بعد أزيد من 30 ساعة تحت الأنقاض، تمكن متطوعون من أبناء مدينة جرادة من إخراج جثتي ضحيتي لقمة العيش حسين وجدوان الدعيوي (30 و23 سنة، متزوجان ولديهما أطفال)، وبحضور جماهيري كثيف متكون من نساء وأطفال ورجال، ناهز الألفي شخص، تم حمل جثتي الضحيتين على متن سيارة كبيرة في ملكية أحد الخواص.
وفي مسيرة شعبية حملت شعار «الشهيد خلى وصية، لا تنازل على القضية»، طاف أبناء جرادة الصامدة بشهيدي لقمة العيش أرجاء المدينة ليستقر بهم المطاف أمام مقر عمالة الإقليم، قبل أن يتم نقل الجثتين إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي.
وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي ليلتها، خبرا جاء فيه: «سيدفن جثمان الشهيدين هذه الليلة، وقد علمنا من مصادر موثوقة أن المسؤولين عن هذه المدينة قاموا بتهديد أسرة الشهيدين، كما تم تهديد الأشخاص الذين يعملون على حفر القبور من داخل المقبرة وإجبارهم على حفر قبري الشهيدين…»، وعلمت «الاتحاد الاشتراكي» أن هذا الخبر استنفر ساكنة المدينة بنسائها ورجالها، حيث انتقلوا إلى المقبرة وتأكد لهم بالفعل حفر القبرين ومحاولة دفن الجثتين في الليل، وهو ما دفعهم إلى قضاء ليلة السبت/الأحد داخل المقبرة تحسبا لأي طارئ.
وإلى ذلك، فقد عرفت المدينة استنفارا أمنيا منذ يوم الجمعة الماضي، خاصة وأن المدينة تعيش حالة من الاحتقان زادت حدتها بعدما عجز عناصر الوقاية المدنية عن انتشال جثتي الضحيتين إلى أن تطوع بعض المواطنين ونزلوا إلى البئر على عمق 90 مترا وتمكنوا في الأخير من إيجادهما والعمل على إخراجهما.
وتجدر الإشارة إلى أن الشقيقين حسين وجدوان الدعيوي، لقيا مصرعهما صباح الجمعة 22 دجنبر الجاري، داخل أحد آبار الفحم الحجري المعروفة ب»السندريات»، حيث داهمتهما المياه وهما داخل البئر دون أن تترك لهما مجالا للهرب.