كبار مسؤولي المؤسسات المالية العالمية معجبون بالقدرات الهائلة التي أظهرها المغرب في مواجهة تداعيات الزلزال

جورجييفا: المغرب، من خلال هذا الزخم التضامني، أعطى درسا حقيقيا للعالم بأسره

أجاي بانغا: المغرب اتخذ تدابير مهمة في مجال إعادة الإعمار، وهو “شريك موثوق” للبنك الدولي

 

 

على مدار الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك و صندوق النقد الدوليين، المتواصلة أشغالها منذ يوم الاثنين الماضي بمراكش، لم يترك معظم المسؤولين الكبار في المؤسسات المالية الدولية، الذين تناوبوا على أخذ الكلمة في مختلف الندوات واللقاءات المبرمجة، فرصة حضورهم في هذه المنتديات تمر دون التنويه و الإشادة بالقدرة الخارقة التي أبداها المغرب على احتواء هذه الكارثة الطبيعية، من خلال التدابير الاستعجالية التي وضعتها السلطات في وقت وجيز للتخفيف من آثار الزلزال، كما عبروا عن إعجابهم بروح التضامن الهائل الذي أبانت عنه كافة شرائح الشعب المغربي لمؤازرة المنكوبين بمبادرات تلاحم بليغة أعطت للعالم صورة جميلة عن القيم الإنسانية الرفيعة التي يتحلى بها الشعب المغربي.
ومنذ وقوع الزلزال المدمر في المغرب بتاريخ 8 شتنبر، عمل خبراء البنك الدولي وصندوق النقد الدولي بالتنسيق عن كثب مع السلطات المغربية وفريق من الخبراء على وضع تقييم شامل لقدرة المغرب على استضافة الاجتماعات السنوية لعام 2023.
وبناء على المراجعة الدقيقة للنتائج، قررت الإدارة العليا لكل من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والسلطات المغربية المضي قدما في عقد الاجتماعات السنوية لعام 2023 في مراكش، مع تعديل محتوى الاجتماعات في ضوء الظروف الراهنة.
وكانت المؤسسات الدولية المنظمة وهي تتطلع إلى الاجتماعات، حريصة على ألا يعوق انعقادها جهود الإغاثة الجارية وأن تراعي الضحايا والشعب المغربي.
وفي هذه اللحظة بالغة الصعوبة، اعتبر المنظمون أن الاجتماعات السنوية ستتيح الفرصة كذلك للمجتمع الدولي للوقوف إلى جانب المغرب وشعبه اللذين أثبتا مجددا صلابتهما في مواجهة الفواجع.
وفي أول مداخلة لها ضمن حفل افتتاح هذه الاجتماعات، أكدت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجيفا، أن التدبير الفعال والسريع لآثار زلزال الحوز و”روح التضامن الذي عز نظيره” والذي أبان عنه المغاربة تحت القيادة المتبصرة لجلالة الملك “خير دليل على المستقبل المشرق للمغرب”.
وقالت جورجييفا، في كلمة خلال اللقاء ذاته، إنه تم إنجاز الكثير من العمل للتعافي بسرعة من تداعيات الزلزال، مبرزة أن “المغرب، من خلال هذا الزخم التضامني، أعطى درسا حقيقيا للعالم بأسره”.
وكانت جورجييفا قد زارت في وقت مبكر من يوم الافتتاح، رفقة وزيرة الاقتصاد والمالية، نادية فتاح ، مؤسسات تعليمية في مناطق متضررة، وأشادت بـ”استئناف جميع الأطفال لحصصهم الدراسية بعد شهر فقط من وقوع الزلزال”.
من جهته، أبرز رئيس مجموعة البنك الدولي، أجاي بانغا، يوم الأربعاء بمراكش، جهود إعادة الإعمار المتميزة التي تبذلها المملكة المغربية بعد زلزال الحوز.
وشدد السيد بانغا، خلال ندوة صحفية بمناسبة الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك وصندوق النقد الدوليين، على أن المغرب اتخذ تدابير مهمة في مجال إعادة الإعمار، لا سيما تلك الرامية إلى التخفيف من آثار هذه الكارثة الطبيعية على تمدرس الأطفال في المناطق المتضررة.
وفي هذا الصدد، ذكر رئيس البنك الدولي بزيارته، يوم الاثنين الماضي، للثانوية الإعدادية الأطلس الكبير بجماعة أسني بإقليم الحوز، مضيفا أن عودة الأطفال إلى المدرسة تظل أولوية قصوى، سواء بالنسبة للمغرب أو البنك الدولي، الملتزم تماما بضمان تعليم الشباب.
وأكد، في هذا الإطار، أن من بين الأهداف الرئيسية لعمل البنك الدولي هو الإدماج الاقتصادي للشباب والنساء، والذي يمر بشكل حتمي عبر تمدرس الأطفال، وخاصة الفتيات، من أجل تمكينهم من المساهمة في التنمية الاقتصادية لبلدانهم.
وبخصوص الشراكة بين البنك الدولي والمغرب، أبرز السيد بانغا أن المملكة شريك موثوق، مذكرا بأن المؤسسة المالية تواكب المغرب في تنفيذ نموذجه التنموي الجديد.
من جهة أخرى، أكد والي بنك المغرب، عبد اللطيف الجواهري، في مداخلة مماثلة، أن إعادة الإعمار بعد الزلزال ستضخ دينامية جديدة في النمو الاقتصادي للمغرب، على غرار ما تم تسجيله ببلدان أخرى شهدت هذا النوع من الكوارث الطبيعية.
وأشار إلى أن انتعاش السياحة كان سريعا في جهة مراكش، وسيتعزز أكثر بعد انعقاد الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، مشيدا بسرعة التدابير المتخذة طبقا للتوجيهات الملكية السامية لا سيما مخطط إعادة التأهيل والإعمار الذي تم وضعه، والمساعدات المخصصة للضحايا، فضلا عن التدبير المرحلي المحكم لآثار الزلزال.
وفي نفس السياق، وعلاقة باستجابة السلطات المغربية في أعقاب زلزال الحوز، أشاد مختار ديوب المدير العام لمؤسسة التمويل الدولية، التابعة لمجموعة البنك الدولي، بصمود المملكة ونظرتها الموجهة نحو المستقبل بحماس وثقة كبيرين، مؤكدا أن مؤسسة التمويل الدولية توجد رهن الإشارة لدعم جهود إعادة الإعمار التي أطلقها المغرب
أما محافظ البنك الوطني البلجيكي، بيير فونش، فقد أكد أن المغرب، البلد المستضيف للاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، يحتل مكانة جوهرية على الساحة الدولية وقال السيد فونش ، إنه “بفضل موقعه الجيوسياسي عند ملتقى الطرق بين الشمال والجنوب، بين إفريقيا وأوروبا، واستقراره السياسي، يحتل المغرب مكانة جوهرية على الساحة الدولية”. أن المغرب أظهر “تضامنا قويا وصمودا منقطع النظير” في تدبير تداعيات زلزال الحوز.

