في حوار مع الفنانة سلمى العراقي : درست التمثيل وشاركت في عدة أعمال من بينها فيلم جديد لحسن بنجلون وسأستمر في تحقيق حلمي

بعد نشر جريدة الإتحاد الإشتراكي لحوار مع الفنانة سلمى العراقي شهر شتنبر من السنة الماضية، استأنفت هاته الأخيرة مسارها في عالم فن التمثيل بخطى هادئة ولكن تابته، بدعوتها للمزيد من المشاركات في أعمال فنية، ومنحها مساحات عمل أكبر من قبل.
وهاته الممثلة الصاعدة التي تسعى إلى تحقيق حلم كان يراودها منذ صغرها، هي أصلا فنانة في ميدان آخر، بحيث تمارس منذ سنوات مهنتها كمصممة ديكور داخلي، وأم لأبناء يعدون، بالنسبة لها، ثمرة حب مثالي وأيضا جهد في التكوين والتربية الحسنة بعد وفاة والدهم، فضلا عن كونها حاملة لرسالة موجهة لكل إنسان ولاسيما المرأة تدعو فيها للاعتناء بالنفس وحبها كي تتمكن من حب الآخر، وأن الزمن لا يمنعك من ذلك مادام لك هدف مميز وإرادة قوية لتحقيق ما ترغب في إنجازه.
للحديث حول الفنانة سلمى العراقي ولمعرفة المستجدات بعد آخر لقاء لنا معها كان هذا الحوار

 

p شاركت سلمى العراقي قبل مدة قصيرة مع متتبعيها على صفحاتها بالشبكات الاجتماعية، العديد من الصور والتدوينات، تخبرهم انطلاقا منها بتحركاتها ولقاءاتها الفنية، فما هي أخر الأعمال التي شاركت بها سلمى العراقي؟

n قبلا، لنبدأ بالشكر من خلالك لجريدة الإتحاد الإشتراكي، على اهتمامها بالفن والثقافة على العموم، كما يسرني أن أنوه بلقاءاتنا المتميزة دوما بأجواء روحانية وفنية جميلة. وعودة إلى السؤال، فمنذ آخر حوار، الذي تفضل منبركم بنشره، ساهمت في عدة أعمال وملتقيات أعتز بهما، وكما صرحت خلاله، فإنه لدي حلم يتمثل في تحقيق ذاتي في ميدان التمثيل، وأنا متيقنة بأن بفضل الله وقوة طموحي سأواصل في ترسيخ مساري في هذا الميدان، وهذه رسالة أوجهها لكل من يرغب في إنجاز أحلامه، ويجب أن أشير بأنني قبل إقدامي على ذلك، اشتغلت على نفسي جيدا لمعرفتها أكثر وتكون الصورة واضحة أمامي، واستعنت باستشارات العديد من الفنانين المهنيين.

p في أثناء الحوار السابق، صرحت سلمى العراقي أنها مرت بظروف دقيقة، فأنت أم لثلاث أبناء، تزاوجين ما بين عملك كمصممة ديكور داخلي وبين عملك في المنزل وتربية الأبناء، لكن للأسف فقدت زوجك الذي عرفت إلى جانبه أيام ود واحترام مثاليين، فأصبحت بين ليلة وضحاها أرملة شابة تحمل مسؤولية أبنائها، ومع ذلك وبعد أن تم الاطمئنان على فلذات كبدك، أصريت على تحقيق حلم كان يراودك منذ نعومة أظافرك، بغاية أولا أن تشغلي نفسك وثانيا لكي تتركي لأبنائك الحق في عيش حياتهم هم كذلك، ومقولتك: الحياة تستمر وكل شيء ممكن بمعونة الله؟

