في ندوة وطنية حول الرياضة بملتقى تطوان11 للأبواب السبعة .. خبراء وباحثون وإعلاميون يناقشون دور الإعلام والمجتمع في إنجاح التنظيم المشترك لمونديال 2030

 

دعا المشاركون في فعاليات  الدورة 11من ملتقى تطوان الأبواب السبعة، عقب اختتام الندوة الرياضية حول دور الإعلام والمجتمع في إنجاح التنظيم المغربي – الإسباني – البرتغالي المشترك لمونديال 2030، إلى تطوير العمل الإعلامي المغربي بمختلف أنواعه وإشراكه كطرف أساسي في عملية التحسيس والتوعية بأهمية الحدث وبدوره الريادي في التعريف بقدرات المغرب وآماله وأيضا الإيمان بقدرته على توجيه انتقاداته المسؤولة وملاحظاته التنويرية .
وطلب المشاركون من خلال هذه الندوة، التي نظمت على هامش الملتقى المنظم من طرف  جمعية تطاون أسمير، تحت شعار ،»رهانات الثقافة الصحة والرياضة بجهة طنجة تطوان الحسيمة «،بخلق خلية من النجوم المغاربة الذين احترفوا الرياضة وتألقوا فيها عالميا للانخراط في عملية الإشهار والتعريف بالمغرب رياضيا وسياحيا وحضاريا وتاريخيا .
وأكدت التوصيات الصادرة عن المشاركين في الندوة على ضرورة الحرص لإعطاء مختلف الجهات المغربية كل الاهتمام، من حيث البنيات الأساسية والوسائل اللوجستيكية وإحداث فرص الشغل عند الإعداد للمخطط الكفيل بضمان نجاح التجربة المونديالية .
واعتبر بدر الدين الإدريسي، رئيس الجمعية المغربية للصحافة الرياضية، في مداخلته أن  الشراكة الاستراتيجية بين الإعلام وكرة القدم، وبين الإعلام وكأس العالم، هي ما يدفع اليوم بكل تجرد وموضوعية، بعيدا عن التسطيح والمزايدة، لطرح السؤال النقدي الساخن: هل إعلامنا الرياضي الوطني جاهز مهنيا وبشريا وتقنيا لكي يضطلع بمسؤولية إنجاح تنظيمنا لكأس العالم، قبليا وحينيا وبعديا؟ هل إعلامنا الرياضي قادر بوضعه الحالي على ربح رهان المنافسة في مواكبة حدث كروي تتعبأ له كل مشارب الإعلام العالمي للتأثير فيه وللانتفاع منه؟.
والإجابة على هذه التساؤلات في نظر الإدريسي تدفع إلى استقراء راهن الإعلام الرياضي الوطني، الذي يحيل  على عديد الأعطاب والمعيقات والنقائص والاختلالات الهيكلية، التي تجزم بأن هذا الإعلام بحقائقه المؤلمة أبعد ما يكون قدرة على تمثل دور الرافعة، ودور دعامة النجاح، ودور الكاتب للحظة تاريخية ومفصلية في مغربنا الحديث.
وأوضح ذات المتحدث أن  واقع الإعلام الوطني برمته يعيش على وقع تحديات كثيرة، ترتبط بجودة الخدمة العمومية ومواطنة الوظيفة الأساسية للإعلام ومواكبة التطورات المذهلة، التي يعيشها قطاع الصحافة، على اعتبار  أن الإعلام الوطني في شموليته يقاتل من أجل ربح رهان الحداثة والتلاؤم مع التطورات التكنولوجية المتسارعة، التي تنتج كل يوم نمطا تعبيريا جديدا.
و أشار الإدريسي إلى أن مونديال 2030، كاستحقاق دولي مسبوق بكأس إفريقيا للأمم  2025 كاستحقاق قاري، يسائل الجميع حول الأهلية المهنية لإعلامنا الرياضي لكي يضطلع بمهمة الدفاع عن المكسب، ثم مهمة تحقيق أفضل إشعاع ممكن للحدثين معا، فمهمة ربح رهان المنافسة مع قوافل الإعلام العالمي، التي ستفد على بلادنا لتغطية الحدثين، وبخاصة حدث كأس العالم، ولابد أن نكون أمناء للقول بأننا نحتاج لاستراتيجية وطنية هدفها الارتقاء بالإعلام الرياضي الوطني لمستويات عالية  «.
