تعد مدينة الرحمة، الواقعة بجماعة دار بوعزة في إقليم النواصر، واحدة من أكبر الأحياء كثافةً ومساحةً في جهة الدار البيضاء-سطات. ومع ذلك، فإن المدينة تعاني من غياب مقر خاص بالوقاية المدنية، وهو ما يثير استياء الساكنة في ظل تزايد الحوادث المختلفة، من حرائق، وغيرها. وكان آخر هذه الحوادث هو الانهيار الأرضي في اولاد احمد نتيجة مشاكل قنوات الصرف الصحي والبنية التحتية، بالإضافة إلى انفجار قنينات الغاز في أحد المنازل، الذي وقع تزامنًا مع شهر رمضان، مما أسفر عن وقوع ضحايا ووفيات، وهي الحوادث التي تُظهر بوضوح الحاجة الملحة لتواجد مقر خاص للوقاية المدينة، حيث إن أي تأخر لرجال الوقاية المدنية في الوصول إلى مكان الحادث يكون له عواقب وخيمة على الأرواح والممتلكات، باعتبار أن هذه المشاكل تتفاقم بسبب غياب آليات التدخل السريع والفعّال، مما يضطر الساكنة للاعتماد على جهودهم الذاتية في مواجهة الحوادث؛ حيث عادةً ما يتم استدعاء فرق الوقاية المدنية من مقر القيادة الإقليمية للوقاية المدنية بأولاد صالح بالنواصر، الذي شيد لتعزيز وتقريب الخدمات لفائدة ساكنة جماعتي أولاد صالح وبوسكورة، كأقرب منطقة، وكذا وجود سيارة إسعاف وحيدة، تقول مصادر تابعة للوقاية المدنية، تربط بين جماعتي أولاد عزوز ومدينة الرحمة، الأمر الذي يزيد من زمن الاستجابة السريعة ويعرض الأرواح للخطر، خصوصا مع الاختناق المروري الذي تعاني منه الرحمة منذ مدة، لدرجة تتعقد فيها عمليات التدخل، وهو ما يطرح تساؤلات حول فعالية النظام الحالي
هذا، وفي خضم هذه الأوضاع، وطبقا لدستور المملكة المغربية، الذي ينص الفصل 21 منه، أنه لكل فرد الحق في سلامة جسده والسلطات العمومية تضمن سلامة السكان، ولا يجوز المس بالسلامة الجسدية في أي ظرف، تتزايد المطالب من قبل الساكنة وفعاليات المجتمع المدني لإنشاء مقر خاص بالوقاية المدنية في مدينة الرحمة، إذ يعتبر غيابه نقصا كبيرا في معايير السلامة، الأمر الذي يستدعي تدخل الجهات المعنية لمراقبة وتحسين شروط السلامة في المنطقة. كما يبقى السؤال مطروحًا: ما هي الأسباب وراء غياب مقر للوقاية المدنية في مدينة الرحمة رغم حداثة نشأتها، وما هو دور الجهات المعنية في ضمان سلامة المواطنين؟
في غياب مقر للوقاية المدنية شروط ومعاييرالسلامة بمدينة الرحمة تثير استياء الساكنة

الكاتب : عبد الهادي بكور
بتاريخ : 23/04/2025