في ظل إغلاق الملاعب وتوقف الدعم : أوضاع لاعبات كرة القدم تزداد تأزما بسبب طوارئ كورونا

 

ارتفعت في الآونة الأخيرة حملات مناهضة العنف ضد المرأة خلال الحجر الصحي/ المنزلي، والتي جرى إطلاقها من طرف هيئات نسائية، مثل «اتحاد العمل النسائي» و»المبادرة النسوية الأورومتوسطية» و»فيدرالية رابطة حقوق النساء» و»الاتحاد الوطني لنساء المغرب»، وربما لم يكن مفاجئا أن ترفع فئة من النساء نداء من أجل إنقاذهن من «العنف السوسيو اقتصادي» الذي يتخبطن فيه، بسبب ظروف حالة الطوارئ الصحية والاجراءات الاحترازية، ويتعلق الأمر بلاعبات كرة القدم النسوية، بعد توقف نشاطهن بسبب جائحة فيروس كورونا، وهن الآن يواجهن الهشاشة في العتمة بدل الأضواء التي كانت مسلطة عليهن وهن في قلب الملاعب.
وفي هذا الصدد، رددت مواقع التواصل الاجتماعي صدى الصرخة التي أطلقتها، صبيحة السبت فاتح ماي، حارسة أطلس 05 للفقيه بن صالح والمنتخب الوطني، مارية أوعزو، لأجل إنقاذ لاعبات كرة القدم من الوضع الصعب الذي يعانينه منذ تفشي وباء كرونا المستجد ببلادنا، واتخاذ السلطات العمومية قرار الحجر الصحي، وإيقاف المنافسات الوطنية وإغلاق الملاعب، الواقع المفاجئ الذي أفقدهن عملهن الذي هو مورد عيشهن، وتم التخلي عنهن في هاته الظروف العصيبة، ولم تظل صرخة اللاعبة حبيسة صفحتها الشخصية بعد أن تمددت بسرعة كبيرة، وتحولت إلى «حملة وطنية من أجل دعم لاعبات كرة القدم النسوية» في كل أرجاء البلاد.
وفي اتصال برئيس نادي الآفاق الرياضي للكرة النسوية، محمد العبدي، أكد بمرارة شديدة أن لاعبات كرة القدم  فقدن أجورهن، بعد منح المباريات والتوقيع، دون تعويضهن لا من طرف الجهات المعنية ولا الدولة، علما أن الغالبية العظمى من اللاعبات لا تتوفرن على لا على بطاقة الضمان الاجتماعي ولا بطاقة الراميد، فيما لم يتخلفن عن تقديم طلبات الدعم دون الاستجابة لهن.
وبالمقابل، يضيف ذات المصدر، ستكون الجامعة قد أثقلت كاهل الفرق إذا لم تسارع إلى صرف الشطر الثالث للمنحة، على هزالتها، ومنها فرق تقوم بتضحيات جسيمة، والمتمثل في 50 ألف درهم للقسم الأول، وستلجأ إلى الاقتطاع منه في عز الجائحة و20 ألف درهم للقسم الثاني.
وارتباطا بالموضوع، لم يفت مصادر مسؤولة التعبير عن تحفظها حيال التعليمات الواردة على المؤسسات المنتخبة من أجل عدم صرف المنح المخصصة للفرق الرياضية، مقابل تحويل جزء منها لأجل اقتناء المعقمات وتوزيع القفف، علاوة على تلكؤ بعض المجالس الجهوية في صرف المنح، ومنها أساسا المجلس الجهوي لجهة بني ملال خنيفرة، الذي عمد إلى التماطل في صرف الشطر الثاني لمنحة سنة 2019، ما تسبب في خنق الفرق الرياضية بالجهة، ما رفع من وتيرة «الحملة الوطنية لدعم لاعبات كرة القدم النسوية» خلال هاته الفترة العصيبة، مع مطالبة الجامعة بالإفراج عن الشطر الثالث، ومن وزير الداخلية بالتدخل لصرف منح الجماعات لفائدة الفرق النسوية.
وكان الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين، قد حذر، في تقرير له، من تعرض كرة القدم النسوية لخطر التراجع إثر توقف النشاط بسبب جائحة كورونا، مذكرا بأن اللعبة النسوية قد تواجه «تهديدا لوجودها»، إذا لم يتم وضع اعتبارات محددة لحماية صناعتها»، وربما «تفقد العديد من اللاعبات مصدر رزقهن جراء الجائحة، في حين لم يفت «وكالة رويترز» نقل تصريح للأمين العام للاتحاد يوناس باير-هوفمان، أكد فيه «أن كرة القدم النسوية ستتأثر بشدة مقارنة بمنافسات الرجال»، هذا بالنسبة لما يسمى بالدول العظمى بالأحرى لاعبات بلادنا اللواتي يعتبر جلهن من الطبقات الهشة والأكثر تأثرا بالجائحة.


الكاتب : أحمد بيضي

  

بتاريخ : 05/05/2020