في محبة الأمل

 

أبانا الذي علّمنا الخوفَ من رذاذِ الأماسي
والسّيرَ بين ظلالِ الكرومِ
مسْرعينَ، وهامسينَ
أبانا الذي خلفَ البابِ، وقبلَ البابِ
وأعلى قليلا من حبقِ الصّبايا
ها نحن، يتاماكَ العميانُ
رياحينُ الفرحةِ الأولى
عالقونَ بين الحجارةِ
والبرقِ المسفوحِ على ركبِ الهاربينَ
نتعثر حينا
ننهض حينا
ونصرخُ في كل الأوقاتِ:
يا قطّاعَ المعابرِ
أيّها القراصنةُ، والغزاةُ
أيّها العتاةُ ، والقرابينُ المحشوةُ
بالفرحِ، والزبيبِ
إنّا أخطأْنا شهوةَ الزّلزالِ
والطريقَ إلى الزّلزالِ، مراراً
وما مرّ عامٌ لمْ يغلقْ علينا فيهِ بابٌ
يا أبانا الذي خلفَ البابِ
وما مرّ عامٌ لم يطلعْ فيهِ
من جماجِمنا، شجرٌ ، أو مسيلُ ماءٍ
وما مرّ عامٌ لم تأتِ فيهِ إلينا
سفينةُ قرصانٍ، أو حجرٌ طائشٌ
من عاشق يهوى صيْدَ الطّيورِ
وفاكهةَ الظّلّ
حجرٌ مسنونٌ سفحَ البرقَ المكتومَ
في دارتِنا البعيدةِ
فاسْتويْنا مثلَ ريحٍ طيبةٍ
دسّها النّسيانُ في كفّ خائفٍ
ودحْرجْناها!


الكاتب : فتح الله بوعزة

  

بتاريخ : 24/04/2020