فيضانات في الشمال وإغراق أحياء بمياه الصرف الصحي في الدارالبيضاء.. البرد والعراء يواصلان احتضان متضرري زلزال الحوز والتساقطات المطرية تحيي الآمال في الفلاحة الربيعية

 

تسببت الأمطار التي تهاطلت خلال اليومين الأخيرين على عدد من مناطق المملكة في العديد من الصعوبات بالنسبة للمواطنين والخسائر التي اختلفت حدّتها ودرجتها، سواء تعلق الأمر بالمدن الكبرى منها والصغرى أو في القرى والمداشر. ففي الدارالبيضاء نموذجا، أدت وضعية قنوات الصرف الصحي المهترئة تارة والمختنقة تارة أخرى في مجموعة من الأحياء إلى تسرب المياه إلى داخل المنازل والإقامات السكنية، كما هو الحال بالنسبة لزنقة الزهور بعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان، إذ غمرت المياه العادمة مرائب وتسببت في إغلاق المرافق الصحية لمسجد خلال شهر الصوم، ونفس الأمر بالنسبة لبعض أحياء تراب آنفا نفسها. ولم يجد المتضررون في عدد من الأحياء صعوبات مع المياه فقط بل زاد من حدّة غضبهم التأخر في التدخل لمعالجة الوضع، رغم كثرة الاتصال وتقديم الشكايات لمصالح الشركة الجهوية متعددة الخدمات، الأمر الذي تطلب الساعات!
وتناقل رواد لمواقع التواصل الاجتماعي مجموعة من الصور الخاصة بارتفاع منسوب المياه في الشوارع وأخرى توضح حجم الفيضانات في طرقات بكل من مراكش، الدريوش، شفشاون، برشيد، بركان، الناظور، وطنجة، هاته الأخيرة التي تصدرت قائمة المناطق المستقبلة للتساقطات المطرية وذلك بتسجيلها لـ 58 ميلمترا ما بين الساعة السادسة من صباح السبت والسادسة من صباح أمس الأحد، والتي عرفت فيضانات واسعة في شوارعها تسببت في الكثير من الخسائر المادية، متبوعة بشفشاون بـ 57 ملم، فإفران بـ 42 ملم، ثم القنيطرة التي سجلت 31 ميلمترا من الأمطار، بينما توزعت التساقطات في مناطق أخرى ما بين 28 و 0.4 ملمتر.
وإلى جانب الوضعية المرتبطة بالأمطار فقد انتشرت صور تبين عودة قوية للسيول بعدد من الوديان، في الحوز وعلى مستوى أيت ملول وفي مناطق أخرى، إضافة إلى أخرى توثق للتساقطات الثلجية، في حين كشفت تسجيلات بالفيديو استمرار معاناة متضررين من زلزال الحوز القاطنين وإلى غاية اليوم في الخيام، الذين يحتضنهم البرد والعراء ويحيط بهم الصقيع من كل جانب، بفعل تداعيات الوضعية الجوية التي تعرفها بلادنا مؤخرا، والتي تبين حجم الضررين المادي والمعنوي، الذي يجد المعنيون أنفسهم وسط دوامتهما!
بالمقابل، أحيت التساقطات المطرية آمال الفلاحين وعموم المواطنين في أن تساهم في التخفيف من حدة الجفاف الفلاحي وأن تنعش الزراعات الربيعية والغطاء النباتي وكذا الفرشة المائية، وإن كان الجميع يعوّل على المزيد من الأمطار لإعادة الروح المائية إلى السدود. ولم يخف العديد من المغاربة سعادتهم وفرحهم باستقبال أمطار الخير والتساقطات الثلجية ممنّين النفس بالمزيد منها، مع دعوة السلطات المختلفة والمصالح المختصة لاتخاذ ما يلزم من تدابير وإجراءات عاجلة مواكبة للتخفيف من أي تداعيات قد يتم تسجيلها جراء هذا الوضع.
وعلاقة بالموضوع، أكدت المديرية العامة للأرصاد الجوية أن مناطق واسعة من المغرب عرفت تساقطات مطرية عامة شملت شمال، وسط وشرق البلاد، وكانت غزيرة خاصة في شمال المملكة، حيث سجلت أكبر الكميات نظرا لموقعها الجغرافي وتأثرها المباشر بالتيارات الرطبة القادمة من المحيط الأطلسي، مضيفة بأن الساحل الأطلسي شهد أمطارا معتدلة، وبأن هذه التساقطات امتدت إلى المناطق الداخلية والجبلية، حيث كانت جيدة، خاصة للمناطق الجبلية التي يمكن أن تستفيد منها لدعم الفرشة المائية الجوفية، فضلا عن بلوغها مناطق سوس الكبير والجنوب الشرقي للمملكة.
وأبرزت المديرية بأن التوقعات للأسبوع الجاري تشير إلى استمرار الاضطرابات الجوية، حيث ستتأثر البلاد بمنخفضات جوية متتالية، سواء في الطبقات العليا أو على السطح، مما سيساهم في جلب تيارات باردة ورطبة من الشمال الغربي، وهو ما سيزيد من فرص هطول الأمطار في المناطق الشمالية، مع تساقط الثلوج فوق الأطلس والريف، كما ستشهد درجات الحرارة انخفاضا ملحوظا.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 10/03/2025