الدكتور مصطفى العباسي، الكاتب الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، اعتبر  في مداخلته حول دور الإعلام الإسباني والمغربي في إنجاح مونديال 2030 ،» أن  الإعلام بإسبانيا والمغرب والبرتغال، لعب دورا كبيرا قبل الإعلان عن الترشيح المشترك، حيث كشفت الصحافة الاسبانية حينذاك هذا الاهتمام الكبير بالتنظيم المشترك للمونديال بين الدول الثلاث، مما يؤكد الاهتمام الاسباني، يضيف العباسي، سواء كإعلام أو كمواطنين، بهذا الحدث، هو ردود الفعل الآنية التي سجلناها بعين المكان. وقد تواجدنا تزامنا مع الإعلان الرسمي عن قبول الملف المشترك، بالديار الاسبانية للمشاركة في فعاليات المؤتمر 39 لصحفيي الضفتين، والذي هو مناسبة للقاء صحفيين مغاربة وإسبان بالأساس».
وأشار العباسي إلى أن  الإعلام الاسباني، ومنذ الوهلة الأولى، كان إيجابيا في تعامله مع التواجد المغربي ضمن الثلاثي المرشح لاحتضان كأس العالم 2030، بل كان دائما يذكر في ترتيب ثاني وأحيانا أول، في ترتيب الدول المرشحة، حتى لدى المنابر الإعلامية الاسبانية، التي رأى بعضها، أن ترشيح المغرب، واقتراحه ضمن الترشيح الثلاثي، ولو متأخرا، كان له الأثر الإيجابي جدا في إنقاذ ملف ترشيح إسبانيا والبرتغال، خاصة وأن المرشح الثالث الذي كان مطروحا، أوكرانيا، ما كان ليكون مفيدا لهذا الترشيح، وفق ما كشفت عنه الصحافة الاسبانية، منذ الوهلة الأولى، بسبب قضايا فساد مالي يقف ورائها مسؤولين بالجامعة الأوركرانية».
وطالب نقيب الصحفيين بتطوان بضرورة أن ينصب  النقاش على المستقبل، فالأمر لا ينتهي فقط بقبول الملف، بل لابد من تزكيته، وأن يلعب الإعلام الأدوار الإيجابية المنوطة به. فالمستقبل يقول العباسي  مهم جدا، ولابد أن ينصب التفكير في اتجاهه، كيف نجعل من هذا المونديال ملحمة حقيقية، وتجانسا بين الدول الثلاث المحتضنة؟، كيف يمكنه أن يساعد في التقارب بين الضفتين، ومسح الصورة السلبية أو النمطية التي يحملها الإعلام والمواطن الإسباني أو البرتغالي عن المغرب، بل والمواطن الأوربي بشكل عام؟».
وشدد العباسي « على أن الإعلاميين المغاربة ونظرائهم الأسبان والبرتغاليين، أمامهم تحديات كبرى ليلعبوا أدوارا طلائعية في هذا المجال، وخاصة الصحافة الرياضية، بالجرائد والمواقع والقنوات الاذاعية والتلفزية، ناهيك عن دور الهيئات المهنية للصحفيين في هذا الاتجاه، وخاصة منها أيضا المهتمة بالشأن الرياضي، من خلال لقاءات وتعريفات بما يمكن أن يعين المغرب في أن يكون وجهة محببة للأجانب.
وكان الإعلامي أنس الصوردو، الذي أدار الندوة، قد اعتبر أن مبادرة جمعية تطاون أسمير هي الأولى من نوعها على المستوى الوطني منذ صدور البلاغ الديوان الملكي، الذي زف فيه  بشرى مصادقة الفيفا على التنظيم المشترك لمونديال 2030… مبادرة يضيف الصوردو من المجتمع المدني التطواني هادفة إلى الانخراط بالدرجة الأولى في عملية التحسيس بما ينتظر الجميع  من مسؤوليات تجاه بلدنا ليكون مونديال 2030 من أنجح المونديالات، وليكسب بلدنا جميع رهاناته وتحدياته أمام العالم بأسره، تحت القيادة الرشيدة لعاهل البلاد، وبهذا تكون تطوان – كعادتها – سباقة بالانخراط في عمل وطني  وفي نفس الوقت سيكون الإعلام الوطني أيضا بمختلف أشكاله وميولاته مسؤولا مسؤولية كبرى في عملية التحسيس والتوعية والتوجيه والتحفيز والمراقبة، لنصل جميعا إلى تحقيق الهدف الأسمى الذي هو بدون شك رفع راية المغرب عاليا بين الأمم.
كما عرف هاته الندوة مشاركة كل من الإعلامي نوفل العواملة، والباحث في السياسة الرياضية  منصف اليازغي، ومحسن الشركي.


الكاتب : مكتب تطوان : عبد المالك الحطري 

  

بتاريخ : 28/11/2023