لوح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، يوم الأربعاء في طوكيو، ب”الرد على الإجراءات المعادية لروسيا” التي اتخذتها بريطانيا حول قضية تسميم جاسوس روسي سابق في جنوب انكلترا.
وصرح لافروف في أعقاب لقائه مع نظيره الياباني تارو كونو “إذا استمرت الحكومة البريطانية باتخاذ إجراءات معادية لروسيا، فسنرد انطلاقا من مبدأ المعاملة بالمثل”.
وحث لافروف لندن على “الرد بهدوء” على الهجوم الذي استهدف في الرابع من مارس الحالي الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا واللذين لا يزالان في حالة حرجة.
وتقول بريطانيا إن روسيا وحدها لها القدرة والدوافع والنية للوقوف وراء الهجوم بغاز الأعصاب (نوفيتشوك) الذي بدأ تطويره على ما يبدو في الحقبة السوفياتية.
وعلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الاتهامات بأنها “هراء وتفاهات وكلام فارغ”.
وقامت بريطانيا بطرد 23 دبلوماسيا روسيا وأسرهم أي ما مجموعه 80 شخصا.
وقال متحدث باسم رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي إن لندن “تسعى فعليا” لاتخاذ إجراءات أخرى.
من جهة أخرى، أعلن مدير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أمس الثلاثاء أن تحليل عينات تسميم الجاسوس السابق سيستغرق من أسبوعين إلى ثلاثة.
وتسببت الحادثة بمزيد من التأزم في علاقات روسيا بالعديد من دول الغرب.
عبر الاتحاد الأوروبي عن “تضامن مطلق” مع بريطانيا في هجوم بغاز أعصاب وجهت فيه المسؤولية لروسيا، فيما يزور خبراء دوليون من منظمة حظر الاسلحة الكيميائية بريطانيا لأخذ عينة من العنصر الكيميائي لاجراء تحاليل.
وتواجه روسيا ضغوطا غربية في قضية تسميم العميل المزدوج السابق سيرغي سكريبال في 4 مارس في مدينة سالزبري في انكلترا بغاز اعصاب.
وقال الوزراء ال28 في بيان مشترك خلال اجتماعهم في بروكسل “إن الاتحاد الأوروبي يعبر عن تضامنه المطلق مع المملكة المتحدة ودعمه لها، بما في ذلك جهود المملكة المتحدة لاحضار المسؤولين عن هذه الجريمة أمام العدالة”.
وأثارت هذه القضية أزمة في العلاقات بين لندن وموسكو.
ورفض الرئيس فلاديمير بوتين الاتهامات للدولة الروسية ووصفها بأنها “مجرد هراء وتفاهات وكلام فارغ”.
والاثنين حذر المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف بريطانيا ودعاها إلى تقديم “أدلة” تثبت الاتهامات او “الاعتذار”.
وقال بيسكوف “عاجلا ام آجلا يجب الرد على هذه الاتهامات التي لا اساس لها: اما عبر دعمها بالأدلة المناسبة او الاعتذار”.
ولا يزال سيرغي سكريبال الجاسوس الروسي السابق الذي باع اسرارا إلى بريطانيا وانتقل إليها ضمن صفقة تبادل جواسيس في 2010، في حالة حرجة مع ابنته يوليا بعد العثور عليهما فاقدي الوعي على معقد في حديقة في 4 مارس.
ومن المتوقع ان يصل خبراء من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى بريطانيا الاثنين لأخذ عينات من غاز الأعصاب المستخدم.وسيلتقي الخبراء بمسؤولين من مختبر علوم وتكنولوجيا الدفاع القريب من سالزبري وحيث تم تحديد نوع الغاز نوفيتشوك.
وسيجتمعون ايضا بالشرطة قبل إرسال نماذج إلى مختبرات دولية لتحليلها، ومن المتوقع أن يستغرق صدور النتائج اسبوعين على الأقل بحسب مسؤولين بريطانيين.
