أسفرت نتائج الدورتين الأخيرتين من منافسات البطولة الاحترافية، بقسميها الأول والثاني، عن «تأهل» فريقين من سوس للعب مباريات السد، حيث سيواجه فريق حسنية أكادير فريق رجاء بني ملال، الذي أهدر فرصة الصعود المباشر، فيما تمكن الفريق السوسي الآخر، أولمبيك الدشيرة، من انتزاع بطاقة التأهل الثانية للعب مباريات السد حيث سيواجه، في مباراة ليست بالسهلة، فريق الشباب السالمي.
وكيفما كان الحال فإن الفرصة التي تنتظر الفريقين السوسيين، الحسنية والأولمبيك، تمثل مناسبة لا تعوض لهما معا، في أن يصبح لمنطقة سوس ولعصبتها، فريقان في قسم الكبار. وهذا حلم لم يكن في المتناول من قبل.
هذا التأهل المزدوج، مع التحفظ بشأن الحسنية، لأن الأمر بالنسبة لفريق سوس الأول يبدو مختلفا، يمثل مع ذلك فرصة حقيقية لكي يصبح لمنطقة سوس، ولأكادير التي تعتبر عاصمة وسط المغرب، ناديان بقسم الصفوة الأول. هذا حلم بليغ وجد مغري يفترض أن نعض عليه بكل أسناننا لكن، دون أن ننسى أن هناك معوقات وإكراهات تعوق هذا الحلم، بل وتجعل منه أمرا شبه مستحيل، بحكم الإعاقة التي أصبحت تعاني منها مدينة الانبعاث والمتمثلة في غياب البنيات الرياضية والملاعب الوظيفية التي كانت، حتى عهد قريب، أمرا تفتخر بها المدينة. فبعد تصفية ملعب عبد الله ديدي، تم إعدام ملعب الانبعاث، الذي شكل حتى عهد قريب بداية إعادة بناء الذاكرة الرياضية لأكادير، بعد كارثة الزلزال، حيث كان مسرحا لانتزاع فريق المدينة الأول، الحسنية للقبين متواليين للبطولة سنتي 2002 و2003، ليتم بعد ذلك إعدام هذا الملعب – الذاكرة، وتحويله إلى منتزه! هكذا تمت تصفية ذاكرة مدينة تتطلع للانبعاث لبناء ذاكرتها من جديد!
وحاليا، وفي ظل منتخبين يتقدمهم عمدة هو في علمنا رئيس الحكومة الحالية، وبعض نوابه ممن لايقدرون الوضع الرياضي الحالي لعاصمة وسط المغرب، تعاني أكادير، والملحقات التي إلحاقها بها كتيكيوين، والدراركة، وآنزا، وبنسركاو وغيرها، من غياب ملاعب تغني نادي المنطقة الأول عن استقبال مبارياته على بعد مئات الكيلومترات بمدن آسفي، وبرشيد، والمحمدية! فمن أصل 30 مباراة لعبها هذا الموسم، استقبل فريق الحسنية بأكادير مباراة واحدة، ليخوض باقي المباريات بالمدن التي ذكرناها أعلاه.
وبناء عليه فالجهات المنتخبة بأكادير تبقى هي المسؤولة، في الأول والأخير، عن الوضعية المخزية التي عانى منها فريق سوس الأول، في ظل رفض الجهات المنتخبة والمسؤولة وانصرافها عن تأهيل ملاعب شبه جاهزة كان ينبغي تأهيلها، ويتعلق الأمر بالمركب الرياضي الحسين مدانب بتيكيوين وملاعب أخرى تم إهمالها ليلعب فريق المنطقة الأول ويستقبل خارج جهته بمئات الكيلومترات.
أفيقوا أيها السادة !
كرة القدم بسوس: فريقان مرشحان للصعود إلى الدوري الاحترافي الأول بدون ملاعب!

الكاتب : ع. البعمراني
بتاريخ : 21/05/2025