قاضي التحقيق بالمحكمة الوطنية بمدريد يستدعي المدعو «غالي» للمثول أمامه يوم فاتح يونيو فرمين بوكوس: استقبال زعيم البوليساريو من قبل إسبانيا «خطأ سياسي غير مسبوق»

 

أصدر، أول أمس الثلاثاء 25 ماي الجاري، رئيس غرفة التحقيقات رقم 5 التابعة للمحكمة الوطنية الإسبانية «بيدراز غوميز» ، قرارا بتبليغ المدعو إبراهيم غالي رسميا استدعائه للمثول أمامه، يوم فاتح يونيو المقبل، وتعيين محام للدفاع عنه.
وحسب القرار القضائي الذي وجه للزعيم الإنفصالي، فإن قرار المثول أمام قاضي التحقيق جاء بناء على طلب المدعية العامة بمحاكم مدريد، التي حركت الدعوى العمومية، بناء على شكاية الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان، وكذا بناء على ما تناهى إلى علم النيابة العامة من أخبار صحافية تؤكد دخول المتهم «إبراهيم غالي» التراب الإسباني بهوية مزورة.
وحسب بلاغ التبليغ، الذي وجه للمدعو غالي، فإن القاضي «بيدراز غوميز» يطالبه بالمثول أمامه، يوم الثلاثاء فاتح يونيو المقبل في الساعة العاشرة والنصف صباحا، وإذا لم يسعفه وضعه الصحي أو تعذر عليه الحضور إلى مدريد، فإنه يدعوه للمثول أمامه عبر تقنية التناظر الرقمي.
ويتعين على المدعو غالي، الذي تحسنت حالته الصحية في الأسابيع الأخيرة، الرد كمتهم على الشكاية التي قدمتها الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان، التي هي جمعية حقوقية تنشط بإسبانيا ومعترف بها داخل التراب الإيبيري، التي تتهمه بجرائم الإبادة الجماعية والاعتقال غير القانوني أو الاختفاء.
ويجهل إلى حد الساعة إن كان زعيم الجبهة الوهمية المدعو «إبراهيم غالي» سيمثل طواعية أمام القاضي الإسباني، خاصة وأنه لم يوقع على إيصال الاستدعاء الذي نقله إليه ضباط الشرطة إلى المستشفى بلوغرونيو، بالإضافة إلى كون صيغة قرار المثول أمام قاضي التحقيق فيها نوع من الالتفاف والتضليل، حيث تجيز له الحضور عبر تقنية التناظر الرقمي عن بعد.
وللمدعو إبراهيم غالي سوابق في الفرار والهروب من قبضة العدالة الإسبانية، إذ سبق أن تم تهريبه من قبضة العدالة الإسبانية مرتين، سنة 2013 وسنة 2016، وتحسبا من تكرار نفس الأمر، يسعى ضحايا مجرم الحرب إلى منعه من ذلك هذه المرة، عبر مطالبة القضاء الإسباني بالقيام بما تقتضيه القوانين في هذه النازلة، عبر سحب جواز سفره واتخاذ الإجراءات اللازمة لكي يمثل أمام العدالة.
ومما زاد من حدة التكهنات حول وجود نية مبيتة لتهريب المدعو إبراهيم غالي، وصول طائرة عسكرية جزائرية الاثنين إلى مطار « توريخون دي أردوث» بضواحي مدريد، وعلى متنها مسؤولون عسكريون جزائريون كبار، وهو دفع بالمتتبعين للتساؤل حول سبب تواجد مسؤولين عسكريين جزائريين بإسبانيا في هذا التوقيت وهل للأمر علاقة بتواجد زعيم الجبهة الانفصالية؟
هذا وكان المغرب قد أستدعى، يوم الثلاثاء الماضي، سفيرته بمدريد كريمة بنيعيش للتشاور بشأن استقبال إسبانيا لإبراهيم غالي، عقب عدم تلقي المملكة أية توضيحات أو ردود بخصوص دخول زعيم الجبهة الوهمية التراب الإسباني بهوية مزورة.
وكان وزير الجارجية والتعاون ناصر بوريطة قد شدد في تصريحات صحفية، على أن السبب الرئيسي للأزمة بين البلدين هي «دخول المدعو إبراهيم غالي، زعيم ما يسمى بجبهة البوليساريو، إلى إسبانيا بطريقة لا تحترم حسن الجوار والعلاقات بين الجارين».
ويشار إلى أن العلاقات المغربية الإسبانية تعيش في الفترة الراهنة على وقع أزمة ديبلوماسية غير مسبوقة، ويمكن تشبيهها بنفس درجة وحدة الأزمة التي عاشها البلدان سنة 2002، عقب أزمة جزيرة ليلى.
وفي سياق ردود الفعل المنتقدة للحكومة الإسبانية، التي استقبلت زعيم ميليشيات «البوليساريو» المدعو بإبراهيم غالي، سرا وبهوية مزيفة، وصف الصحفي والكاتب الإسباني هذا القرار ب»الخطأ السياسي غير المسبوق» في تاريخ إسبانيا.
وأكد بوكوس، في مقال رأي نشر ، أول أمس الثلاثاء، في العديد من وسائل الإعلام الإسبانية، بما في ذلك وكالة «يوروبابرس» أنه «لا توجد سابقة في عالم الدبلوماسية الإسبانية لخطأ سياسي مثل ذلك الذي ارتكبته غونزاليس لايا، وزيرة الشؤون الخارجية، التي من خلال حماية وتبرير استقبال إسبانيا لإبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو، تسببت في أزمة سياسية حادة مع المغرب».
وانتقد بوكوس، مؤلف العديد من الكتب وصحفي سابق في إذاعة «كادينا سير» وفي التلفزيون الإسباني (تي في إي)، «نقص الخبرة» لدى الدبلوماسية الإسبانية لإدارة أزمة في سياق «وقائع جيو-سياسية معقدة بالمغرب العربي»، معتبرا أن إسبانيا «سمحت لنفسها بأن تقودها الجزائر، البلد الذي لديه تاريخ طويل من العداء تجاه جيرانه المغاربة».
وتساءل كاتب المقال «ماذا كان هدف وزيرة الخارجية أرانتشا غونزاليس لايا عندما سهلت دخول إسبانيا من طرف شخص أعلن حرب مفتوحة على المغرب ؟ ألم تأخذ الوزيرة علما من الناحية السياسية بما يعنيه القرار الأمريكي القاضي بالاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء ؟»
وبعد تسليط الضوء على الجوانب المظلمة للدخول غير القانوني للمدعو إبراهيم غالي إلى إسبانيا، انتقد الصحفي والكاتب الإسباني حكومة بيدرو سانشيز لقيامها «بهذا التصرف الذي يخاطر بالتوازن الدبلوماسي مع ردود فعل سياسية واضحة وبالتالي يمكن التنبؤ بها».


الكاتب : مكتب تطوان

  

بتاريخ : 27/05/2021