كآبة الشتاء

كيف يمكن،
لمراكب العمر
أن تصارع موج الخريف
وصخب الصيف
وكآبة الشتاء؟

كيف يمكن،
أن يسيل ماء الوجه
بدمع العناق
وسكرة الموت
وهول الفراق؟

كيف يمكن،
أن تصير صخرة الحزن
في وزن فراشة؟

كيف يمكن،
أن تصبح الطحالب،
بقدرة قادر،
ورودا في مقابر هذا الوطن؟
كيف يمكن،
أن نعُدّ أوراق عمرنا،
في الخريف،
نرتبها ونلمعها
حتى لا يصيبها صدأ السريرة
أو خلل في الكبرياء؟

كيف يمكن،
أن نراكم الأحزان
ونربي العزلة في أعيننا
عساها تورق
قصيدة العمر
أو وطنا من البكاء؟

كيف يمكن،
أن نعيد ترديد قصائدنا
على مقام الشمس والعشاق،
كل صباح،
وفي المساء
نُسقط النجوم في البحر
نجمة نجمة
مخافة تفاصيل الليل والماء؟

كيف يمكن،
أن نمضي لنبحث عن ورودنا
المعلقة بين القلب والخريف
والشتاء؟

كيف يمكن،
أن نطلق العنان لتاريخنا
لنحرق فيه مراكبنا
وكل حروف الهجاء
ونبحر من جديد
لنبحث عن شمس الصباح؟

كيف يمكن،
أن يكون رنين القطرة في البحر
هديرا يشبه البكاء؟

كيف يمكن،
لصفاء الماء
وبياض السريرة
أن يجعلنا ننصت،
ننصت للسماء
عسانا نبكي لنتطهَّر؟

كيف يمكن،
أن تظل فتنة الصولجان
بيننا مزمنة،
الشكّ فينا
يهيم في بسملة الابتداء،
واليقين
يقيم في سيرورة الانتهاء؟

كيف يمكن،
أن نكتفي بالرثاء للشفاء
ونغني
ونكتفي بالغناء؟


الكاتب : محمد بنقدور الوهراني

  

بتاريخ : 29/11/2019

أخبار مرتبطة

من الواضح أن العلاقة بين القارئ والكاتب شديدة التعقيد؛ ذلك أن لا أحد منهما يثق في الآخر ثقة سميكة، وما

  وُلِدَت الشخصيةُ الأساسيةُ في روايةِ علي بدر (الزعيم) في العامِ الذي بدأت فيه الحملة البريطانية على العراق، وبعد أكثر

  يقول دوستويفسكي: «الجحيم هو عدم قدرة الإنسان على أن يحبّ». هذا ما يعبّر عنه الشاعر طه عدنان في ديوانه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *