قابلتهم «الاتحاد الاشتراكي» في الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس : المزارعون الصغار تكالبت عليهم الديون والجفاف والغلاء، في انتظار برنامج إنقاذ حكومي

«الوقت مزيرة» لازمة تتكرر على لسان الفلاحين المشاركين في المعرض

 

انطلقت أمس الثلاثاء بمكناس، فعاليات النسخة الخامسة عشرة من الملتقى الدولي للفلاحة الذي يراهن هذا العام على جلب 900 ألف زائر، ضمنهم 380 ألف من المزارعين والمهنيين الذين سيحجون على مدار 6 أيام، من مختلف جهات المملكة إلى المعرض المقام على18 هكتارا بجنبات الموقع التاريخي لصهريج السواني وجنان بن حليمة وهري السواني.. من أجل الوقوف على مستجدات القطاع الفلاحي التي جاء بها أكثر من 1500 عارض.وتكمن أهمية هذه التظاهرة بالخصوص في كونها تحتضن هذه السنة حوالي 65 دولة، ضمنها عدد من الدول التي واجهت قبل أزيد 30 سنة إشكالية شح الموارد المائية ونجحت في التغلب عليها، على غرار أستراليا، وهو ما يشكل فرصة للفلاحين المغاربة للتعرف على تجارب الدول المشاركة للاطلاع على أحدث التقنيات والأصناف (النباتات، الأشجار، وغيرها) المقاومة للحرارة والملوحة والجفاف..
آلاف الفلاحين القادمين إلى العاصمة الإسماعيلية، سواء بمعية الأقطاب الرسمية المشاركة أو على حسابهم الخاص، جاؤوا هذه السنة مثقلين بتداعيات 3 سنوات متعاقبات من الجفاف، حيث اشتكى أغلب الذين تمكنا من الحديث إليهم، خلال اليوم الأول من المعرض، من صعوبة الظرفية الاقتصادية التي أنهكت صغار الفلاحين على الخصوص، حيث أصبح معظمهم مثقلا بالديون وعاجزا عن تأمين قوته اليومي وبالأحرى تطوير أنشطته الزراعية.
(عمر. غ ) وهو مزارع صغير من الشاوية، حاضر كعارض في الملتقى ضمن قطب المنتجات المحلية، صرح لصحيفة «الاتحاد الاشتراكي» بصعوبة الظرفية الفلاحية التي يعيشها الفلاحون الصغار بسبب تعاقب سنوات الجفاف وغلاء المعيشة والارتفاع الحاد للمدخلات الفلاحية، وأضاف بلكنة بدوية «الوقت مزيرة بزاف أخويا» داعيا إلى اتخاذ تدابير حكومية عاجلة لإنقاذ الفلاحين المتضررين من الجفاف.
ويذكر أن الموضوع العلمي لهذه الدورة من الملتقى الفلاحي سينصب على السيادة الغذائية والاستدامة ومكانتها في الاستراتيجية الفلاحية «الجيل الأخضر» ، وهو موضوع الساعة الذي أثار كثيرا من الجدل، في ظل تضخم أسعار المواد الغذائية بحوالي 19 في المائة، وعجز الحكومة عن كبح جماح الأسعار التي أنهكت جيوب المواطنين، خصوصا في سلسلتي الخضر واللحوم الحمراء.
وستعكف هذه الدورة على مناقشة مستجدات القطاع الفلاحي، في ضوء التطورات التي يفرضها السياق التضخمي العالمي والتحديات المتعلقة بالمناخ. وهكذا، ستتخلل هذه الدورة ورشات عمل وندوات ستتناول بالخصوص السيادة الغذائية والتغير المناخي، حيث من المرتقب أن يتم ترصيد حصيلة الدورات السابقة في ظل تشبيك أزيد من 200 اتصال في ما بين الشركات ورواد الأعمال (B2B)، مع تنظيم 30 ندوة وتوقيع أكثر من 50 اتفاقية وشراكة.
ومن جهة أخرى، يولي هذا المعرض الفلاحي الدولي الكبير أهمية خاصة للتطورات الأخيرة في مجال البحث والابتكار في القطاع الفلاحي. وقد تمت أيضا تهيئة فضاء للأعمال بغية تسهيل إبرام شراكات مستقبلية في مجال الأعمال والتجارة المتعلقين بالقطاع.
كما يشهد المعرض حضورا قويا للمنتجات المحلية من خلال جناح مخصص لها، سيعرف مشاركة حوالي 500 تعاونية. وهو ما سيضمن ترويجا وتسويقا مناسبين لهذه المنتجات، ولاسيما تلك الخاصة بالتعاونيات التي تديرها النساء.
ويذكر أن المعرض هذا العام ينظم حول 10 أقطاب مختلفة، ويتعلق الأمر بقطب الجهات، والفاعلين المؤسساتيين، والرعاة، والمشاركين الدوليين، والمنتجات، والتجهيزات الفلاحية، والطبيعة والحياة، والمنتجات المحلية، والرعي، والمكننة، والمؤتمرات.


الكاتب : مكناس: عماد عادل

  

بتاريخ : 03/05/2023