تحت شعار: «استثمارات مغاربة العالم: الفرص والتحديات ومن منطلق تواصلي وظفت فيه لغة الكشف والمكاشفة حول المشاكل التي تهم مغاربة العالم، اختارت ولاية جهة الرباط –سلا – القنيطرة، بتنسيق مع الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجر تخليد اليوم الوطني للمغاربة المقيمين بالخارج الذي يصادف يوم 10 غشت من كل سنة، والذي حضرته مختلف المجالس الجهوية والمحلية الإدارية والمنتخبة ورؤساء المصالح الأمنية وممثلي القطاعات الحكومية والمؤسسات العمومية والعشرات من منظمات المجتمع المدني المهتمة بالجالية المغربية، كما حضره أفراد من الجالية المغربية المقيمة بالخارج، وسيره والي الجهة محمد مهدية بكثير من الحكمة والإنصات، للرغبة التي عبرت فيها الجالية الحاضرة عن اعتزازها بلغة الحوار في القضايا العالقة خاصة على مستوى الجهة والتي أعلن فيها الوالي عن فتح مكتبة طيلة يوم الثلاثاء المقبل لاتخاذ قرار في بعض المشاكل المطروحة ودراسة مشاكل أخرى وفتح حوار وتداول في بعض القضايا التي تهم استثمارات الجالية المغربية وتسهيل مساطر إدارية مع استبعاد القضايا المعروضة على القضاء احتراما للسلطة القضائية.
وقال عبد الكريم بنعتيق الوزير المكلف بالجالية المغربية وشؤون الهجرة، الذي مدد حواره مع الجالية المغربية بعد انتهاء الجلسة إلى ممرات مقر الجهة بالرباط، أن اختيار الحديث عن الاستثمار في اليوم الوطني للمغاربة المقيمين بالخارج لم يكن عفويا بل هو ناتج عن تفكير عميق فتح على منواله نقاش داخل الوزارة المعنية، مؤكدا أن بعد 60 سنة لا يمكن للمغرب إلا أن يفتخر بأبنائه وبناته في الخارج ، مدرجا في هذا السياق، مجموعة من الإحصاءات الصادرة عن جهات دولية خاصة المنظمة العالمية للهجرة، وأن هناك 7آلاف طبيب يمارس مهنة الطب في الخارج ، ومنهم من على رأس مسؤوليات كبيرة في مجال البحث الطبي.. مما يشكل افتخارا كبيرا للمغرب، كون هذه العينة تمثل المغرب أحسن تمثيل،وأن هناك 440 ألف شاب وشابة لديهم باكلوريا زائد خمسة، أي أننا أمام شرائح وازنة لها مكانتها الاعتبارية في الخارج، وأن هناك 490 ألف خبير وإطار مغربي في مواقع أساسية تدبيرية وتقنية ومالية في مجموعة من المؤسسات.
واعتبر بنعتيق أن الأمر يتعلق برأسمال لامادي كبير يجعل المغرب منفتحا على مستقبل له امتداد وركيزة أساسية يشكلها مغاربة العالم من داخل وطنهم ومن خارجه. وواصل عبد الكريم بنعتيق تدخله وسط إنصات قاعة اكتظت بحضور وازن لمغاربة العالم، أن اختيار الشعار هو بناء على هذه المعطيات ، وأن الأمر يتعلق بتفاعل ايجابي، وأن غدا علينا أن ننتقل إلى مقاربة عادلة، أي من مقاربة الاهتمام بمغاربة العالم إلى مقاربة إشراكهم، في التكاملات الاقتصادية والديناميكية التي يعرفها المغرب تحت قيادة جلالة الملك.
وأفاد بنعتيق أنه منذ 18 سنة والمغرب ورش مفتوح في كافة القطاعات، إما إنتاجية اقتصادية أو خدماتية أو اجتماعية ، وبالتالي فهذا الورش باعتراف كافة المراقبين إن على المستوى الوطني أو الدولي، هو رفع لتحدي كبير.
وأكد وزير الجالية أن جزءا كبيرا من هذا التحدي يمثله مغاربة العالم، واعتبر بنعتيق أن تقريب هذه الجالية من الإمكانيات المتاحة اقتصاديا وانتاجيا هو واجب ، يتجاوز المقاربة التقليدية بين بات ومتلقي أي بين حكومة وجالية ـ واجب محوره مفهوم الشراكة لمواجهة التحديات والمشاكل القائمة، مما يحتاج اليوم لقطع أشواط استثنائية ، بالإصلاحات الأساسية، التي تعتمد سياسة جهوية، والتي انطلقت في الورش الإصلاحي الذي أعلنه المغرب تحت القيادة الرشيدة وأصبح يمارس على أرض الواقع. وشدد بنعتيق على أن كل واع بتحديات المستقبل سيعرف أن التمركز أصبح متجاوزا، وان التنمية ليست بالضرورة شيئا مركزيا، بل التنمية يجب أن تكون شأنا جهويا . ولذلك فالجالية المغربية هي الرافعة الأساسية التي بإمكانها أن تنهض بالجهات .
وانتقل بنعتيق في مسار كلمته التي وجدت الآذان صاغية للحديث عن الجهة 13 كجهة افتراضية، منوها بالشراكة المتميزة التي تجمع الوزارة مع اتحاد مقاولات المغرب، وجعل هذا التشارك كفيلا بتقديم أجوبة سريعة عن كافة الأسئلة المطروحة، مؤكدا أن الجهة 13 ،هي التي ستفتح الباب أمام مغاربة العالم لممارسة أدوارهم الهامة بدون وسيط مع كل الانجازات، التي تحققت في المغرب، ومع كافة القطاعات .
وبعد العروض، التي تقدم بها مختلف الشركاء على مستوى جهة الرباط سلا زمور زعير ، خاض الجميع في نقاش عميق وحاد في أحيان كثيرة، طبعته الصراحة المتبادلة، وشارك في أجوبته وزير الجالية ووالي الجهة.