في روايته الجديدة «عشاق الدار البيضاء»:“Les amants de Casablanca” . .الطاهر بنجلون: هل الانسان قادر على احتضان تناقضاته؟

تتتبع الرواية الجديدة للروائي الطاهر بن جلون “Les amants de Casablanca”(عشاق الدار البيضاء)، الصادرة عن دار غاليمار الفرنسية قصة حب بين نبيل ولمياء، اللذين تربطهما علاقة زوجية متينة مضى عليها عشر سنوات. إذ تعرفا على بعضهما بمدينة باريس، وأسسا معا منزلا وأنجبا ثلاثة أطفال، حتى اليوم الذي وقعت فيه في حب دانيال، زير نساء.
وبالمناوبة بين وجهات نظر البطلين، تكشف هذه الرواية عن قوة الحب الأول، ومآزق الزواج وتناقضات الرغبة. أي مستقبل لامرأة طموحة في عالم ذكوري حيث تأتي الحرية بثمن باهظ ؟
ويستكشف هذا العمل، الذي يقع في 326 صفحة ، المغامرة الكبرى للزواج، وتذبذبات الرغبة، وقدرة الكائن البشري على احتضان تناقضاته.
الرواية اتخذت من الدار البيضاء، ذات آلاف الوجوه والهويات، خلفية لهذه القصة حول فشل علاقة زوجية تربط شابين يبدوان نموذجيين لكنهما في الأصل ضحيتا تناقضاتهما، وهو بحسب المؤلف، مصير العديد من العلاقات الزوجية الشابة المعاصرة، التي تجد نفسها ما بين مطرقة الحداثة وسندان التقاليد.
وفي تصريح لـ (M24)، القناة الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أشار الكاتب إلى أن اختياره لمدينة الدار البيضاء في عمله يفسر حقيقة أن العاصمة الاقتصادية تعتبر رئة المملكة، مؤكدا أن الدار البيضاء مدينة «قائمة»، ومعروفة بديناميتها الكبيرة، ومليئة بالطاقة والتناقض.
موضحا أنه استغل هذا المكان «لملاحظة كل تناقضات مجتمعنا التي لها قدم في الحداثة وأخرى في التقاليد»، مضيفا أنها «قصة خيالية تضم شخصيات من الحياة اليومية وقصة حبهم التي من خلالها أحكي حول مغرب اليوم».
وتابع بن جلون أن «الكتاب يروي قصة حب كلاسيكية لزوجين شابين التقيا وهما لا يزالان في مرحلة الدراسة بفرنسا وتزوجا في المغرب وكونا أسرة»، مشيرا إلى أن هذا الحب سيواجه بعض الصعوبات بما في ذلك الخيانة.
وأوضح أن هذه الخيانة ستمكن لمياء، الشخصية الأنثوية، من أن تعيش حياتها كما ترغب، بمزيد من الحرية والطموح وروح الابتكار.
ويصف هذا الكتاب كيف تمكن الإحباط ونمط الحياة الممل، إلى جانب التدخل العائلي، من تكوين كوكتيل متفجر هز أركان علاقة زوجية تربط لمياء الصيدلانية اللامعة والطموحة، بنبيل الطبيب الإنساني والملتزم، أكثر من اللازم.تدور أطوار القصة حول الزوجة المحبطة التي تعيش بخيبة أمل لرؤية زوجها يعتني بمرضاه المحرومين أكثر من اعتنائه بعلاقته الزوجية، وفي صمت رهيب يقودها إلى طريق الخيانة المتعرج. كيف سمحا للأمور بأن تأخذ هذا المنحى الخطر؟ هكذا، تمكن بنجلون من وصف الحالة المزاجية للمياء ونبيل بتناقضها وتعقيدها، مع الحرص على عدم الانحياز لأي طرف.
وفي رد على سؤال حول موقف “الحياد” الذي تبناه طوال القصة، قال الكاتب «أنا روائي ولست قاضيا، والروائي مراقب وشاهد على الحدث».
والطاهر بنجلون هو روائي وشاعر ورسام وعضو أكاديمية غونكور، حائز على جائزة غونكور سنة 1987 عن «ليلة القدر». له العديد من الروايات نذكر منها: «ليلة الخطأ»، و»العقاب» و»صلاة الغائب».


بتاريخ : 24/05/2023