الاسبوع الماضي عب ر قادة الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا عن تأييدهم لاعلان بريطانيا عن مسؤولية روسيا عما تعتقد الشرطة البريطانية إنه محاولة قتل سكريبال.
ويعتقد إنه أول هجوم بغاز أعصاب على اراض أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية.
وحضت الدول الثلاث روسيا على الكشف بشكل كامل عن تفاصل برنامجها المتعلق بالغاز نوفيتشوك، لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية. وأيد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الإثنين هذا المطلب.
وفي أول تعليق مباشر له على القضية بعد فوزه بولاية رئاسية رابعة في روسيا الاحد، قال بوتين أمام أنصاره “إنه مجرد هراء وتفاهات وكلام فارغ أن يسمح أحد ما في روسيا لنفسه بالقيام بشيء كهذا قبيل الانتخابات وكأس العالم”.
وأكد “لقد قمنا بتدمير كافة الاسلحة الكيميائية” مضيفا إن روسيا مستعدة للمشاركة في التحقيقات.
لكن وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون ولدى وصوله بروكسل الاثنين للمشاركة في اجتماعات مع الحلفاء في الاتحاد الأوروبي قال “لم يعودوا قادرين على خداع أحد بعد الآن”.
واضاف أن “النفي الروسي المتكرر يزداد عبثية، ان محاولة اخفاء (…) الحقيقة في (…) الاكاذيب والتشويش هي استراتيجية روسية تقليدية”.
والاحد اتهم جونسون موسكو بتخزين غاز الاعصاب الذي طوره السوفيات، في انتهاك للمعاهدة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية.
وقال “لدينا أدلة بالفعل خلال السنوات العشر الماضية بأن روسيا لم تكن تحقق فقط في تسليم غازات أعصاب لتنفيذ اغتيالات، بل أيضا كانت تقوم بتصنيع وتخزين نوفيتشوك”.
وأعلنت بريطانيا الاسبوع الماضي طرد 23 دبلوماسيا روسيا، مما أثار ردا مماثلا من موسكو. وأعلنت بريطانيا أيضا مقاطعة أفراد من العائلة الملكية ووزراء في الحكومة حضور نهائيات كأس العالم التي تستضيفها روسيا هذا الصيف.
لكن موسكو اتهمت لندن بالتسرع في توجيه الاتهام، والمح سفيرها لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير شيجوف في نهاية الاسبوع الماضي إن بريطانيا نفسها ربما تكون مصدر العنصر الكيميائي.
وأشارت بريطانيا إلى قضية مماثلة في الماضي القريب تتعلق بتسميم الجاسوس السابق والمعارض للكرملين الكسندر ليتفيننكو في لندن عام 2006 بالبولونيوم المشع.
وشددت لندن أيضا على ما تعتبره نمطا من العدوانية الروسية ومنها ضم القرم والتدخل المفترض في أوكرانيا وهو ما أدى إلى فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات قاسية.
وقال جونسون الاثنين “نادرا ما تجد بلدا على الطاولة هنا في بروكسل لم يتعرض في السنوات الاخيرة الى شكل من اشكال السلوك الروسي الخبيث والمخرب”.
وكان سكريبال يعمل لدى الاستخبارات العسكرية الروسية برتبة كولونيل قبل أن يسجن في بلده لكشفه عملاء روس لجهاز الاستخبارات البريطاني “إم آي6”. وانتقل إلى بريطانيا لاحقا في إطار صفقة لتبادل الجواسيس أبرمت عام 2010.
وقالت للنواب البريطانيين إن غاز الأعصاب ذو الاستخدام العسكري الذي تم تسميم سكريبال به ينتمي إلى مجموعة من المواد الكيميائية التي تعرف باسم “نوفيتشوك” والتي طورتها روسيا.
ويستخدم مسمى “نوفيتشوك” للإشارة إلى مجموعة من المركبات الكيميائية القوية والقاتلة التي تفيد تقارير أن الحكومة السوفيتية طورتها أواخر الحرب الباردة في سبعينات وثمانينات القرن الماضي.