n بالفعل، وبعدما درست التمثيل وأخدت شهادة حوله، شاركت في سلسلة «سلمات أبو البنات»، وبعدها بفيلم يتطرق لحياة الطيارة المقاومة المغربية «ثريا الشاوي» والذي بالمناسبة سيعرض قريبا في القاعات السينمائية. مؤخرا، ساهمت في «مداولة»، البرنامج الذي يبث على القناة المغربية الأولى، وأديت دور سيدة فرنسية تزاول لعبة «البوكير»، وكانت تجربة ممتعة ومفيدة بالنسبة لي، خاصة أن برنامج مداولة هو مدرسة في حد ذاته، يظهر تجربة كبيرة ويجعلك تتعامل مع مهنيين مرموقين، فالتمثيل في «مداولة» يختلف عن التمثيل في السينما أو في المسرح.

p لأنها قصص واقعية؟

n صحيح، لأنه عليك أن تتعمق في الشخصية الحقيقية لتعكسها جيدا، والحمد لله، فقد توفقت في الأمر وأكبر دليل أنه بعد الحلقة توصلت برسائل مشجعة، جعلتني أشعر بأنني تركت صدى جميلا

p ما لاحظته، أن معظم الأدوار التي قمت بأدائها، لحد الساعة، تكون حول سيدة إما جنسيتها أوربية أو تستعمل اللغة الفرنسية، هل يمكن توضيح أسباب ذلك؟

n أولا، أظنه بسبب الشكل، إذ في غالبية الأحيان، من يراني يعتقد بأنني أجنبية، وثانيا وحسب رأي العديد من المخرجين، لا يوجد كثير من الممثلين الذين يجمعون ما بين الشكل الأوربي واللهجة الفرنسية التي تغيب عنها اللكنة المغربية

p هل سلمى العراقي تتقن اللغة العربية الفصحى؟

n صحيح أن جل دراستي باللغة الفرنسية، لكن لدي الأساسيات في اللغة العربية الفصحى، ولا زلت أقوي نفسي فيها، لأنها لغة جميلة، كما أنه قد تعرض على أدوار بها، هي مهمة ليس فقط لأنها جزء من هويتي، ولكنها ستساعدني في مساري المهني وفي تواصلي مع الصحافة

p ما استنتجته بفضل تصريحاتك، أن الممثلة سلمى، بالموازاة مع مساهماتها في أعمال فنية تكون ذاتها سواء في اللغة العربية الفصحى أو في جميع الآليات التي ستحتاجها لتحقيق المزيد من النجاح، وماذا عن مساهمتها في لجنة التحكيم التي شاركت بها في إحدى المهرجانات المغربية؟

n بدأ الأمر حينما دعتني أسماء بنزاكور، الممثلة ورئيسة جمعية التربية والثقافة والفنون السنة الماضية، وشرفتني بتكريمها لي خلال إحدى أنشطة الجمعية، وأستغل هذا الحوار لكي أشكرها على تشجيعاتها لي في مساري، لأنها بالفعل رأت في أدائي بروفايل لممثلة بإمكانها أن تبصم إسمها وهذا يحسب لها لأنها، ولو كونها ممثلة هي الأخرى، فهي تشجع إنسانا آخر على النجاح في نفس الميدان التي تمارسه هي، وبعدها شرفتني بدعوتي للمشاركة في مهرجان إبداعات سينما التلميذ

p أشعر بامتنان سلمى العراقي لعديد من المهنيين والمخرجين الذين وجهوها في مسارها الفني؟

n لن أكف عن تكرار امتناني وشكري لهم، وخير مثال على جدوة التشجيعات، أنه في لقاء لي مع الفنانين أثناء الاحتفال بنهاية مسلسل «بين القصور» الذي عرض على الشاشة التلفزية في رمضان الماضي، نلت الكثير من التنويه من طرف الحضور مثل المخرج هشام جباري ومحمد خويي وفرح الفاسي وغيرهم، وما أثلج قلبي هو شهادة كل من هشام جباري ومحمد خيي، فبعد مرور سنة على لقائنا الفني من خلال مسلسل «سلمات أبو البنات» ، مع العلم أن مساهمتي، أتت في الحلقات الأخيرة، قال لي هشام جباري «لقد كانت مساهمتك»
La cerise sur le gateau
بما يمكن ترجمته ب»ختامه مسك»، أما محمد خويي، فقد رد على شكري لهما بهاته التشجيعات بقوله: أداؤك كان صحيحا»، وهاتان الشهادتان أعتز بهما ويحفزاني أكثر على بدل المزيد من المجهودات

