في لقاء لتقديم كتاب «ذهبنا إلى الصين، وعدنا… من المستقبل» بمعهد كونفوشيوس بالرباط

السفير لي تشانغ لين :
النموذج التنموي الجديد خطوة لتحقيق التنمية التي يحتفي بها الكتاب
كريمة اليتريبي:
أهمية الكتاب دفعت المعهد إلى ترجمته إلى اللغة الصينية
عبد الحميد جماهري:
الشعوب التي لا تثق في حرارة شبابها يقتلها البرد

 

 

في جو فكري رفيع المستوى، ولحظات ثقافية مائزة، وحضور نوعي عال، جرى تقديم كتاب «ذهبنا إلى الصين، وعدنا… من المستقبل» للكاتب والصحفي عبد الحميد جماهري في أول موسم لمعهد كونفوشيوس التابع لجامعة محمد الخامس بالرباط يوم السبت 25 مارس 2023، بمقر المعهد.
مفاجأة هذا اللقاء الفكري والأدبي، الذي سيرت أشغاله مديرة معهد كونفيشيوس كريمة اليثريبي، كانت الكشف عن هدية رمزية، قوية، دالة ومفاجئة لفائدة مؤلف الكتاب، وهي ترجمة هذا الكتاب من قبل المعهد إلى اللغة الصينية، نظرا لقيمته الأدبية والثقافية والحضارية والإنسانية، بما أن الكتاب يسافر بك في الجغرافية والتاريخ والحضارة والثقافة الصينية والنبوغ لدى العنصر البشري الصيني والذكاء الطبيعي والاصطناعي الذي يتميز به.
لقد حقق هذا اللقاء البهي، الذي حضره لي تشانغلين سفير دولة الصين الشعبية المعتمد بالرباط، ومجموعة من الباحثين والجامعيين والإعلاميين والمهتمين باللغة والثقافة الصينية وعدد من طلبة المعهد من المغرب والصين، هدفا فكريا وإبداعيا بامتياز، طالما يتمناه وينشده كل مؤلف كتاب، ألا وهو تحقيق ترجمته إلى لغات أخرى كي تصل أفكار المؤلف وما يجول في خاطره وعقله إلى عدد من القراء متعددي الألسن، وهذا ما يعرفه بعمق الكاتب عبدالحميد جماهري الذي خبر ممارسة الترجمة ويعي أهميتها ومغزاها ومراميها.
اللقاء شكل مناسبة للكاتب جماهري ليطلع الحضور وبالخصوص طلاب المعهد الذين حضروا بكثافة، على مضامين هذا الكتاب وظروف إخراجه إلى حيز الوجود، وهو حصيلة أربع زيارات للكاتب إلى بلاد الصين ما بين سنة 2011 و 2020، التي يقول جماهري عن شعبها «رأيت شعبا، يقيم، منذ الآن، في المستقبل، وزرت الشعب الذي يخيف الولايات المتحدة، وقد تفهمت هذا الخوف، وقلت في نفسي: لهم الحق أن يخافوا.»
وأبرز الكاتب، على أنه حاول اختزال زياراته الأربع لبلاد الصين، والتي كانت أحيانا بعدة قبعات مختلفة أولا كصحفي، وثانيا كمسؤول حزبي عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أو كمنتخب بمجلس جهة الدار البيضاء سطات، في هذا الكتاب، معتبرا في نفس الوقت أن هذا الكتاب المرآة لهذا البلد الآسيوي العملاق، عبارة عن عصارة لهذا الرحلات، وقف فيه عن قرب على الحضارة الصينية النابعة من التاريخ، وبفضل العقل والذكاء الصيني المتفرد المتجه للمستقبل، والذي لمسه كذلك من خلال زياراته لعدد من الأمكنة والجهات والمؤسسات ولقاءاته مع عدد من النخب الصينية السياسية والإعلامية.
اللقاء كان فرصة سانحة أيضا، لتفاعل الكاتب مع تدخلات وتساؤلات طلبة المعهد، التي كانت في مستوى سمو هذه اللحظة الجميلة، إذ اعتبر الكاتب جماهري في رد على تساؤل، «ضرورة أن يكون هناك إيمان راسخ بقوة الشباب والثقة في مقوماته، فالشعوب التي لا تثق في حرارة شبابها يقتلها البرد»، داعيا لضرورة « أن يثق المغرب في شبابه، فحين يكون حب البلد والراية والنية يكون العطاء الكبير جدا».
جماهري أكد أيضا على أن أي عمل ينطلق من القلب لايمكن إلا أن نربح رهاناته، لأنه يكون عملا صادقا، في إطار تفاعله مع تساؤل لطالب بالمعهد الذي ذكر بأحد مقولات المفكر كونفوشيوس التي تقول : «أينما ذهبت اذهب بقلبك» وتابع، فالكاتب جماهري ذهب إلى الصين بقلبه.
سفير الصين نوه بدوره في تصريح له للصحافة، بهذا الكتاب الذي يسلط الضوء على القفزة التكنولوجية التي تشهدها الصين في مختلف المجالات، مؤكدا على أهميتها في تطور البلدان.
وفي ذات السياق أشار السفير الصيني إلى أن المغرب «يمضي قدما في مسار التنمية بفضل النموذج التنموي الجديد الذي ينتهجه»، مثمنا العمل الكبير الذي يقوم به معهد كونفوشيوس للترويج للغة الصينية والتعريف بالثقافة الصينية في المغرب، من خلال تنظيم تظاهرات ثقافية ومحاضرات علمية.
يذكر أن عبد الحميد جماهري هو مدير نشر وتحرير لجريدة «الاتحاد الاشتراكي»، كاتب وشاعر صدرت له العديد من الدواوين كـ»مهن الوهم» (1991)، و»بنصف المعنى فقط» (2009)، و»نثريات الغريب» (2015)، و»جاؤوا لنقص في السماء» الصادر سنة 2021.


الكاتب : الرباط: عبد الحق الريحاني

  

بتاريخ : 27/03/2023