واعتبرت موسكو الادعاءات بأنها “استفزاز”.
من جهتها، أكدت الولايات المتحدة “تضامنها” مع بريطانيا. وصدرت تصريحات مشابهة في اليوم التالي من كل من فرنسا وألمانيا.
وبعد يومين، أوضح سيرغي ريابكوف، وهو نائب لافروف، أن موسكو لم تمتلك قط أي برامج لتطوير غاز أعصاب “نوفيتشوك”.
وأعلنت كذلك تجميد الاتصالات رفيعة المستوى مع موسكو وأضافت أن أفراد الأسرة الملكية لن يحضروا كأس العالم لكرة القدم الذي تستضيفه روسيا هذا العام.
وانتقدت وزارة الخارجية الروسية “خيار المواجهة” الذي تبنته لندن مضيفة أنها ستتخذ اجراءات انتقامية في وقت قريب.
وفي بيان مشترك نادر صدر بتاريخ 15 آمارس، اعتبرت لندن وبرلين وباريس وواشنطن ان مسؤولية روسيا هي التفسير الوحيد “المعقول” لتسميم سكريبال.
وحثت موسكو على تقديم “كل المعلومات” بشأن البرنامج الكيميائي العائد إلى الحقبة السوفياتية والذي تم تطوير “نوفيتشوك” بموجبه.
من جهته، أعرب حلف شمال الأطلسي الذي يضم 29 عضوا عن تضامنه مع بريطانيا حيال ما اعتبره أول استخدام هجومي لغاز أعصاب على أراضي دولة تابعة للحلف منذ الحرب العالمية الثانية.
وسيناقش قادة الاتحاد الأوروبي الـ28 الهجوم خلال قمة ستعقد في بروكسل في 22 و23 مارس. وأكد رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك ان التكتل ينوي خلال القمة توجيه “رسالة واضحة” بشأن العملية.
لكن المستشارة الألمانية انغيلا ميركل أوضحت أن الاتحاد الأوروبي لن يناقش مبدئيا مسألة مقاطعة مجريات كأس العالم.
من جهتها، فتحت روسيا تحقيقا في “محاولة القتل العمد” التي استهدفت يوليا سكريبال.
وأعلنت كذلك أنها فتحت تحقيقا منفصلا في “قتل” الروسي الذي كان يقيم في لندن نيكولاي غلوشكوف وعثر عليه ميتا في ظروف لم تتضح الاثنين في لندن. وفتحت الشرطة البريطانية في اليوم ذاته تحقيقا في “قضية قتل” بعد وفاة غلوشكوف.
تيريزا ماي استفادت سياسيا
نجحت تيريزا ماي التي أنهكتها مفاوضات بريكست في رص الصفوف وخرجت قوية من الأزمة الدبلوماسية مع روسيا التي قالت انها مذنبة في محاولة قتل العميل الروسي المزدوج السابق بغاز الأعصاب في انكلترا.
وحتى المشاكس وزير الخارجية بوريس جونسون الذي لا يتردد في تحدي سلطة ماي حول ملف بريكست دفاعا عن انفصال تام عن الاتحاد الأوروبي، قدم ولاء الطاعة الخميس، وأثنى عبر وسائل الإعلام على موقف رئيسة الحكومة وردها على الروس “الحازم وفي مستوى” الحدث.
وانضم الحزب القومي الاسكتلندي كذلك الى ماي على لسان رئيس الحزب في برلمان وستمنستر ايان بلاكفورد. واعلنت رئيسة حكومة اسكتلندا نيكولا ستيرجن تأييدها لها على تويتر قائلة انه “لا يمكن لروسيا ان تقتل أو تحاول أن قتل من تشاء في شوارعنا دون حسيب أو رقيب”.
ورغم ان المحللين عدوا قرارها طرد 23 دبلوماسيا روسيا بانه مدروس، استفادت ماي من انقسامات حزب العمال؛ فكتبت صحيفة “ذي غارديان” اليسارية انها تحولت إلى “عملاق سياسي (…) ولا يعود الفضل في ذلك الى ما قالته وانما ببساطة لأنها ليست كوربن”.
