زياش خارج الحسابات لأنه حاول نسف المنتخب من الداخل
استعرض الناخب الوطني، وحيد خاليلوزيتش، في لقاء إعلامي، عقده صباح أمس الخميس بمركز محمد السادس بالمعمورة، أسباب الخروج من ربع نهائي كأس أمم إفريقيا على يد المنتخب المصري.
وقال المدرب البوسني إنه لا يخشى الانتقادات، وهو مستعد للرحيل الآن إذا كان ذلك سيفيد المنتخب الوطني المغربي، وليس انتظار التعثر في الدور الحاسم من تصفيات مونديال قطر 2022، مشددا على أن الرهان الأكبر الذي تعاقد عليه مع الجامعة كان هو إيصال المنتخب المغربي إلى مونديال 2022، وهو الآن على بعد خطوة صغيرة من تحقيق ذلك، كما أنه لمس شغفا لدى الجامعة ورغبة كبيرة في المنافسة بقوة على بطولة أمم إفريقيا، التي تجري أطوارها بالكاميرون،فقرر ركوب التحدي وكان قريبا من بلوغ الهدف، لو سجل نايف أكرد الكرة التي ردتها العارضة أمام منتخب مصر، الذي فاز على المنتخب الوطني بكثير من الخبث والغش، فلا يعقل أن تتحول مباراة كرة القدم إلى حلبة للعراك والملاكمة.
وبعد أن أبدى أسفه للإقصاء، اعتذر وحيد للجمهور المغربي عن الخورج من دور الربع، لكنه قال إن الفريق المغربي يتوفر على مجموعة شابة وواعدة قادرة على صنع الأفراح، ويمكن لها أن تحقق النتائج الإيجابية في المستقبل ولعدة سنوات.
وأوضح وحيد خاليلوزيتش، الذي أبدى ثقة كبيرة في النفس وهو يجيب عن أسئلة الصحافيين، أنه جاهز للانتقاد وتقديم الحساب، حيث أصر على تقديم إجاباته للجمهور المغربي عند العودة،بعدما سمع الكثير من التفاهات والمغالطات، مفضلا عدم الخروج بتصريحات صحافية عقب الاقصاء وعلى مرأى ومسمع من مسؤولي الكاف، علما بأنه عاش لحظات حزينة عقب الإقصاء، حيث كانت الأجواء مشحونة للغاية، وكان اللاعبون في وضع نفسي سيء، كما حدثت أمور بالقرب من مستودعات الملابس،وكان من الممكن أن تفضي إلى أمور غير محمودة.
وأضاف المدرب البوسني أنه يتحمل مسؤولية اختياراته التقنية، سواء أعلى مستوى اللائحة التي أعدها للمشاركة في المسابقة القارية أم مستوى التشكيلة التي واجه بها المنتخب المصري، و»الذي لم ينتصر علينا سوى بتفاصيل وجزئيات صغيرة، ومن ضمنها توفره على لاعب بحجم عالمي من قيمة محمد صلاح، الذي حاولنا محاصرته طيلة المباراة، ولازمه آدم ماسينا كظله، ونجح في مهمته، لكنه عندما تركه مرة واحدة تمكن من هز الشباك، وهذا النوع من اللاعبين هو من يقدم الإضافة، ومع الأسف لا نتوفر عليه داخل المنتخب الوطني، علما بأنه توفر لدينا في شهر نونبر، كما حاول بوفال في بعض الفترات أن يقدمه، لكنه كان عائدا من فترة فراغ دامت طويلا».
وشدد وحيد على أن أكرد لو توفق في تسجيل كرته ما كنا الآن في هذه القاعة نقدم الحساب، ولهذا فإن حصيلة المنتخب الوطني في هذه الدورة القارية، وفي شموليتها، تبقى إيجابية، رغم الحسرة الكبيرة ومرارة الإقصاء، لكنه يثق في الغد، ويثق في لاعبيه الذين سعوا ما أمكنهم إلى تشريف القميص الوطني، الذي يتعين على من يرتديه أن يكون في المستوى.
وطرحت قضية إبعاد زياش عن المنتخب الوطني خلال هذه الندوة من جديد، لكن خاليلوزيتش جدد تمسكه بموقفه، وقال إن المنتخب الوطني لا يجب أن يبنى على شخص واحد، حتى لو كان ميسي طالما أنه لا يخدم المجموعة، لأن الفريق الوطني فوق الجميع. وأضاف أنه في بعض الفترات حاول بعض اللاعبين تفجير المجموعة، وكان عليه التدخل لإعادة الأمور إلى نصابها.
وأوضح أن زياش كان أكبر شخص تعرض للانتقاد بعد الخروج من نهائي بطولة أمم إفريقيا 2019، وحُمل مسؤولية الإقصاء أمام البنين، لكن وعندما تحمل مسؤولية تدريب المنتخب الوطني تمسك به وحماه، بل منحه شارة العمادة، رغم أنه كان يتعرض للانتقاد في المدرجات، لكنه لا يقبل الآن أن تنسى الجماهير كل هذه الحقائق، وتعاتبه على إبعاد لاعب حاول نسف المنتخب الوطني من الداخل.
وأوضح أنه قدم للمنتخب الوطني لاعبين بمهارات عالية وبسن صغيرة، فقبل أشهر لم يكن أي أحد يعرف شيئا عن ريان مايي، والذي لم يكن البعض يعرف حتى أنه مغربي، وها هو الآن يعد من النجوم الواعدة بالفريق الوطني.
وأكد وحيد على أن المنتخب الوطني قدم عروضا جيدة بالكاميرون، وصنف كأحد أبرز المرشحين للتتويج باللقب، لكنه كان في حاجة على هداف، لأن النصيري والكعبي ومايي لم يكونوا في كامل جاهزيتهم، كما أنه لم يكن يتوفر على البديل المناسب، رغم الكم الكبير من الفرص التي كان يتم خلقها، بيد أن الافتقاد لمتمم العمليات قوض المجهود، لكنه على العموم راض عن الأداء، علما بأن الفريق الوطني تعرض لكثير من الاستفزازات أمام مصر، وحاول تنبيه الحكم إليها، لكن وطالما أن هذه المباريات تجرى في إفريقيا، فلم يحرك ساكنا، ولو وقعت في تظاهرة من حجم كأس العالم لطرد الحكم الجميع.
وفي حديثه عن التغيرات التي قام بها في التشكيلة أمام المنتخب المصري، قال وحيد إنه وضع خطة دقيقة لهذه المواجهة، لكن أرضية الميدان قد تحمل الكثير من المفاجآت، وقد يستغرب البعض كيف تم «الاعتماد على منير الحدادي أساسيا، لكنه أظهر في التداريب شغفا ورغبة واعتقدت أنه قد يمنح الإضافة،كما أنني غيرت بوفال لأنه شعر بالعياء، وخسر الكثير من النزالات الثنائية، وكنت أطلب منه أن يساعد وهو الأمر الذي فشل فيه لذلك قمت بإخراجه»، وأضاف أن أغلب اللاعبين قدموا ما طلب منهم، لكنهم في النهائية انهزموا في مباراة لم تكن عادية، وعمل المصريون جهدهم لتكسير إيقاع اللعب، و»قد لاحظنا كم أضاع حارس المرمى من الوقت، أضف إلى ذلك السب والشتم الذي تعرض له اللاعبون بالملعب، ولكن كانت تجربة قد تفيدهم في المستقبل، لأن كثير منهم لم يعتد مثل هذه الأجواء».