وبدوره قال جهاد أزعور، مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي، يوم الاثنين بمراكش، إنه “معجب” بالجهود المبذولة لإعادة إعمار المناطق المتضررة من زلزال الحوز.
وأبرز السيد أزعور الذي أدار نقاشا تحت عنوان “حوار المديرة العامة لصندوق النقد الدولي مع قادة الغد: مستقبل النمو المندمج في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا” في إطار الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي المنعقدة بمراكش، أنه زار، رفقة المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجييفا، مناطق متضررة من الزلزال “وأثارت إعجابنا الجهود المبذولة من أجل إعادة الإعمار”.
وأشار إلى أن “زلزال الحوز لم ينجم عنه تأثر كبير فقط، بل أيضا استجابة قوية من طرف السلطات العمومية وعموم الشعب المغربي”، مشيدا في السياق ذاته بتعبئة المجتمع المدني الذي أنجز “عملا متميزا” خلال الأسابيع الأربعة الماضية.
من جهتها، كدت رئيسة التواصل المؤسساتي بالبنك الدولي، أليخاندرا بيبيروس، أن عقد الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي بمراكش يشكل فرصة للوقوف عن كثب على صمود المغرب عقب زلزال الحوز.
وقالت السيدة بيبيروس، إن المشاركين في هذا الموعد العالمي يمكنهم الإطلاع عن قرب على صمود المغرب وقدرته على مواجهة تداعيات هذا الزلزال، مبرزة الجهود التي بذلتها السلطات المغربية من أجل عودة سريعة للحياة الطبيعية في المناطق التي تضررت بفعل هذه الكارثة الطبيعية.
وبخصوص التعاون مع البنك الدولي والمغرب، أشارت السيدة بيبيروس إلى أن مشاريع البنك تشمل مجالات متعددة، من بينها تعزيز الرأسمال البشري والصحة والتعليم وخلق فرص الشغل لفائدة الشباب والنساء، داعية القطاع الخاص إلى مواكبة إنجاز هذه المشاريع و اغتنمت نائبة المديرة العامة لصندوق النقد الدولي ، أنطوانيت مونسيو السايح، أخذها الكلمة، للإشادة بالصمود الذي برهن عليه المغرب والمغاربة أمام تداعيات زلزال الحوز كشأن كل التحديات، معبرة، في هذا الاتجاه، عن دعمها للمغرب.. وأوضحت السيدة مونسيو السايح، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى البرلماني العالمي، الذي تنظمه الشبكة البرلمانية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي بشراكة مع مجلسي البرلمان المغربي، في إطار الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين، الضرورة الملحة للاستمرار في عملية تمويل الدول من أجل تقليص الهوة بين الدول الفقيرة والغنية وخلق التوازن العالمي، وعلى الخصوص، من خلال محاولة خفض الأسعار، وتحسين الحكامة، وتسهيل الاستثمار، وغيرها من التدابير التشريعية الكفيلة بتخفيف وطأة الأعباء الاقتصادية على المجتمعات.


الكاتب : الاتحاد الاشتراكي  - وكالات

  

بتاريخ : 13/10/2023