وكتبت صحيفة “دايلي تلغراف” المحافظة ان رد ماي على واقعة سالزبري “حازم على نحو ملفت على العكس من الموقف الجبان الذي اتخذه (زعيم حزب العمال) جيريمي كوربن الذي لم يتمكن على ما يبدو من ادانة هجوم ضد البلد الذي يتطلع لرئاسة حكومته”.
والأربعاء تعرض كوربن لسلسلة انتقادات لرفضه اعتبار الكرملين مسؤولا عن محاولة تسميم سيرغي سكريبال وابنته يوليا في سالزبري في 4 آذار/مارس بغاز الأعصاب. وهما لا يزالان في المستشفى في حالة حرجة.
وقال كوربن امام النواب ان طرفا ثالثا استولى على الأرجح على المادة القاتلة واستخدمها في الهجوم، وهو احتمال أثارته ماي نفسها قبل أيام قبل أن تحمل روسيا المسؤولية لأن موسكو لم تقدم توضيحات.
ودعا كوربن الى “الابقاء على حوار قوي مع روسيا حفاظا على امن شعبنا والأمن الدولي”.
واتخذ نواب عماليون على الفور مواقف متميزة عنه وايدوا موقف رئيسة الحكومة، الأمر الذي أبرز الانقسامات في حزبهم.
يتعرض كوربن باستمرار لانتقادات وسائل الاعلام اليمينية بسبب علاقاته المفترضة مع دول الكتلة السوفياتية السابقة. والشهر الماضي اضطر الى تكذيب اتهامات بالتعاون مع جاسوس تشيكوسلوفاكي في ثمانينات القرن الماضي. وهي مزاعم أثبتت وثائق الاستخبارات التشيكية عدم صحتها.
والخميس تعرض مجددا لهجوم صحيفة “صن” التي تعتمد الاثارة واتهمته بانه “دمية بيد بوتين” في حين وصفته “دايلي ميل” بانه “ألعوبة بيد الكرملين”.
وكتبت “دايلي تلغراف” ان موقف ماي “وحد المحافظين خلفها مع احداث انقسام في حزب كوربن”، ثم اضافت “بما انه عاجز عن الدفاع عن المصلحة الوطنية أمام العدوان الخارجي فإنه عاجز تماما ” عن رئاسة الحكومة.
لكن يتعين على تيريزا ماي الآن أن تصمد في حين يتوقع أن يأتي الرد الروسي قريبا، وهو الأمر الذي يخشى أن يؤدي إلى تصعيد التوتر بعد ان وصفت موسكو موقفها بانه “وقح” و”هستيري”. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخميس ان الحكومة البريطانية استخدمت قضية تسميم الجاسوس الروسي السابق بهدف “تحويل الانتباه” عن صعوباتها المتصلة ببريكست.
نظرية التآمر تلقى
رواجا في روسيا
يعتقد العديد من الروس بدافع من وسائل الاعلام الرسمية وحتى بعض المسؤولين السياسيين ان اتهام موسكو في قضية تسميم جاسوس مزدوج سابق في المملكة المتحدة، ليست سوى محاولة لتخريب الانتخابات الرئاسية او المونديال.
ولا تصدق ليوبوف تاراسينكو (متقاعدة-69 عاما) ان موسكو مسؤولة عن تسميم الجاسوس السابق سيرغي سكريبال وابنته لوليا. وتقول “روسيا دائما متهمة في كل شيء”.
ولم يتابع الكثير من سكان العاصمة الروسية هذه القضية بسبب عدم اهتمامهم بالاخبار ربما لسأمهم من تكرار الاتهامات والمآخذ اليومية ضد موسكو التي ترددها وسائل الاعلام يوميا في السنوات الاخيرة. ومن كان بينهم مطلعا على القضية بدا مقتنعا ان روسيا ليست مورطة بل ضحية.
