(1)
أَنَا لَيْلٌ يَبْحَثُ عَنْ فَجْرِهِ… !
مُضْنٍ سَفَرِي،
وَشْمُهُ مِنْ حُرُوفِ شَمْسٍ
أَعْيَاهَا السَّبِيلْ …
(2)
يَا أَيّهَا الَّليْلُ الرَّابِضُ
فِي رَصِيفِ الرُّوحِ ،
دُلَّنِي عَلَى بصِيصٍ
مِنَ السَّبِيلْ…
(3)
قَدَرِي
أَنْ يَجْرِي
وَرَائِي
لَيْلِي ،
يُسَابِقُ
مَعِي فَجْرِي
الْهَارِبِ إِلى تُخُومِ الْمُسْتَحِيلْ…
(4)
وَمِنْ وَرَاءِ سَتَائِرِهِ النَّاصِعَةِ الْبَيَاضِ،
يَرْمُقُنِي الَّليْلُ الْوَحْشِيُّ
بِنَظَرَاتٍ ، يَغْمُرُهَا كُحْلٌ مُغْرٍ
بِرَقَصَاتِ لَفْحٍ
مِنْ فَجْرٍ مُسْتَحِيلْ…
(5)
وَفَجْرِي قَطْرَةُ مَاءٍ
مُسْتَلْقِيَةٍ عَلَى قَفَاهَا
مِنْ شِدَّةِ يَقِينِهَا
أَنَّهَا مِنْ غَيْمَةٍ عَقِيمَهْ…
(6)
وَمِنْ شِدَّةِ حِرْصِي عَلَى إِخْفَاءِ
فَجْرِي تَحْتَ التُّرَابِ،
أَنْفَجِرُ لُغْمًا فِي وَجْهِ
أَوْهَامِي الْعَنِيدَهْ…
(7)
وَيَمْشِي بِي فَرَاغِي
إِلَى حَافَّةِ
ذُهُولِي ،
يُلْقِي بِي فِي
هَاوِيَةٍ مِنْ ضَجِيجٍ،
وَأَسْتَظِلُّ بِلَيْلِي
مِنْ قَيْظِ نَهَارِي…
(8)
وَيُهْدِينِي الَّليْلُ نَجْمَةً
مِنْ فَجْرٍ مُخَادِعٍ
يَضُمُّنِي بِذِرَاعَيْنِ
مُسْتَعَارَتَيْنِ
مِنْ صَدَإِ الْحَيَاهْ…
(9)
وَيُوقِظُنِي لَيْلِي
مِنْ سَكْرَةِ حُلُولِي
فِي وَمْضِهِ
الْمُشْرِقِ الرُّوحِ،
تَرَى الْمَلَكُوتَ سَرْمَدًا،
يَسْلُكُ بِجَسَدِي
طَرِيقًا لِلْجَذْبِ وَالظَّمَأ،
وَبِي شَوْقٌ إِلَيْكَ
يَطْوِي مَعَارِجَ مِنْ حَيْرَتِي،
وَلَوْ عَمِيتُ ، فَعَمَاي قَبَسٌ
مِنْكَ أَهْذِي بِهِ ثَمِلاً
كَلَوْعَةِ عُكَّازَتِي بِالطّرِيقِ،
يَأْسَرُهَا الصَّحْوُ بِتَجَلِّي نُورِكَ
فِي غَلَسِ خُطَايْ،
أَوْ فِي زَبَدِ الرَّمِيمِ
وَالِأَرْمَاسْ …
(10)
وَفِي سَدِيمِ لَيْلِي
مَخَاضُ زَوْبَعَةٍ
تَفِرُّ الرِّيحُ
بِضَفَائِرِهَا الْمُخَضَّبَةِ
بِفَجْرٍ سَقِيمِ…