أوقفت عناصر البسيج، صبيحة أمس الجمعة رابع دجنبر الجاري بمدينة تطوان، ثلاثة عناصر يشتبه في إنتمائهم لتنظيم داعش الإرهابي.
وقد قام عناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية بعمليتين منفصلتين بكل من حي بوجراح والطفالين، أشرف عليهما المدير العام الجديد للمكتب المركزي للأبحاث القضائية حبوب الشرقاوي شخصيا، حيث تعد هذه العملية الأولى التي يشرف عليها المدير العام الجديد الذي خلف عبد الحق الخيام على رأس البسيج، مكنت من تحييد خطر إرهابي كبير كانت تطوان ستكون مسرحا له.
وهكذا، حسب بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني، وعلى ضوء معلومات استخباراتية وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، تمكن رجال الشرقاوي من تفكيك خلية إرهابية موالية لما يسمى بتنظيم ” الدولة الإسلامية”، ينشط أعضاؤها بمدينة تطوان، وذلك في سياق الجهود المتواصلة التي تبذلها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني لتحييد مخاطر التهديدات الإرهابية ودرء المشاريع المتطرفة التي تحدق بأمن واستقرار للمملكة.
وأبرز البلاغ أن التدخل الأمني الذي باشرته عناصر القوة الخاصة التابعة لفرقة التدخل السريع، أسفر عن توقيف ثلاثة متطرفين يشتبه في ارتباطهم بهذه الخلية الإرهابية، تتراوح أعمارهم ما بين 21 و38 سنة أحدهم يشتغل جزارا بالمدينة العتيقة، وتربط أحدهم علاقة عائلية بمقاتل بصفوف “داعش” بالمنطقة السورية العراقية.
وقد مكنت الأبحاث والتحريات المنجزة على ضوء الإفادات الأولية لأعضاء هذه الخلية، من تحديد مسكن في المدينة القديمة بتطوان، وتحديدا بحي السويقة، كانوا يستغلونه كمكان آمن لعقد اجتماعاتهم والتخطيط لمشاريعهم الإرهابية، وبإرشاد من اثنين من المشتبه بهم تم الانتقال إلى المسكن المذكور وإجراء مسح كامل لمشتملاته ومرافقه من طرف تقنيي الكشف عن المتفجرات بعدما تم اتخاذ كافة التدابير الأمنية والوقائية لضمان سلامة السكان والعائلات المجاورة.
وأشار البلاغ إلى أن عمليات التفتيش التي أجراها ضباط المكتب المركزي للأبحاث القضائية وخبراء مسرح الجريمة بهذا المسكن الأخير، وبمنازل المشتبه بهم، مكن من حجز راية من الثوب تجسد شعار تنظيم “داعش”، ومخطوط ورقي يتضمن نص البيعة للخليفة المزعوم لهذا التنظيم، ومجموعة من الأسلحة البيضاء المتعددة الأنواع والمختلفة الأحجام، ومعدات معلوماتية وأجهزة إلكترونية.
كما مكنت إجراءات التفتيش كذلك من حجز مجموعة من المعدات والمستحضرات الكيميائية التي تدخل في صناعة العبوات المتفجرة التقليدية، من بينها أكياس تحتوي على مادة الكبريت والفوسفور، وبراميل تضم وقود البنزين، وقنينات مملوءة بالكحول الحارق، وأكياس معبأة بكميات كبيرة من براغي لولبية وكريات معدنية ومسامير، بالإضافة إلى أسلاك كهربائية وبطاريات إلكترونية، وقنينات زجاجية فارغة يشتبه في تسخيرها لتحضير قنينات المولوتوف، ومواد سائلة مشبوهة سوف يتم عرضها على الخبرة التقنية لدى مختبر الشرطة العلمية والتقنية.
وتشير المعلومات الأولية للبحث أن أعضاء هذه الخلية الإرهابية وصلوا مرحلة متقدمة من التحضير والإعداد، إيذانا بالشروع في التنفيذ المادي لمشاريعهم الإرهابية، إذ وثقوا في شريط فيديو بيعتهم للأمير المزعوم لتنظيم “الدولة الإسلامية”، وفق الأسلوب والشروط التي يقتضيها هذا التنظيم الإرهابي، والتي حددوا فيها الأهداف العامة لمخططاتهم الإرهابية.
كما أكدت الأبحاث والتحريات المنجزة أن المشتبه بهم قاموا بعدة زيارات استطلاعية لرصد وتحديد الأهداف المقرر مهاجمتها بواسطة عبوات ناسفة، أو باستعمال أساليب الإرهاب الفردي في عمليات تحاكي الأسلوب الإرهابي الذي يستخدمه مقاتلو تنظيم “داعش”.
وقد تم إيداع المشتبه بهم الموقوفين في إطار هذه القضية تحت تدبير الحراسة النظرية من أجل تعميق البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المكلفة بقضايا الإرهاب، وذلك للكشف عن جميع المشاريع الإرهابية والامتدادات والارتباطات المحتملة لهذه الخلية، التي تؤشر مرة أخرى عن تنامي المخاطر الإرهابية التي تحدق بالمملكة في ظل إصرار المتشبعين بالفكر المتطرف على تلبية الدعوات التحريضية التي يصدرها تنظيم”داعش”.