p عودة لمشاركتك كعضوة في لجنة تحكيم مهرجان إبداعات سينما التلميذ، التي للإشارة ترأسها الصحفي والناقد حسن نرايس، كيف تم الأمر؟

n أولا أود أن أقول بأن الأستاذ نرايس، كما بقية الأعضاء كانوا مميزين و أحترهم أولا وقبل كل شيء على تواضعهم، و أستذكر بهذا الصدد مثل للكاتب و الفنان الروسي، كونستونتان ستانيسلافسكي، الذي يقول:
Le meilleur acteur est celui qui est intime en publique
وينطبق هذا على العديد من المهنيين المقتدرين في بلدنا ومن بينهم محمد خويي، فكلما كنت متواضعا في ميدان الفن، كلما خطوت خطوات جبارة في مسارك.
وكل هؤلاء الذين التقيت بهم، احترموني وشجعوني خاصة وأنه بدا على الارتباك قليلا، لذا لا يمكن إلا أن أكون ممتنة. تجربتي في اللجنة مفيدة، خاصة وأنها تهم الأطفال بحيث كان علينا مشاهدة أعمال الفنانين الأطفال وتقييمها، ويتطلب هذا الأمر استحضار المقومات الفنية للتحكيم، وأيضا البيداغوجية، وللحقيقة فقد انبهرت بأداء هؤلاء الأطفال وشخصياتهم ويخطر ببالي الآن، أداء فنانة جعلني أذرف الدموع، وهي ممثلة من منطقة الحوز لا يتجاوز عمرها الست سنوات.

p ما هو جديد الفنانة سلمى العراقي؟

n من بين الأعمال التي ساهمت بها حديثا وستخرج للوجود مستقبلا، فيلم للمخرج الفنان حسن بن جلون، يحمل عنوان «دبليج زهيرو».
ارتأى حسن بن جلون أن يستلهم فيلمه من أغنية من فن الملحون، تحمل نفس الإسم ، العمل هو كوميديا موسيقية تحكي قصة رجل كان يحب فتاة تدعى زهيرو ، إلا أنه بسبب كونه ليس من المستوى الاجتماعي للفتاة، لم ترغب عائلتها تزويجها له، واشترى لها دبلج ضاع منه، ولم يكتب لزهيرو أن تضعه بيدها وبقي طيلة حياته وهو يغني لزهيرو. الجميل بهذا العمل، عدا كون المخرج حسن بنجلون رغب من خلاله، إحياء الموروث الموسيقي، وكتابة سيناريو قصة رومانسية جديدة من رحم القصة المعروفة، فهو رغب أيضا في إحياء طقوس حياة العائلات بمدينة فاس خلال سنوات الأربعينيات. قمت بدور عمة العروس الشابة المقبلة على الزواج، رفقة الفنانين: عز العرب الكغاط، مجيدة بن كيران، ربيع الصقلي، زينب العلمي، هند السعداني، مروان حجي وغيرهم
دوري في هذا العمل، يختلف عن الأدوار التي جسدتها سابقا، فهو خليط من شخصية «شريرة وابنة عائلة عريقة» (ضحك) في آخر يوم التصوير، سألت الفنان المخرج حسن بن جلون عن رأيه في أدائي، فاكتفى بالقول «يظهر جليا بأنك شغوفة».


الكاتب : سهام القرشاوي

  

بتاريخ : 20/06/2024