في انتظار تفاعل الوزارة الوصية والحكومة مع مطالبهم
أعلن صيادلة المغرب عن نجاح الإضراب الذي خاضوه، أول أمس الخميس 13 أبريل، بنسبة 99 ٪ على الصعيد الوطني، مشيرين إلى أن مجموعة من المدن والأقاليم شهدت إغلاقا تاما لكل الصيدليات المتواجدة فيها كما هو الحال بالنسبة لفاس ومراكش وأكادير والجديدة ، في حين أن مناطق أخرى بلغت نسبة نجاح الإضراب فيها 99 ٪ بعد استصدار سلطات الإدارة الترابية لقرارات عاملية من أجل حث بعض الصيادلة على تأمين المداومة.
ورغم الحملات التحسيسية التي قام بها الصيادلة أياما قبل الإضراب، سواء من خلال التواصل المباشر مع مرتفقي الصيدليات أو عبر الملصقات والمنشورات التي تدعو المواطنين لاقتناء الأدوية التي هم في حاجة إليها قبل الخميس، فإن عددا من المرضى وأسرهم وجدوا أنفسهم في حيرة وهم يبحثون عن أدوية معينة، أول أمس الخميس، بعد أن اكتشفوا بأن الصيدليات التي اعتادوا ولوجها قد أغلقت أبوابها. وأكد عدد منهم في تصريحات لـ»الجريدة» أن الأمن الدوائي يعتبر أولوية يجب الحرص على عدم المساس به، وهو ما يتعين معه من كل المتدخلين والمسؤولين إيجاد حلول لمثل هذه الأزمات التي قد تقع، حتى لا يكون المواطن ضحية لها. بالمقابل أوضح عدد من المستجوبين أنهم يتفهّمون دوافع الإضراب وبأنه يجب على الحكومة الاهتمام بمشاكل الصيادلة لأنهم مكوّن أساسي من مكونات المنظومة الصحية بل يُعتبرون البوابة الأولى التي يلجها المواطن والمريض.
وحقق إضراب 13 أبريل نجاحا كبيرا، وفقا لشهادات مختلف الفاعلين النقابيين في القطاع الصيدلاني، بالنظر لوضعية الإجماع التي عرفها اتخاذ القرار من طرف كل المكونات النقابية الممثلة لمهنة الصيدلة التي وضعت اختلافاتها جانبا من أجل الدفاع عن مستقبل المهنة وللوقوف في وجه ما بات الصيادلة يعتبرونه استهدافا للقطاع. وأكد عدد من المعنيين في تصريحات لـ «الاتحاد الاشتراكي» أن الإضراب لم يكن غاية وإنما وسيلة من أجل لفت انتباه المسؤولين والقائمين على الشأن الصحي لحالة اليأس التي أصابت عددا كبيرا من الصيادلة جراء ما باتوا يعيشونه من أزمات متتالية، ولحثهم على فتح أبواب الحوار لإنقاذ المهنة ومستقبل الصيادلة الشباب، مشددين على أن المسار الاحتجاجي سيتواصل في حالة ما إذا ظل الوضع يطبعه التكلّس والجمود ولم يتم اتخاذ تدابير فعلية تعمل على حماية الصيدلية وعلى صون كرامة الصيدلي ماديا ومعنويا، بما ينعكس إيجابا كذلك على الخدمات المقدمة للمرتفقين وعلى صحة المواطنين بشكل عام.
