تستقبل القاعات السينمائية، المغربية والدولية، عرض الفيلم المغربي الروائي الطويل «الهاربون من تندوف»، لمخرجه عبد الحق نجيب، وسيناريو كريم دونيزال، وهو العمل الذي يحكي معاناة أشخاص تم اختطافهم من طرف عصابات «البوليساريو»، واعتقالهم بمخيمات تندوف، داخل المجال الحدودي للأراضي الجزائرية، حيث تعرضوا لأبشع ضروب التعذيب النفسي والتنكيل الجسدي، والممارسات الحاطة من الكرامة الانسانية، قبل أن يتمكنوا، بعد حوالي ربع قرن من الزمن، من الفرار والعودة إلى حضن الوطن، في الوقت الذي لقي العشرات من المحتجزين مصرعهم في ظروف وحشية.
ووفق بيان سبق تعميمه فإن الفيلم، الذي تم تصوير مشاهده في مدينة كلميم وضواحيها، «يحكي رحلة خمسة رجال وامرأتين، كانوا محتجزين ومتمسكين في ذات الوقت بأمل العودة إلى الوطن، حيث تمكنوا من الفرار من جحيم مخيمات تندوف»، مع إظهار «معاناتهم مع الكثبان الرملية عبر مسارات صحراوية قاحلة من دون أية أداة أو خريطة للإرشاد، حيث كانوا يتخطون الصعاب ليلاً ويختبئون نهارا حيثما أنهكم التحمل، مع تفادي أعين دوريات الصحراء وقطاع الطرق الذين يتحركون في كل أرجاء هذه المنطقة المعزولة تحت لهيب الشمس الحارقة وعزلة الليل البهيم»، وذلك اعتمادا على تسليط الضوء على نفسية هؤلاء الهاربين المثقلة بالجروح النفسية المرعبة.
وأمام خوضه لتجربة المشاركة في بطولة هذا العمل السينمائي غير المسبوق، فات للممثل كمال حيمود، أن أبرز في تصريح إعلامي أنه قام بتجسيد «دور جندي مغربي معتقل في تندوف يسترجع ذكريات مرحلة شبابه ويحكي قصة المغامرة التي خاضها رفقة بعض زملائه»، دون أن يفوته الكشف عما عاناه، رفقة الممثلين المشاركين معه، من تبعات نفسية وجسدية قاسية؛ بسبب «المشاهد الصعبة التي تتضمن مجموعة من الأمور المعقدة والمروعة»، وإلى جانب هذا الممثل، يجمع الفيلم ثلة من الممثلين الكبار، منهم محمد الشوبي، إدريس الروخ، نجيب عبد الحق، إيمان قنديلي، كريم أوجيل، ياسين عبد القادر، محسن مونتكي، محمد سموكة، علياء بن الشيخ وغيرهم.
