في ذكرى وفاته الثالثة والثلاثين : إطلاق اسم الرايس محمد الدمسيري على المركب الثقافي لإمينتانوت

 

أقامت جمعية ازموزال الخير بإمي نتانوت مِؤخرا الملتقى الخامس إحياء للذكرى الثلاثة والثلاثين لوفاة الشارع المناضل الشعبي لسان البكم الرايس اجحود الحاج محمد الدمسيري الذي تخرج من الجامعة الشعبية وتقلد فيها مهنة التدريس بدءا بمدرسة احواش فمدرسة تير وسياد دون نسيان كونه تلقى ما تيسر من القرآن كما صرح بذلك في إحدى قصائده المغناة وكان راعيا للغنم فبائعا للخضر في السوق الأسبوعي ليساعد والده الذي كان جزارا قبل أن تقوده شاعريته المبكرة إلى مسار تيرويسا وهذا موضوع بحاجة إلى كتابة سيرته الذاتية.
استطعنا فقط جمع وتدوين وطبع ديوانين قمت بتعريب الديوان الأول تعميما للفائدة بالنسبة لمن لا يتقنون الأمازيغية، ولشعبيته تم طبع الديوان الأول الذي تتواجد فيه قصيدة «اكرن» الدقيق 1981 التي سجن من أجلها تم طبعه للمرة السادسة رغم العزوف عن القراءة. وللعودة إلى الاحتفاء بذكرى وفاته من طرف جمعية «ازموزال الخير» خطوات الخير بإمي نتانوت ومن طرف من دافع عنهم في حياته من البؤساء نشكر المجلس البلدي لإمي نتانوت الذي بنى مركبا ثقافيا وتوجوه باسم الرايس محمد البنسير، لو استشرت لكان الاسم كالتالي الشاعر المناضل الرايس اجحود الحاج محمد البنسير، وإن النظرة المستقبلية تفرض مركبا ثقافيا يتسع لجمهور المدينة ومحيطها من القرى التي تحتضن حاليا طلبة وأساتذة وكفاءات يجب التخلي عن عقلية الاهتمام فقط بشيشاوة حيث العمالة و… لكل ذي حق حقه، علما بأن المركب الثقافي الصغير من حيث القاعة لا يتوفر بعد على التجهيز ولو على كرسي واحد ما أن بدأت الندوة المشار إليها حتى امتلأت المدرجات الإسمنتية قيل لنا بأن الميزانية المخصصة للتجهيز أربعمائة مليون من السنتيمات نتمنى أن تصرف فيما رصدت إليه علما بأن المحتفى به الرايس محمد البنسير كان فنانا وطنيا ولا يزال بعد وفاته يستحق أن تتوج مؤسسات وشوارع باسمه وسيتم هذا بعد جمع وتدوين وطبع إبداعاته وعندما تتعرض للدراسة والترجمة حيث يعتبر قلبا نابضا لوطنه ومواطنيه وللإنسانية دون أن يطالب بالمقابل من أية مؤسسة وطنية وما كتبته الصحافة الوطنية بالإجماع فور وفاته خير شاهد على ذلك . اعترف الكل بأنه يعتبر مثقفا شعبيا وطنيا كما يعتبر سفيرا لوطنه المغرب بفنة الراقي المعبر في أكثر من دولة …
الدمسيري والملك الحسن الثاني في حياتهما :
مرة على لسان زوجته وبعض أعضاء من فرقته وأكد إلي ذلك في حياته. ذهب ليشارك في حفل غنائي في أحد المناسبات بالقصر الملكي أمام المغفور له الحسن الثاني رحمه الله ووقف الحاضرون تحية لجلالته طبعا الرايس محمد البنسير لم يقف للكسر الذي أصيب به في حادثة سير تقدم إليه الحسن الثاني مخاطبا إياه بقوله : وقف الناس و لم تقف أنت ؟ أراد الدمسيري أن يقف ولاحظ المغفور له الحسن الثاني أنه لا يقوى على الوقوف فتعاطف معه قائلا : أطلب ما شئت لأمنحك إياه، أجابه الدمسيري أريد رضاك سيدي ولا شيء غيره. نادى الحسن الثاني على أحد أطبائه وأمره بإجراء الفحوصات والتحاليل له ثم أخبرني لأبعث به إلى أمريكا أو لغيرها لمعالجته لكن بعد الفحوص والتحاليل رفض شاعرنا الرايس الدمسيري أن يذهب إلى الخارج للمعالجة لو كان غيره وفي حالته الصحية تلك، لبكى أمامه واستبكى ولطلب منه رخصة حافلة أو سيارة أجرة ولمنحت له ظرفذاك لكن قال له أريد رضاك ولا شيء غيره، وبهذا يعبر عن عزة النفس وعن كونه تبرأ من الانتهازية وأخواتها.
مكافأة ملكية فور وفاته وعد بها العامل أسرته 1989، ولم تتوصل بها لحد الآن 2022 !! :
فور وفاته حمل السيد مطيع عامل صاحب الجلالة على الدارالبيضاء تعزية ملكية لأسرته، لزوجته ووالدته وبناته الأربعة رفقة مرافقيه بحضور المرحوم المناضل الوطني علي يعتة في هذه الزيارة حمل معه العامل مكافأة ملكية تساعد أسرة الفقيد على التغلب على المصاريف اليومية بعد فقدانها لمعيلها الوحيد والمكافأة الملكية عبارة عن رخصتين لسيارة الأجرة واحدة لوالدة المرحوم الدمسيري والثانية لزوجته وبناته وأمرهما بإعداد ملفين والذهاب بهما إلى مكتب عينه لهما بالحي الحسني، فعلا تم وضع الملفين والوثائق المطلوبة وتم الاستفسار عن الرخصتين لسنوات واستنتجت الأسرة ومساعديها أن الهبة الملكية المستحقة تلك سلمت لجهات أخرى كما حدث في عشرات الحالات، خاصة في السبعينيات والثمانينيات وهذا ناتج عن الثقة التي وضعها ويضعها القصر في عماله وفي كل من يتحمل مسؤولية في قطاع ما مع غياب عنصر المتابعة والمساءلة والمحاسبة والعقاب مما شجع بعض المسؤولين على النهب والطمع حتى في الهبات الملكية التي تمنح لمن يستحقونها لكن لتنتزع منهم ولتمنح لمن لا يستحقونها، وغالبا ما تمنح لمن ليسوا بحاجة إليها من باب «زد الشحمة فظهر المعلوف» على لسان المثل المغربي وهذه المخالفة بحاجة إلى المتابعة من طرف الجهات المسؤولة، فالشاعر الرايس الحاج محمد الدمسيري رحمه الله كان قلبا نابضا لوطنه ومواطنيه حيا وميتا، حيا في روائعه التي تركها وقد نعود للاستشهاد بأبيات شعرية من شعره وغنائه مع تعريبها تعميما للفائدة خاصة تلك التي خصصهاللسطو على حقوق الضعفاء وعلى الفوارق الطبقية…


الكاتب : محمد مستاوي

  

بتاريخ : 19/12/2022