في رسالة شديدة اللهجة، الشبيبة الاتحادية ترد على منظمة «YES » : ما هي الأسباب التي تجعل منظمة يسارية تتبنى رموز ومفاهيم الإمبريالية؟

بعدما تطاول منظمة «yes» على على الوحدة الترابية للمملكة المغربية، ردت الشبيبة الاتحادية، في بيان شديد اللهجة، على هذه المنظمة، مسائلة «عن الأسباب التي تجعل منظمة تقدمية ويسارية تتبنى رموز ومفاهيم الإمبريالية؟ «.
رسالة الشبيبة الاتحادية، وهي ترد على بيان المنظمة المذكور حول ما تسميه «الصحراء الغربية»، قدمت تحليلا واقعيا بعبارات ومفاهيم وأيضا إحالات على أحداث ووقائع،  انطلاقا من كونها كمنظمة شبابية فرع قطاعي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وعضو مراقب في منظمةYES  ، مؤكدة أن الإيضاحات والملاحظات والاقتراحات التي طرحتها كفيلة برفع أي لبس عن عدالة قضيتنا الوطنية.
في البداية توقفت الرسالة عند مصطلح  «شعب الصحراء الغربية» الذي استعملته منظمة YES في بيانها، وذكرت  الشبيبة الاتحادية أن هذا المفهوم يعتبر نتاجا استعماريًا محضا، وليس له أي وجود أنثروبولوجي أو عرقي، مؤكدة أنه على أرض الواقع، يوجد الشعب الصحراوي على الأرض من البحر الأحمر إلى المحيط الأطلسي، وأن له موروثا وإطارا  ثقافيا ولغويا وتاريخيا مشتركا، وبالتالي فإن الشعب الصحراوي موجود في كل بلدان شمال إفريقيا والساحل، وأن مفهوم «الصحراء الغربية» صاغه المستعمر الإسباني.
وأضافت الرسالة أنه على أرض الواقع ، حتى جبهة البوليساريو لا تسمى جبهة تحرير الصحراء الغربية  بل الساقية الحمراء و وادي الذهب .
لذلك ، تضيف الرسالة:  «نتساءل عن الأسباب التي تجعل من منظمة تقدمية ويسارية تتبنى رموز ومفاهيم الإمبريالية؟ «.

وأضافت رسالة الشبيبة الاتحادية: «كيف يمكن أن يكون موقف منظمة  YES متحيزًا وغير عادل إلى هذا الحد في معاملة السكان الصحراويين، وعدم الاستماع إلى وجهة نظر الصحراويون ببلدهم المغرب. على الرغم من أن هذه الفئة من السكان هي الأغلبية؛ فالمنظمة لم  تأخذ بعين الاعتبار وجهات نظر جمعيات ضحايا  عنف  البوليساريو، و لا النساء المغتصبات، و ولم تكترث للأطفال الذين انتزعوا من عائلاتهم وسلموا  لأسر كوبية أو إسبانية لتبنيهم، ولم تلتفت المنظمة إلى جرائم تعذيب وتصفية معارضي البوليساريو. «
كما تساءل بيان/ رسالة شبيبة حزب «الاتحاد الاشتراكي» باستغراب، عن  القبضة الحديدية التي تدار بها مخيمات تندوف من قبل  منظمة واحدة طيلة 46 عامًا، ويتم ذلك بتمويل  ودعم من قبل النظام العسكري الجزائري الذي يعتبر الأب الروحي، مع  العلم أن تصنيف هذه المنظمات من قبل محاكم الدول الديمقراطية يقوم على أساس أنها مجرد جماعات إرهابية  ومافيات  فقط.
زيادة في فضح انحياز منظمة YES للأطروحة الجزائرية وكشف زيف الخطاب والمواقف، ذكر بيان الشبيبة الاتحادية، بلغة صريحة، أن دعم البوليساريو في سعيها لإنشاء جمهورية دمية كما لو أنه في الحرب الروسية الأوكرانية، اختار YES المعسكر الروسي في طلبه لإنشاء جمهوريات في دونباس ولوغانسك، وكذلك الأمر بالنسبة لمشكل  اللاجئين عندما يتعلق الأمر بمهاجرين أفارقة   يُتركون ليموتوا في البحر، وعندما يرتبط الأمر بالأوروبيين يتم الترحيب بهم بأذرع مفتوحة.
وأضاف البيان «عندما يتعلق الأمر بالسلامة الإقليمية لدولة أوروبية، فإننا لا نسمع صوت منظمة YES،  ومع ذلك، فمن المفترض أن تهتم منظمة الشباب الأوروبي بالشؤون الأوروبية .»
وتساءلت رسالة الشبيبة الاتحادية عن  موقف YES من قضية كورسيكا، والأقاليم الفرنسية لما وراء البحار، وأيرلندا الشمالية، وبلاد الباسك، وكاتالونيا، وجرينلاند، وما إلى ذلك؟   ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بالدول الأفريقية، فإن YES لديها رأي واضح (على الرغم من أنها  ليست لها دراية بالواقع الثقافي والتاريخي والاجتماعي والسياسي) .
وتأسيسا على ما سبق، استغربت شبيبة حزب الاتحاد الاشتراكي أن كانت منظمة YES قد أعطت لنفسها الحق في المساعدة على تعزيز تفكك الدول الأفريقية، وإنشاء كيانات ضعيفة غير قادرة حتى على توفير حاجيات السكان الأساسية، وفي مقدمتها الأمن.
وذكرت الرسالة/ المرافعة أن YES تقف ضد رأي الحكومات الأوروبية التي تديرها الأحزاب اليسارية (إسبانيا وألمانيا والمفوضية الأوروبية) وتدعي أنها أكثر وعيًا من هؤلاء القادة الاشتراكيين أنفسهم، مدعية  أن خطة الحكم الذاتي المغربية المتقدمة لا تتماشى مع خطط الأمم المتحدة، علما أنها الوحيدة المطروحة على الطاولة منذ عام 2007 .
وأكدت الشبيبة الاتحادية أن مقترح الحكم الذاتي المتقدم الذي اقترحه المغرب هو الإطار الواقعي لحل النزاع المفتعل بالصحراء المغربية، وبخصوص طرح استفتاء تقرير المصير،   فحتى الأمم المتحدة ومبعوثيها الخاصين يعترفون بأن هذا الخيار غير واقعي، وغير قابل للتطبيق على الأرض،  وبالتالي، فإن دعم الحل السلمي و الواقعي سيكون للمقترح الذي قدمه المغرب، والذي دعمه الاشتراكيون الألمان والإسبان  والذين يرأسون  حكومات بلدانهم .
وخلصت رسالة الشبيبة الاتحادية إلى أن الدفاع الحقيقي عن مصالح السكان الصحراويين هو تحريرهم من تسلط البوليساريو والجزائر والسماح للمحتجزين في تندوف بالتحرك بحرية، والوصول إلى الخدمات الاجتماعية.
وفي الختام شددت الرسالة بالقول أن الشبيبة الاتحادية تدرك أن بيان منظمة YES لا يمثل موقف الشباب الاشتراكي الأوروبي، الذين لديهم معرفة جيدة بالمغرب وتاريخه ومسار تطوره، « هؤلاء الشباب يعرفون أن مزاعم البوليساريو ما هي إلا محض دعاية هدفها تحصيل الأموال من المجتمع المدني ومن الدول الأوروبية وهو ما توقفت عنده تقارير المفوضية الأوروبية، ولكن تم تجاهلها بشكل غريب من قبل YES.


بتاريخ : 07/04/2022