في دورة تكوينية ببني ملال .. التنمية الذاتية دعامة لتطوير المهارات والقدرات المهنية لخطة العدالة

 

نظمت الجمعية المغربية للعدول الشاب على مدى يومي الجمعة والسبت 20 و21 شتنبر 2019 ببني ملال، الدورة التكوينية 6، وذلك بتنسيق مع فرع الجمعية التابع ترابيا لاستئنافية بني ملال تحت شعار «مزيدا من البذل والعطاء» بحضور 50 عدلا شابا متمرنا، من مختلف الاستئنافيات بالمغرب، من تأطير كفاءات في مجال الخطة العدلية، ضمنهم الأستاذة سكينة هايمون مدربة ذاتية في التحفيز والتطوير الذاتي ، وياحثة سوسيولوجية تخصص العمل الاجتماعي، ومهتمة إعلامية ملحقة بمنظمات دولية، الأستاذ سعيد الصروخ عضو المكتب الجهوي لمحكمة الاستئناف بطنجة، الذي تدخل بموضوع «الوثيقة العدلية ببن الماضي والتحديث»، والأستاذ أنور الجاحظ عضو المكتب الجهوي لإستئنافية سطات في موضوع «العمليات الحسابية العقارية».
و«قد كان من بين الأهداف المركزية للمحطة التكوينية ببني ملال، تكريس ثقافة التكوين والتكوين المستمر الموازي للتكوين بالمراكز الرسمية .وذلك من أجل إكساب العدول المتمرن ، المهارات والمعارف والمعلومات ، مع ترسيخ مبدأ تبادل الخبرات والتجارب داخل الأوساط العدلية» يقول منظمون.
وركزت الدورة على «إعطاء العدل مجموعة من الآليات، والحمولات المعرفية والتقنية التي تؤهل العدل المتمرن للاندماج في ممارسة عملية التوثيق العدلي ، ومن ثم تجويد الوثيقة العدلية العقارية بالخصوص ، علما بأن الوثيقة العدلية ظلت معطى تاريخيا هاما وساهمت في الربط بين الماضي والحاضر ، وفي العديد من الدراسات والأبحاث التي تؤرخ لتاريخ المغرب عبر مر العصور ، فضلا عن كون هذا المعطى التاريخي الأساسي يشكل دعامة قوية لتطوير المهنة».
و«بخصوص العمليات الحسابية العقارية فيعتبر العدل كمؤسس لمطلب التحفيظ، فهو من يقوم بالعديد من العمليات والممارسات التوثيقية ذات الارتباط ببلوغ مستوى التحفيظ العقاري، والقيام بكافة المساطر التي ينظمها القانون في مجال التحفيظ ، وما يتطلبه ذلك من ضرورة اكتساب مهارات ، وأشكال متعددة للعمليات الحسابية العقارية التي قد تتطرق إلى أشكال التفويت للعقار المحفظ».
وعلى هامش الدورة، صرح الأستاذ ادريس طرالي، عدل ممارس، عضو الجمعية المغربية للعدول الشباب وكاتب عام للفرع الجهوي التابع لابتدائية بني ملال، «أن الجمعية على وعي تام بأهمية التكوين والتكوين الدائم الذاتي والجماعي، ويندرج ضمن صميم اهتماماتها المركزية، على اعتبار أن مهنة ومهام العدول ترتكز بالأساس على رؤية استشرافية للمستقبل»، مؤكدا «أن العدول ليسوا مجرد محررين للوثائق العدلية، بل هم كذلك طاقات ومهارات تستوجب استنهاض كافة القيم المهنية، بنوع من الخبرات والمهارات التضامنية والتكافلية والتنظيمية، دون أن ننسى استهداف تنمية القدرات المعرفية والنفسية وكذلك مواكبة المستجدات والمتغيرات والتحولات المتسارعة في العديد من المجالات، سيما تنمية القدرات والمعارف الرقمية للعدول» .
الأستاذ مساعد عبد الكريم عدل متمرن بابتدائية بني ملال، صرح من جهته «أن هذه الدورة حققت الغايات من تنظيمها، ويبقى ضروريا التوجه بالتفكير نحو تعزيز المقاربة النوعية المرتبطة بحضور وإدماج خطة العدالة، لتحقيق الطفرة النوعية المتوخاة ، والتي تأخرت كثيرا (نوعا ما )» ، مشيرا إلى « تضافر جهود الجميع لكي يصبح التكوين المستمر تقليدا ومنحا مهنيا، فرضته التحولات السريعة التي يعرفها الشأن الاجتماعي بنيويا، داخل مشروع مجتمعي حداثي متطور، في إطار الحق الفقهي المسؤول والتجويد التوثيقي المطلوب ضمانا للحقوق العامة الكفيلة بتقليص حجم وطبيعة المنازعات بين الأفراد والجماعات» .


الكاتب : حسن المرتادي

  

بتاريخ : 01/10/2019