في ظل ظروف قاسية … ممرضة «قابلة» تتمكن من توليد امرأة حامل في العراء بأعالي جبال جماعة املشيل

تمكنت، مؤخرا، ممرضة (قابلة) تسمى «إيمان» من توليد امرأة حامل في الثلاثينات من العمر، في العراء بأعالي جبال جماعة إملشيل بمنطقة أيت عبدي بالنفوذ الترابي لإقليم ميدلت، وذلك بعدما استحال على المرأة الحامل الوصول إلى دار الأمومة الكائنة بمركز الجماعة، بسبب وعورة التضاريس وغياب المواصلات بالمنطقة.
مصادر من عين المكان أشارت إلى «أن رحلة «إيمان» البالغة من العمر 23 سنة، مع سائق سيارة إسعاف تابعة لجماعة إملشيل، بدأت في الساعة السابعة صباحا، حيث تطلب الوصول إلى دوار «تيط نغبولى» 5 ساعات متواصلة في طريق وعرة وضيقة على حافة جبل، في وقت كان الأمر الطبيعي أن تتوجه المرأة الحامل بنفسها إلى دار الأمومة بإملشيل، لكن عدم توفر المعنية على وسيلة نقل وصعوبة التضاريس حال دون ذلك. بعد وصول «المولّدة» لعين المكان، وجدت المرأة الحامل في حالة صحية متدهورة ، رغم محاولات نساء القرية توليدها بالطرق التقليدية، وباشرت «إيمان» الحديثة التخرج من المعهد العالي للمهن التمريضية، عملها لتتمكن بعد مرور أزيد من ساعة من الزمن من إنهاء معاناة السيدة، لتضع هذه الأخيرة رضيعتها رغم ظروف ومكان الوضع، حيث استطاعت المولدة الشابة باجتهادها و تفانيها، أن تمنح السيدة الحامل كافة الإسعافات الأولية المطلوبة أمام ترقب كبير لأفراد أسرتها وباقي سكان الدوار».
ووفق المصادر ذاتها، فقد «سبق للمرأة الحامل، أن تم نقلها في ولادتها الأولى عبر مروحية تابعة لوزارة الصحة نحو مستشفى بمراكش حيث وضعت مولودها، قبل أن يتجدد حملها وتجد مرة أخرى صعوبة في التنقل نحو أقرب مركز للولادة الكائن بالجماعة»، وذلك «بعد أن تم توقيف العمل بالمروحية، التي كانت تنقل حوامل أعالي جبال الأطلس الشرقي الى المستشفى «حسب جمعويين بإقليم ميدلت.
إنه نموذج آخر لأوجه المعاناة التي تواجه ساكنة العديد من المناطق الجبلية ذات التضاريس الوعرة، والتي تزداد حدة أثناء «حالات الطوارئ» الصحية التي تستدعي تدخلا إسعافيا عاجلا، تعلق الأمر بحالات الولادة المستعصية، أو تعرض شخص ما – طفلا كان أم من كبار السن – للدغة عقرب أو ثعبان، كما يحدث ،عادة، في فصل الصيف؟


الكاتب : فجر مبارك

  

بتاريخ : 21/06/2022