القنصل العام للمغرب هناك شبكات منظمة للتهجير بالرغم من جهود المغرب في مراقبة حدوده
كشف الصحفي جوليان جولي، في تحقيق نشرته المجلة الشهرية الفرنسية «لو مونسيال دو رين» تحت عنوان «من وجدة إلى رين، تحقيق حول شباب مغاربة تائهين»، عن مسارات هجرة الأطفال القاصرين المغاربة غير المصحوبين إلى عاصمة بروطاني.
وتمكن جوليان جولي، الذي انتقل إلى المغرب في وقت سابق وقضى به حوالي أسبوع، من رسم مسار هجرة هؤلاء القاصرين الذي ينتمي السواد الأعظم منهم لمدينة واحدة وهي مدينة وجدة، والبحث عن أجوبة حول الأسباب التي تدفع هؤلاء الأطفال إلى مغادرة أسرهم والمغرب في وقت مبكر للالتحاق بـ»الفردوس الأوربي».
وقد قرر الصحفي جوليان جولي الإجابة عن سؤال لماذا يختار الأطفال القاصرين المغاربة غير المصحوبين مدينة «رين» موطأ قدم لهم، وهل يتعلق الأمر بشبكة منظمة لتهريب البشر، أم أن الأمر يتعلق بهجرة فردية إلى إسبانيا ثم فرنسا، وكيف يستعمل هؤلاء الأطفال شبكات التواصل الاجتماعي لتقديم صورة مغايرةعن وضعهم لأسرهم ولأصدقائهم ويصورون أنفسهم بأحسن حال لكنهم في حقيقة الأمر يعيشون وضعا مزريا.
وينشر هذا التحقيق الصحفي في الوقت الذي وضع فيه الأطفال المغاربة القاصرين غير المصاحبين السلطات الترابية في مدينة رين الفرنسية في موقف حرج مما جعلها تفكر في اللجوء إلى الشرطة المغربية لتحديد هويتهم، في صيغة مشابهة لتلك التي تبنتها العاصمة باريس منذ شهور للتثبت من هويتهم في أفق ترحيلهم إلى بلدهم الأصل.
وحسب معلومات مصالح الاستخبارات الداخلية الجهوية الفرنسية فعدد الأطفال القاصرين المغاربة غير المصحوبين بمدينة رين يصل إلى 300 طفل، مثل 127 منهم أمام القضاء الفرنسي بسبب اقترافهم لجنح مختلفة وبسبب سلوكاتهم الانحرافية إزاء ساكنة المدينة.
ويبرز الصحفي جوليان جولي أن مدينة باريس ليست سوى محطة أولى، يصلها الأطفال القاصرون المغاربة غير المصحوبين بعد قدومهم من إسبانيا، ليتوجهوا رأسا إلى مدينة رين للالتحاق بأبناء بلدتهم وجدة الذين كانوا أول الملتحقين بها سنة 2012.
ويثير وضع الأطفال القاصرين المغاربة غير المصحوبين قلق السلطات الأمنية في مدينة رين منذ وصول أوائلهم في 2012، وهم في الغالب صغار جدا ومدمرون بالمخدرات وعدوانيون ويعيشون على السرقة وينامون بالشارع رافضين كل مساعدة، وقد تنامى وجودهم بالمدينة بشكل كبير سنة 2016.
وفي هذا السياق، أعلن مصطفى لعبيد، النائب الفرنسي من أصل مغربي عن حزب «الجمهورية إلى الأمام» الذي أسسه الرئيس إيمانويل ماكرون، أن المغرب أبدى موافقة مبدئية للمساهمة في تحديد هوية الأطفال القاصرين المغاربة غير المصحوبين في مدينة «رين»على الخصوص ومنطقة «بروطاني» بشمال غرب فرنسا على العموم.
وقال مصطفى لعبيد المنتخب عن الدائرة الأولى إيل – و- فيلين (شمال غرب) وابن مدينة «رين» إن التعاون ما بين السلطات الترابية في مدينة «رين» وعناصر أمنية مغربية من شأنه أن يمكن من تحديد هوية الأطفال القاصرين المغاربة غير المصحوبين مما سيسهل مثولهم أمام القضاء وترحيلهم إلى بلدهم الأصل.
وعبرت قنصل العام للمغرب في مدينة رين نجوى البراق ، في حوار لها مع صحيفة «لوتيليغرام» المحلية،عن استعدادها للتعاون مع السلطات المحلية بمدينة رين بخصوص وضعية هؤلاء الأطفال.
وقالت القنصل العام للمغرب في حوارها الذي نشر أواخر شهر شتنبر إنها سوف تباشر محادثات بخصوص موضوع الأطفال القاصرين المغاربة غير المصحوبين مع والى أمن مدينة رين لوضع خارطة طريق بهدف مواجهة هذا المشكل، مشيرة إلى أن تمة حقيقة أكيدة مفادها أن هناك شبكات منظمة للتهجير بالرغم من جهود المغرب في مراقبة حدوده.
وأوضحت نجوى البراق، التي التحقت بمدينة رين في الفاتح من شتنبر الماضي، أن القنصلية العامة للمغرب مستعدة للنقاش والتعاون مؤكدة على ضرورة تحديد هؤلاء الأطفال القاصرين غير المصحوبين للتأكد من هويتهم المغربية.
وكشفت تحقيقات ميدانية أن الأطفال القاصرين المغاربة غير المصحوبين يتواجدون في فرنسا منذ خمس سنوات، على الأقل، بالمدن الحدودية الفرنسية، أما مدينة مارسيليا فقد عرفت أولى الأفواج الوافدة على التراب الفرنسي سنة 1999، كما وصل الفوج الأول من هؤلاء الأطفال إلى العاصمة باريس سنة 2012 ووقعوا في شراك بالغين يفرضون عليهم أنشطة منافية للقانون.