في جنازة مهيبة ،الشرق يودع عقله المفكر والمبدع …يودع بنيونس المرزوقي

جهة الشرق اليوم عصرا، جهة الشرق تصلي وتدعو، تبكي وتناجي، تدعو الله بإيمان وصدق؛ الرحمة والمغفرة لبنيونس المرزوكي،
جنازة استثنائية لأستاذ استثنائي
جنازة مهيبة لرجل كبير وعظيم، جهة الشرق، بكل أقاليمها؛ مدنها وقراها، بكل ساكنتها وأهاليها، بكل آبائها وأمهاتها، بكل شبابها وشاباتها ، بكل كبارها وصغارها،.كئيبة وحزينة، مجروحة ومكلومة، تودع أستاذها، تودع مفكرها، تودع قائدا سياسيا، نقابيا، حقوقيا، جمعويا، فنانا…
جنازة مهيبة …
اطمئن عزيزنا بنيونس المرزوكي فالعصافير تكن لك الحب الصافي الصريح …
اطمئن أخانا فالجماهير حاضرة في لحظة الوداع .
بالمئات المئات حضروا لتشييع جنازتك، للترحم والدعاء …
كنت محبوبا، كنت إنسانا طيبا، كبيرا متواضعا …
أحببت الجميع فأحببك الجميع …
جنازة مهيبة واستثنائية …
ولحضور الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، ولإنسانيته،
ولوفائه،وقع خاص في النفوس وعليها …
الأستاذ إدريس لشكر ليس قائدا فقط، إنه أب، أخ، صديق،
حضر الأستاذ، كما كنت تسميه، بمعاني الاحترام لك والحب والتقدير لك، كنت وستبقى عنده عزيزا عزيزا ..
في جنازتك كان المكتب السياسي مشيعا جنازتك بحرقة، الاتحاديات والاتحاديون يبكونك بحزن وألم…
كنت تقول لي دوما : الاتحاد ليس فقط حزبا بل عائلة، وفي المقبرة صدق قولك، كنت دائما صادقا …
جنازة استثنائية ومهيبة …
بالمئات المئات حضروا ليشيعوا مثواك الأخير، إلى العلا والعلياء،
أساتذة جامعة محمد الأول، القدامى والجدد،
رئيس الجامعة وعمداء الكليات ومديرو المدارس السابقون والحاليون،
طلبتك يا أستاذ الأجيال،
مسؤولون وشخصيات بارزة،
منتخبون،
فاعلون اقتصاديون وفعاليات اجتماعية ومدنية،
علماء سياسيون، نقابيون، جمعويون، فنانون.
جنازة استثنائية ومهيبة …
بنيونس اليوم حلق إلى مثواه في البراري المزهرة لذاكرة الشرق، وهي التي تصون، برفق وفرح، حيوات أمثاله من مولدي التدفق في المجرى العظيم للأمل في أوصال جهة تقاوم الآهات والآلام، وتمضي بهدوء وبراءة نحو الامتلاء بصلاة الملائكة .
بنيونس ممتد في العقل والوجدان، بكل حب، تودع جهة الشرق رمز وعنوان الحب…
بنيونس، سيحفظ لك التاريخ أنك كنت جميلا، لذلك لن تذهب بعيدا تحت التراب، لأنك ستذهب بعيدا فوق التراب …
بنيونس، ذكراك ستزهر وتولد أبدا نفحات الأمل في التقدم نحو حلمك بغد جميل…
المفكرون لا يموتون، المفكرون أحياء
أحياء في الذاكرة
أحياء في التاريخ
مرزوكي لم يمت
مرزوكي حي
بنيونس اختفى ولم يمت،
صديقي اختفى،
دس قلبه في‮ ‬التراب،
قلبه الذي‮ ‬يحضن العالم
العالم الذي يحضنه ..
وهذه شهادة مؤثرة للكاتب للأول إدريس لشكر في حق الفقيد بنيونس المرزوكي
“القامة التي ودعنا اليوم، هي أكبر من الكلمات، عرفته طالبا وعرفته أستاذا جامعيا، وطالبته لمساعدتي لما شرفني صاحب الجلالة وعينني وزيرا مكلفا بالعلاقات مع البرلمان، لم يتقدم بطلب ولم يتصل بي، فقط من خلال آثاره في تلك الوزارة استدعيته وعينته، دون أن يكون في علمه أو يطلب أحدا في هذا الشأن، عينته مديرا للديوان، اشتغلنا ولي أن أعتز أنه بجانب اشتغالنا في هذا الإطار المؤسساتي اشتغلنا حزبيا، وأعرف الرجل في كل المحطات التنظيمية الوطنية، منذ المؤتمر الوطني السادس إلى المؤتمر الوطني الأخير، لابد أن يجد القارئ في وثائقنا الحزبية بصمة الفقيد بنيونس المرزوكي، إما في البيان السياسي وإما في التقرير التنظيمي وإما ما يصدر عن الحزب من وثائق في هذا الشأن، كانت مساهمته ومشاركته مشاركة مهمة وكبيرة.
وأذكر للرجل زهده وعدم سعيه وراء المناصب والترقيات، وأذكر له مساهمته في كل المحطات الوطنية، في المحطات الوطنية، كل وسائل الإعلام أغلبية ومعارضة وكل المؤسسات كانت تسعى وراء أفكاره واقتراحاته ومساهماته، ويمكن الرجوع إلى مساهماته في مختلف الجامعات، في مختلف الأكاديميات وفي مختلف الإطارات وخاصة حزبه الذي انتمى إليه وهو الاتحاد الاشتراكي.
لا يجب أن ننسى، وأنا أتكلم تحت رقابة الأخ الكاتب الإقليمي، مساهماته الكبيرة في ما يتعلق بمؤتمرنا الإقليمي الأخير، وصدرت وثيقة من الوثائق التي ساهم فيها بشكل أساسي ولعب فيها دورا أساسيا.
فرحمة الله على فقيدنا، والله يقدرنا ويقدر عائلته الصغيرة خاصة، على الصبر والسلوان، فقدنا قامة كبيرة. “


الكاتب : عبد السلام المساوي

  

بتاريخ : 12/12/2024