، وضعت أسس نظام تعليمٍ عالٍ يقوم على توفير تكوينات أساسية وتكوينات مهنية، من أجل جعل الجامعة تنهض بالبحث العلمي وتكوين النخب في آن واحد، وهو النظام الذي تم نقله والعمل به في مختلف دول العالم، باستثناء فرنسا ومستعمراتها، ومنها المغرب.
وبأناتباع نظام التعليم الفرنسي هو الذي أفضى إلى تكريس علوية العلوم على الآداب وإعطائها الأفضلية لدى الطلبة المغاربة، وتفضيل تخصصات علمية على أخرى حسب درجة قدرتها على فتح أبواب سوق الشغل للخريجين، ما أدى إلى توسّع الهوة بين تكوين النخب وتكوين الأطر في تخصصات البحث العلمي، وزيادة الشرخ بين مؤسسات الاستقطاب المفتوح ومؤسسات الاستقطاب المحدود.
وأعلن القطاع الطلابي الاتحادي أنه سيقوم بمبادرة لتعميم المنحة على جميع طلبة التعليم العالي، لتصبح مطلبا مؤسساتيا، وذلك من خلال عريضة سيتم توقيعها من طرف الطلبة، سواء المنتسبين إلى التنظيم الطلابي ذاته أو غير المنتسبين، ورفعها إلى جميع المؤسسات المعنية.
من جهته قال أنس اليملاحي، عضو المجلس الوطني للحزب، إن « الأرشيف هو الأمين على ذاكرة الأمة، ويعتبر أصدق تعبير لمسار الوطن، فلا وجود لتاريخ بدون وثائق، فإذا ضاعت الأصول ضاع التاريخ، وحفظ تاريخ الاتحاد الاشتراكي رهين بأرشفة أدبياته».
وتحدث اليملاحي عن أهمية الأرشيف في التاريخ والمتمثل أساسا في اعتباره الوعاء الحافظ له الذي يحفظ الذاكرة ويثمن ماضي الشعوب، من خلال الاطلاع على الوثائق ذات قيمة تاريخية زمنية، وأيضا على اعتباره شهادة حية تسعى إلى إبداء رموز الوحدة الوطنية، على أساس أن الأرشيف يعد مرحلة أساسية للبحث العلمي، الذي يمد الباحث بالحقائق والمعلومات الثرية المتنوعة، التي تكشف التطورات المجتمعية العامة الإدارية والاقتصادية والسياسية للدولة والمؤسسات .
وعرج اليملاحي على أهمية خلق الدولة لإحداث مؤسسة أرشيف المغرب، والتي تحضن أرشيفا مهما حول تاريخ المغرب الكبير، هذه المؤسسة التي كشفت ثقافة جديدة، ثقافة التبرع بالأرشيف الخاص، الذي يزداد في تزايد في السنوات الأخيرة من لدن شخصيات فاعلة في شتى الحقول، فكانت فكرة إحداث هذه المؤسسة مهمة، للحفاظ على جزء من الذاكرة التاريخية للبلاد.
ودعا اليملاحي المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية، إلى ضرورة خلق لجنة تعنى بجمع أرشيف الشبيبة الاتحادية والنضال الطلابي داخل الجامعة، وذلك لصون تاريخ المنظمة، مشددا على ضرورة العودة لتحرير محاضر الاجتماعات لتدوين اللحظة التي تصبح في زمن التاريخ بعد سويعات فقط، مضيفا أنه آن الأوان لخلق متحف صور ووثائق للشبيبة الاتحادية لما لها من تاريخ عريق كجزء من ذاكرة الأمة .
من جهته انطلق زهير الكنفاويفي مداخلته بالتذكير بمسار القطاع الطلابي بالقنيطرة ومساهمته في كل المحطات الحزبية والشبيبية محليا، إقليميا، جهويا ووطنيا.
وأكد على أهمية استثمار المكتسبات والتوجه نحو المستقبل بأساليب حديثة تواكب التحولات التي يعرفها المجتمع، مع تطوير أساليب الاشتغال من داخل الجامعة، كما دعاإلى الانخراط المكثف في التحضير إلى انتخابات مجالس الكليات بالجامعة، عبر تكثيف التواصل والتواجد بالمؤسسات الجامعية، واختتم كلمته بالتحذير من الانخراط وراء أساليب نضالية غير واضحة الأهداف وتخدم أجندات لا تؤمن بالعمل من داخل المؤسسات، كما عبر عن أهمية الانفتاح على الطلبة والشباب من أجل تعزيز صفوف منظمة الشبيبة الاتحادية، وكذا الاهتمام بالسياسات العمومية من خلال الانخراط وتتبع الشأن العام .
من جهته أكد فتح الله رمضاني أنه لا معنى في أي صيغة لتواجد الشبيبة الاتحادية من داخل الجامعة المغربية إن لم يكن مضمون هذا التواجد هو العمل على نشر القيم التي يناضل من أجل شيوعها الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، كالديمقراطية والحداثة.
وأضاف القيادي السابق بالشبيبة الاتحادية، أن الحديث عن أساليب عمل القطاع الطلابي الاتحادي، هو بالضرورة حديث محكوم بالغاية من هذا العمل في الأصل، واعتبارا لكون الشبيبة الاتحادية ممارسة حداثية، فإن أساليب عمل القطاع الطلابي الاتحادي يجب أن تكون مؤطرة بهذا المنطق أي بالمنطق الحداثي، وبالتالي أن تكون رافضة لكل صور العنف وأشكاله.
وفي حديثه عن علاقة الشبيبة الاتحادية بالاتحاد الوطني لطلبة المغرب، كشف فتح الله رمضاني، أن استمرار التساؤل حول إمكانية أو صحة الاشتغال من داخل هذا الإطار، حتى وإن كان مفهوما، وذلك اعتبارا لكون الطلبة الاتحاديين وإلى حدود مؤتمر اوطم السابع عشر، كانوا فاعلين فيه وحاملين لهم توجيهه نحو مهامه الحقيقية، والمتمثلة أساسا في الدفاع عن مصالح الجماهير الطلابية، تساؤل يفتقر للراهنية اليوم، ذلك أن مياه كثيرة جرت سواء من تحت جسر الحركة الطلابية أو من تحت جسر الحياة السياسية بالمغرب، هذا بالإضافة إلى أن هناك مساحات جديدة من الممكن استغلالها كشباب اتحادي من أجل خدمة مصالح الطلبة.