قبل أيام من دخول غمار التنافس .. سايس لا يرشح المنتخب الوطني للظفر بكأس إفريقيا ويشيد بدور الركراكي

عندما يواجه المنتخب الوطني المغربي خصمه التنزاني في أول مبارياته بالنسخة 34 من منافسات أمم إفريقيا 2023، يوم 17 يناير، سيكون قد مر بالضبط 13 شهرا على نهاية حلمه الجميل ومسيرته التاريخية في كأس العالم 2022، عقب الهزيمة في مباراة الترتيب أمام منتخب كرواتيا، وحلوله رابعا على المستوى العالمي، مسجلا بذلك أفضل إنجاز على الصعيدين القاري والعربي.
وسيدخل المنتخب الوطني هذا الاستحقاق القاري بسعي حثيث من أجل الظفر بلقبه القاري الأول منذ عام 1976، لكن بعد العديد من المحاولات الفاشلة على مدار 48 عاما الماضية، هناك اعتقاد حقيقي بأن عميد الفريق الوطني رومان غانم سايس يمكنه محاكاة القائد الأسطوري أحمد فرس وإعادة الكأس إلى الرباط.
وفي هذا الصدد قال سايس في حوار مع «بي بي سي أفريقيا»، إنه «عندما نصل إلى مستوى مرتفع حقا، فإننا نعلم أنه يتعين علينا الحفاظ على هذا النوع من المعايير. بالطبع لقد تغير شيء ما (فيما يتعلق بالتوقعات). ومن الواضح أنه سيكون من الصعب الوصول إلى الدور نصف النهائي من كل مسابقة، لكن علينا أن نحافظ على هذا المستوى ونساعد كرة القدم في المغرب على مواصلة التطور. لا يبدو الأمر وكأنه ضغط، بل أشبه بالمسؤولية.»
ورغم أن المنتخب الوطني أنهى عام 2023 في المركز 13عالميا، إلا أن مدافع ولفرهامبتون السابق سايس يصر على أن وضع الفريق الوطني كأفضل منتخب إفريقي لا يجعله بالضرورة من المتنافسين الرئيسيين للفوز باللقب الإفريقي يوم 11 فبراير. لأن المغرب، الذي سيلعب أيضا مع الكونغو الديمقراطية وزامبيا في المجموعة السادسة، لم يصل إلى النهائي منذ عام 2004، عندما خسر 2 – 1 أمام تونس.
ومن وجهة نظر العميد سايس فإن المنتخب الوطني، «ليس مرشحا للتتويج. أتفهم طموحات الجماهير، لكن لم يكن أي منا نحن اللاعبين قد رأى النور خلال المرة الأولى والأخيرة التي فاز فيها المغرب بالبطولة، وكان مدربنا فقط أحد أفراد المجموعة التي بلغت النهائي آخر مرة.
أعتقد أن الكوت ديفوار ستتعرض لضغوط لأنها تلعب على أرضها. كما أن هناك الكثير من الفرق الخطيرة التي تتمتع بخبرة كبيرة أيضًا، مثل السنغال والكاميرون والجزائر ومصر.
والآن أصبحت كل المباريات التي تجرى على المستوى القاري صعبة، لهذا ستكون المنافسة صعبة، وعلينا أن نكون مستعدين ذهنيًا للذهاب إلى أقصى حد ممكن.» مشددا على أن نسخة هذه السنة ستكون واحدة من أصعب الدورات في التاريخ.
وبتأهله إلى نصف نهائي كأس العالم، حل المنتخب المغربي محل السنغال كأفضل فريق في إفريقيا، رغم أنه في الذاكرة الحديثة كان أحد أكثر الفرق ذات الأداء الضعيف في كأس الأمم الأفريقية، لأنه فشل في تجاوز دور المجموعات في خمس بطولات بين عامي 2006 و2013، وفي النسخ الثلاث الماضية تم إقصاؤه مرتين من ربع النهائي على يد مصر ومرة واحدة في دور ثمن النهائي على يد بنين.
وقد لعب سايس في كل من تلك المباريات الثلاثة التي خرج فيها من مرحلة خروج المغلوب، ويصر على أن اللاعبين مستعدون بشكل أفضل هذه المرة لطبيعة المنافسة التي لا يمكن التنبؤ بها.
وأضاف سايس، البالغ من العمر 33 عاماً، والذي يلعب حالياً لنادي الشباب السعودي: «أعتقد أنها كانت نقطة ضعف من قبل، ففي بعض المباريات عندما كان من المفترض أن نكون المرشحون الأوفر حظاً، كان الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لنا.
نعلم أن الجميع ينتظرنا ويريد الفوز علينا، ولكن يمكننا تحقيق أشياء عظيمة.
لا تهمنا طبيعة المنافس، لكن المهم بالنسبة لنا هو أن نركز في كل مباراة، وألا نفكر في الدور التالي. سيكون خطأ فادحا إذا فعلنا ذلك. إن هدفنا الرئيسي في الوقت الحالي هو العبور إلى ثمن النهائي. ويجب أن نكون مستعدين للمعاناة، لأن الأمر سيكون صعبا. ففي كأس العالم ذهبنا بعيدا لأن جميع اللاعبين ضحوا بأجسادهم قصد الوصول إلى الدور نصف النهائي».
وساهم سايس وخط دفعه بشكل كبير في تحقيق الإنجاز الرائع في مونديال قطر، ويأمل أن تستمر الصلابة الدفاعية لأسود الأطلس في الكأس الإفريقية، حيث قال: «لدي شراكة جيدة مع نايف أكرد، لأنني أعرفه منذ سنوات، ورأيت كيف يتطور. لدينا علاقة جيدة جدًا خارج كرة القدم، وهذا مهم بالنسبة لي».
وأشاد سايس بالدور الذي يقوم به الناخب الوطني وليد الركراكي،» القريب جدا من اللاعبين، فهو ليس صديقا وإنما هو بمثابة الأخ الأكبر أو العم و يمنحك الكثير من الثقة.
إنه صادق حقًا مع اللاعبين، وأعتقد أنه من الصعب جدًا العثور على هذا في كرة القدم. فهو يجد دائمًا الكلمات الصحيحة لتحفيز الفريق، ويخلق شيئًا مهمًا حقًا بين اللاعبين والجهاز التقني.»


الكاتب : الاتحاد الاشتراكي

  

بتاريخ : 11/01/2024