وقال رجل القانون فلاديسلاف دياتلوف (46 عاما) “الاجهزة السرية البريطانية تقف وراء عملية التسميم بالنظر الى الطريقة المثالية التي نفذت بها، وذلك بالاستعانة بمادة يفترض انها روسية المصدر”.
ويرى ان الهدف هو “التأثير على نتائج الانتخابات الروسية” الاحد التي يتوقع ان تتيح لفلاديمير بوتين فوزا سهلا بولاية جديدة من ست سنوات.
واضاف «لكننا
سننتخب رئيسنا»
من جهته راى اندري شيشكانوف (طبيب-49 عاما) ان “روسيا لا صلة لها بالامر” مضيفا “اشعر ان هذه القضية تم تدبيرها للاساءة للانتخابات او لمونديال” 2018 بروسيا.
وكان عثر على سيرغي سكريبال وابنته لوليا فاقدين الوعي في 4 آذار/مارس على مقعد في مدينة سالزبوري جنوب غرب انكلترا في وضع حرج بعد تعرضهما لغاز اعصاب قوي.
وقالت رئيسة وزراء المملكة المتحدة تيريزا ماي انه “من المرجح جدا ان روسيا” مسؤولة عن تسميمهما.
واضاف “ان الكحول والمخدرات والضغط والانهيار امراض لا يمكن تجنبها في مهنة الخائن ويمكن ان تؤدي الى نوبة او نزيف دماغي او حادث سير او حتى الانتحار”.
وتابع “انصح بعدم اختيار انكلترا كبلد اقامة اذا كنتم تمتهنون خيانة وطنكم”.
وتوفي الكثير من الشخصيات الروسية في ظروف مشبوهة في السنوات الاخيرة في المملكة المتحدة خصوصا المنشق عن الاجهزة الكسندر ليتفينينكو الذي قضى مسمما بالبلوتينيوم-210.
وقال مقدم نشرة المساء ان العميل المزدوج السابق لم يكن سوى من “المعدات البالية (التي) لم تعد تهم احدا” مضيفا في تساؤل ساخر “هل ان مناخ المملكة المتحدة يؤذي المنشقين؟”.
واشارت القناة اثر ذلك الى احتمال تورط الاجهزة السرية البريطانية خصوصا لان التسميم جرى “قرب مركز عسكري بريطاني في بورتون داون الذي يجري بحوثا عن المادة” المستخدمة في التسميم. وقال مقدم قناة ان تي في الروسية في نشرتها المسائية ساخرا “ان عملية التسميم تشكل مصادفة عجيبة: فهي تأتي قبل ايام من الانتخابات الرئاسية الروسية” الاحد 18 آذار/مارس. وتابع المقدم ان الجواسيس السابقين يقيمون في كل مكان من العالم “ولكن لا يجري تسميمهم الا في بريطانيا العظمى”.
ومضى في الاتجاه ذاته الرئيس الواسع النفوذ لمجلس الشيوخ الروسي فياتشيسلاف فولودين. وندد هذا الاخير “بعملية مخططة تشكل نوعا من التدخل في الحملة” الانتخابية الروسية.
واضاف متهما “ان بريطانيا وسلطاتها هي المسؤولة” عن الجريمة.
واشار المعلق الشهير للقناة العامة فيستي ديميتري كيسليف وهو معروف بقربه من الكرملين، الى هدف آخر للعملية وهو افساد مونديال كرة القدم الذي تنظمه روسيا صيف 2018.
وقال في برنامجه الواسع الشعبية مساء الاحد “لماذا لا يكون قد تم تسميم سكريبال لاستغلال الامر لاحقا لتنظيم مقاطعة لكاس العالم”.
من جهتها تساءلت صحيفة موسكوفسكي كوسوموليتس عن احتمال ان تكون “عملية لعناصر المخابرات البريطانية”.
من جهته قال المحلل جيورجي بوفت المعروف بآرائه المتوازنة عموما على اذاعة بيزنس اف ام “انه في غياب اثباتات” على تورط روسيا “تملك موسكو الحق الاخلاقي في قطع علاقاتها الدبلوماسية” مع لندن.